أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدى خليل - الاخوان المسلمون والدولة الفاشلة فى مصر















المزيد.....

الاخوان المسلمون والدولة الفاشلة فى مصر


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3945 - 2012 / 12 / 18 - 07:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الاخوان المسلمون وتفشيل مصر
مجدى خليل
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بدأ المجتمع الدولى فى التفكير فى الدول الخطرة المفككة المنهارة مثل أفغانستان والصومال، والتى تمثل خطورة شديدة ليس على شعبها فقط ولكن على المجتمع الدولى كذلك.
فى سبتمبر 2002 بمناسبة الذكرى الأولى لأحداث 11 سبتمبر القى وزير الخارجية البريطانى الأسبق جاك سترو محاضرة بعنوان " الدول الفاشلة والدول المقبلة على الفشل" Failed and failing states
ذكر سترو خلال محاضرته لأول مرة مصطلح " الدول الفاشلة والدول المقبلة على الفشل" ذاكرا أنه بمعاونة وزارة الخارجية البريطانية حاول وضع محددات معينة لتعريف فشل الدول وتصنيف الدول الخطرة بناء على هذه المحددات، وقد ذكر فى محاضرته ثلاثة محددات لفشل الدول، الأول عدم قدرتها على التحكم فى اراضيها وتأمين الأمن لمواطنيها، والثانى يتعلق بغياب حكم القانون وتدهور حقوق الإنسان وغياب الحكم الصالح الفعال، والثالث يتعلق بعدم توفير الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والسكن والمأكل. تطور المصطلح أكثر مع دراسة لجامعة برنستون صدرت عام 2004 بعنوان " عندما تفشل الدول: أسباب وأثار". ولكن المصطلح أخذ دفعة قوية بتقرير " مؤشر الدول الفاشلة" الذى صدر التقرير الأول منه فى عام 2005 عن صندوق السلام بواشنطن بالتعاون مع وقفية كارنيجى للسلام الدولى بواشنطن، واستمر التقرير يتطور ويصدر من وقتها بصفة سنوية دورية.وبعد ذلك صدرت العديد من الدراسات عن مفهوم الدولة الفاشلة.
إذا عدنا لمؤشر صندوق السلام ومؤسسة كارنيجى عن الدولة الفاشلة نجده يعرفها بأنها الدولة التى لا تفرض حكومتها سيطرة فعالة على أراضيها، ولا ينظر لنظامها على أنه شرعي من قبل شريحة مهمة من سكانها، ولا تقدم أمانا داخليا أو خدمات عامة أساسية لمواطنيها، وتفتقر إلى احتكار استخدام القوة ، وقد تعانى من عنف فعلى أو تكون ببساطة عرضة لخطر العنف . يقسم المؤشر الدول إلى أربعة مجموعات وفقا لمستوى الفشل: دول فاشلة ودول فى مرحلة الخطر ودول تحت الرقابة ودول مستقرة، وجاء هذا التقسيم بناء على مؤشر مركب من 12 مؤشرا فرعيا تتعلق بكافة عناصر مكونات الدولة من وجهة نظر معدى المؤشر، وهذه المؤشرات الأثنتى عشر هى: التدخل الخارجى،النخب المنقسمة إلى فصائل،جهاز الأمن،حقوق الإنسان،الخدمات العامة، تفكك عرى شرعية الدولة، الأقتصاد، التنمية غير المتوازنة، فرار البشر وهروب الأستثمارات، تظلمات الجماعات، اللاجئون والمهجرون، الضغوط السكانية. وبالطبع كل مؤشر فرعى هو بدوره مركب من عدد من العناصر المختلفة.
تطور آخر فى المصطلحات مع تعمق الدراسات حول الدولة الفاشلة جاء مصطلح جديد وهو " جيوب الفشل"، فقد لا تكون الدولة فاشلة كلية ولكن بها جيب أو أكثر من جيوب الفشل التى بدورها تؤثر على أستقرار الدولة ودرجة فشلها.
نعود إلى مصر، فهى منذ التقرير الأول الذى صدر عام 2005 وحتى التقرير الأخير الذى صدر عن عام 2011 مصنفة فى فئة الدول التى فى مرحلة الخطر، ولكن التقرير عن عام 2012 لم يصدر بعد ولا أعرف هل ستنتقل إلى الدول الفاشلة أم ستظل فى موقعها.
أحد أهم سمات الحركات والتيارات الإسلامية هو تفشيل الدول ،أى تحويلها إلى دول فاشلة سواء بتحويل نظام الحكم فيها إلى فاشية دينية أو تحويلها إلى دولة فاشلة عبر العنف المليشياوى فى حالة فشلها فى السيطرة على الدولة، وقد رأينا ذلك فى أفغانستان والسودان والصومال ولبنان ونيجيريا وباكستان وإيران.
