أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - سوريا التي في خاطري وفي دمي














المزيد.....

سوريا التي في خاطري وفي دمي


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 18:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وأخيراً اسدل الستار عن زمر المقاتلين الاجانب الذين تركوا اوطانهم وانتشروا في عموم الساحة السورية ولم يعد يصدمنا ظهور مجموعات مسلحة وميلشيات بأنواعها تنشر القتل والخراب في الداخل السوري وتعيث فسادا في ارض الشام وتخرّب مدنها الجميلة وأريافها الخضر بل وامتد نشاطها التخريبي الى دول الجوار مثل لبنان وأجزاء من الحدود العراقية -- السورية وغيرها
ونحن هنا في الشارع العراقي بدأنا نلاحظ في بعض احيائنا لافتات لمقاتلين قضوا نحبهم داخل سوريا وقاتلوا بحجج وذرائع شتى منها حماية الاضرحة والمزارات الدينية المنتشرة في عموم دمشق وريفها كالسيدة زينب والمقامات الشيعية وأضرحة الفواطم ، ناهيك عن المجموعات المسلحة من المتطرفين المتشددين المتعاطفين مع القاعدة من الذين بايعوا عتاة المتشددين مثل جماعة /النصرة رافعي شعارات الجهاد من كل حدب وصوب حيث تتوافد موجات من زمر المقاتلين من كافة الاراضي العربية والإسلامية وحتى من "مسلمي " اوربا وأمريكا وبأعداد مخيفة تقدم كالسيول الجارفة ينشرون شرورهم في بلاد الشام البهيّة الناعمة الملمس ، مهد الحضارات الانسانية وهلال الشرق الخصيب ووادي العروبة المزهر ، حوض البحر المتوسط الدافئ المفعم بالخير والجمال والمحبة ومنبت الانسان المتحضر الراقي وباني أعرق الحضارات في تلك الربوع الساحرة
لقد مزّقوا شعبنا هناك وشرّدوا اهلها نزوحا الى دول الجوار ومنهم هرب بعيدا الى الشتات القصية واحرقوا عشبها الاخضر وورودها وياسمينها العبق ، دمّروا تراثها الخالد ومعالمها ومنائرها وشوارعها وأسواقها وكل ما هو بهيّ مشرق ، ضربوا فسيفسائها الملوّنة التي تخلب الالباب لانها تعبّر اجمل تعبير عن التآخي المذهبي وتنشر اواصر المحبة والتعايش السلمي بين شرائح مجتمعها بكل قومياتها ؛ عربا وكردا وأرمن وغيرهم بمختلف مذاهبهم وعقائدهم اسلامية كانت او مسيحية أو درزية تتعايش معا في هذه البقعة المباركة
اننا نرى المشهد الرهيب ذاته الذي جرى على بلادي العزيزة عراق الرافدين فقد مُزّقت الاوصال هناك تماما مثلما تمزقت في بغداد وبقية مدننا ، انهم نفس العتاة الاغراب الغازين الذين يستهدفون ارقى قيم الارض واجمل وأثرى بقاع المعمورة متمثلة في بلاد الشام وأرض السواد والحداد وكأن انياب الشرّ ومخالبه وهجمات البرابرة تمتلئ غضبا وحقدا وقوى الظلام تريد ان تطفئ وهج التحضر والنماء في بلدان تعدّ من اكثر شعوب الارض ثراءً حضاريا ورقيّا انسانياً ولم تسلم حتى الكنوز الاثريّة والرموز التأريخية من النهب والتخريب والمتاجرة وكأنهم لم يكتفوا بتدمير الانسان وتخريب بنائه التحتي بل عملوا على نفيه وطرده من دياره ليكون لاجئا يتسول المعونات من هذا وذاك وهو الذي أعطى كل ماعنده في سبيل نموّ وارتقاء البشرية الى سلّم الحضارة الانسانية الزاهية
وبسبب جهلهم وحقدهم وهشاشة اساسهم الحضاري فقد عمدوا وبكل وقاحة وعدم استحياء الى محو اية معالم للرقيّ والنماء واستهدفوا كل بقعة انجبت خيرا وبناء راقيا وصروحا من العلم والرقيّ وجعلوا من تلك البقاع ساحة للصراعات السياسية الخارجية فسوريا الان على مفترق طرق وربما تتجه نحو المجهول مالم نوقف زحف من هبّ ودبّ من الأقوام الفاسدة من برابرة التخلف والدمار ايّا كانوا سواء من الذين في الداخل من اعوان النظام ومناصريه أو الزحف المخيف من جراد وسموم الخارج الذين عاثوا في الارض السورية فسادا مثلما أفسدها ربيبو نظام الحكم الأسدي فالذي يهمنا ويوجعنا هو مصير اهلنا السوريين على اختلاف شرائحهم الدينية والمذهبية ، اولئك الذين اصبحوا ضحية اجندات ومؤامرات داخلية من النظام نفسه ومن اجندات خارجية تريد جعل سوريا الحبيبة ساحة للصراعات الاقليمية والدولية بحجج وذرائع شتى كلها تصبّ في غير صالح المواطنين السوريين الذين لاناقة لهم ولاجمل في تلك الصراعات التي خلّفت ولازالت تخلّف المزيد من الدمار والموت والخراب الذي عمّ ارجاء سوريا
أيها العرب ؛ هوناً على أشقّائنا السوريين المبتلين بشرور الداخل والخارج ضحايا مطرقة النظام الدكتاتوري وسندان التدخلات الآتية من وراء الحدود
خزياً وعاراً لكل من يزيد من عذابات الشعب السوري الضائع في الشتات ، والمدمَّر في الداخل
بردا وسلاما على بلاد الشام وربوعها ونفوسها فقد ذاقت الكثير من المحن ونزفت دما غاليا عزيزا
بكماً وصمّاً وعمياً لكل من يريد إذلال وقتل وتدمير هذا الشعب النبيل ايّا كان منبته سواء من وراء الحدود أو من أذناب العقارب التي تستعير سمومها من سماسرة السياسة القذرة خارج سوريا
وانا انهي هذه المقالة ..تحضرني ابيات رائعة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش وهو يتذكر دمشق الموجوعة بأبنائها في الداخل وفي الشتات :
" في دمشق تطير الحماماتُ خلف سياجِ الحريرِ
اثنتين ..اثنتين
في دمشق ارى لغتي كلَّها
على حبّةِ القمحِ مكتوبةً
بإبرةِ أنثى ينقّحها حجر الرافدين