كل المؤشرات تقول أن مصر تتجه إلى فئة الدول الفاشلة تحت حكم الاخوان المسلمين، فهناك جيب فاشل حاليا وهو منطقة سيناء، وهناك تراجع فى مستوى الأمن بدرجة كبيرة، وهناك هروب للأسثمارات الأجنبية، وهناك انقسام كبير حول شرعية حكم الاخوان حيث يرى القسم الأكبر من المصريين أنهم فقدوا الشرعية، وهناك تراجع واضح فى المستوى الأقتصادى ومستوى الخدمات العامة،وهناك أنهيار لدولة القانون، وهناك دستور كتب لفصيل واحد وهو الإسلاميين على حساب الشعب المصرى كله،وهناك مليشيات مسلحة متعددة ظهرت فى غزوة الاتحادية وغزوة مدينة الإنتاج الإعلامى وغزوة الدستورية وسوف تتطور وتكشف عن نفسها أكثر فى المستقبل، وهناك تهديد واضح بأستخدام العنف ضد المصريين لإخضاعهم فى ظل غياب الحوار السياسى الجاد، وهناك أستهداف لرجال الاعمال الكبار من آجل تحويل الثروات تجاه الفصيل الإسلامى، وهناك دولة لا ترعى مصالح جميع المصريين وأنما تركز على فصيل بعينه، وهناك رئيس يخاطب فقط أهله وعشيرته،وهناك فساد فى العملية السياسية برمتها وتنامى الانشقاقات داخلها، وهناك فساد مالى ورشاوى سياسية من آجل استقطاب المعارضين، وهناك عدة دول تتدخل فى صميم أعمال السيادة المصرية،وهناك تشكيك فى شرعية أتخاذ القرارات العامة من قبل معظم المصريين، وهناك تراجع واضح فى حقوق الإنسان وحقوق الأقليات والمرأة،وهناك فرار كبير للكفاءات البشرية إلى الخارج، وهناك تململ اجتماعى من حدة المظالم والفقر، وهناك ضغوط سكانية تتزايد يوما بعد يوم... بأختصار فأن كل عوامل وعناصر الدولة الفاشلة تتوفر فى مصر الآن، وسواء احكم الاخوان سيطرتهم على مصر أو سقط حكمهم فأنه فى كلا الحالتين سيدفعون مصر إلى فئة الدولة الفاشلة عبر الحكم غير الرشيد فى الحالة الاولى أو من خلال تهديد الاستقرار عبر العمل العنيف المسلح فى حالة سقوطهم.
قد يتساءل البعض ويقول أن هذا طبيعى فى المراحل الأنتقالية للدول، ومصر فى مرحلة أنتقالية بعد ثورة شعبية. نعم هذا الكلام صحيح بشروط أولها نجاح وأكتمال الثورة لصالح القطاع الأكبر من مواطنى الدولة، وثانيا قصر المرحلة الأنتقالية وتسريع التحول الديموقراطى وثالثا عبر اتخاذ خطوات صحيحة فى الاتجاه الصحيح سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وكل ذلك غير متوفر فى الحالة المصرية الراهنة. بل أن مؤشر الدولة الفاشلة يقرر مسألة غاية فى الاهمية وهى أن الانتخابات ليست هى الحل فى حالة عدم الأتفاق على المسائل الجوهرية، فنادرا ما تشفى الانتخابات المجتمعات المحطمة إلا بعد الاتفاق على المسائل الرئيسية المتعلقة بالدين والانتماءات العرقية والهوية ودستور متفق عليه للبلاد، والمؤسف أن جماعة الاخوان المسلمين وحلفاءها تدفع لمزيد من الانقسامات حول هذه المسائل الجوهرية.
نخلص مما تقدم أن مصر مقبلة على طور الدولة الفاشلة بشكل مؤكد، والكرة فى ملعب المصريين الحقيقيين لإنقاذ بلدهم من السقوط فى الهاوية.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرة أسباب لمقاطعة الاستفتاء على الدستور
- صكوك الغفران الأخوانية
- لماذا تفشى التحرش الجنسى فى مصر؟
- دستور قندهار
- دراما الأنتخابات الأمريكية
- تحية للبطل الشهيد أفرايم إبراهيم مرزوق ووالده
- مصر على خطى باكستان
- محنة فريد زكريا ومحنتنا
- التاريخ الناطق بمتحف الهولوكوست
- هل التنوع أضعف أمريكا بعد العولمة؟
- مملكة الإرهاب فى غزة
- خمس سنوات على إنقلاب حماس فى غزة
- وكالة أنباء مسيحى الشرق الأوسط
- مرسى يأخذك إلى الجنة
- جماعة الاخوان المسيحيين
- اختزال حل المشاكل فى نائب الرئيس
- رئيس مدنى أم رئيس إسلامى
- لماذا فاز مرسى؟
- ملاحظات على الأنتخابات الرئاسية
- الصراع على شكل النظام السياسى فى مصر


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدى خليل - الاخوان المسلمون والدولة الفاشلة فى مصر