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشويهُ معالم بغداد
- وخزاتٌ لابدّ منها
- هل أدلُّكم على تجارةٍ تبدّدُ أموالكم ؟؟!
- الجامعةُ العربيّة في النزَع الأخير
- ديمقراطيتنا تتنفسُ الغبراء لا الصعداء
- قصيدة بعنوان - حبّ امتناع لامتناع -
- مذاقُ لحومِ الخيل
- قضاؤنا العراقيّ في عيون المنظّمات الانسانية
- عشرُ سنوات من سقوط الدكتاتوريّة
- إنَّ أخفتَ الأصواتِ لصوتُ المثقف
- هل عصا الشهرستاني سحريّةٌ حقاً ؟!
- حديثُ الحبّ للثامن من آذار
- زيارة باهظة الثمن ( شيء من معاناة المرضى في العراق )
- هل تُخيفكم رؤوسُ التماثيل ؟!
- نفاياتُ الإتحاد الاوروبي
- حينما تتحوّل الأسلحةُ الى مصوغات
- كفانا نستظلّ بخيامٍ بالية
- موتى القوارب
- شبابُنا والمنشّطات الضارّة
- الفلوجة في عملٍ فني أوبرالي


المزيد.....




- غوتيريش: قصف المدرسة التابعة للأونروا في غزة -مثال مرعب جديد ...
- شاهد.. فيديوهات وصورة تظهر لحظة سقوط -مقذوف- على كريات شمونة ...
- وصول 1.2 مليون حاج إلى مكة لأداء مناسك الحج
- قبل نهاية العام .. روسيا تسير رحلات جوية مباشرة إلى السعودية ...
- وزير الدفاع الأمريكي يعتبر السماح لأوكرانيا بالتوغل في عمق ر ...
- -خشية تدخل إيران-.. واشنطن تحذر تل أبيب من تحرك عسكري ضد لبن ...
- يوم البيئة العالمي.. غوتيريش يدعو إلى فرض ضرائب على شركات ال ...
- إيمانويل ماكرون يشارك في ذكرى إنزال النورماندي في بلومليك إل ...
- 4 قتلى على الأقل و27 جريحا في حادث اصطدام قطارين في جمهورية ...
- انتخابات البرلمان الأوروبي: بدء التصويت في هولندا واليميني ا ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - سوريا التي في خاطري وفي دمي