أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - الفلوجة في عملٍ فني أوبرالي














المزيد.....

الفلوجة في عملٍ فني أوبرالي


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 23:16
المحور: الادب والفن
    


"الفلوجة " في عمل فني أوبرالي


عُرض قبل حوالي شهرين في مدينة "فانكوفر" الكندية عملٌ فني أوبرالي تناول جانبا مهما من العمليات القتالية الشرسة التي حدثت في مدينة الفلوجة العراقية بعد الغزو الذي تزعمته الولايات المتحدة الاميركية مع حلفائها عام /2003 وما أعقب ذلك من حروب بين مايسمى قوات التحالف من جهة والمسلحين في المدينة المذكورة من جهة اخرى خلال الاعوام التي تلت الغزو والتي كان اشدّها معركة الفلوجة الثانية عام/2004 والتي اشتركت فيها قطعات من مشاة البحرية الاميركية ضد المسلحين في المدينة والتي أدّت الى خسائر فادحة لدى الجانب الاميركي وقوات التحالف المرابطة معه ليس على صعيد المعدّات والسلاح انما على الجانب النفسي والتدهور المعنوي والخيبات واليأس والكآبة التي منيت بها القوات الغازية وشرذمتها
في هذا العمل يتحدّث الجندي الأميركي الشاب (كريستيان ايليس) عن معاناته التي لاتطاق في وطيس الحرب وكيف عاد الى اهله محمّلا مثقلا بالصراعات النفسية والفزع من الاهوال التي رآها هناك ، فقرر ان يجسّدها بعمل فني اوبرالي سمّاه/ الفلوجة وقد الّف موسيقاها الفنان الكندي (توبين ستوكس )
تتناول الاوبرا الاعراض المرضية والقلق والمعاناة النفسية التي لاتحتمل والتي خلّفتها الحرب على (كريستيان) ورفاقه جنود التحالف وهم يُقتَلون بالجملة امام عينيه وحالات الانتكاس التي خيّمت على الجنود والرعب الذي تعرّضوا له ، ليس هذا فحسب انما الاعراض التي بانت عليه وعلى رفاقه والتي سمّاها/ أعراض مابعد الصدمة وكأنها لعنة دائمة حلّت بهم كالتي نسمع بها في قصص الميثولوجيا
وصاحبنا كريستيان هذا قد تقاعد مؤخرا واتجه الى اخذ دروس في الغناء الاوبرالي الذي يعشقه منذ الصغر، وبعدها تعرّف على احد الاثرياء ونجح في اقناع الثري على انجاز عمل الاوبرا ودعمَه ماديا كما وقف الى جانبه صديقه الموسيقي الكندي(ستوكس) ووضع له الموسيقى بدون ان يأخذ منه اجرا وأعانته الكاتبة (هيذر رفّو) المنحدرة من اصول عراقية حتى اكتمل العمل الفني وعُرض وكان له صداه المقبول
يقول كريستيان بشأن عمله الفني: ان الحرب لاتنتهي حتى لو وضعت اوزارها وعاد المقاتل الى بلاده فهناك جراح خفية تنزف دوما ،نعم قد ننخرط في حياة طبيعية ونمزح ونضحك ويتوقف الجرح مؤقتا ولكنه سرعان مايعود الى النزف مجددا ، ويستطرد في الحديث قائلا انه فكّر بالانتحار مرارا تخلّصا من جحيم الحرب ولم يجرؤ لكن بعض من كان معهُ علّمته الحرب ان يكون جريئا وانهوا حياتهم منتحرين كما ان هناك جنود مضوا قدما في انهاء حياتهم هربا من سعير الحرب الذي لايطاق
ويؤكد كريستيان ان انشغاله بهذه الاوبرا خفف كثيرا من العبء الذي كان يحمله مع زملائه واصبح يساهم في علاج نفسه بالفن والموسيقى والعمل الاوبرالي الذي انجزه بالتعاون مع زملائه ، فالفن وحده هو العلاج الناجع الشافي لازالة آثار الحرب في النفس الانسانية وتطهير الجسد والروح معاً من آثام الحرب ومخلفاتها المريرة
اما الكاتبة (رفّو) فقد استطاعت ان تتفهّم الاجواء التي عايشها كريستيان في العراق وقد حرصت ان تكون اكثر حضورا وقربا من الوضع العراقي المأساوي الذي عايشه زميلها
ويجدر ان الموسيقى العراقية كانت حاضرة بوضوح في هذه الاوبرا لأن المؤلف الموسيقي ستوكس على اطلاع جيد بموسيقانا وسبق له ان استمع مقطوعات موسيقية عراقية تراثية ومعاصرة ، وقد لاقى العرض في فانكوفر استقبالا جيدا من لدن الكثير من الجالية العربية المقيمة هناك وحتى من الكنديين ذوي الاصول الغربية ، كما يأمل المشاركون ان يعرض عملهم في امريكا ويجوب كافة الولايات المتحدة ليراه ويسمعه اكبر حشد من الناس هناك وهذا هو مطمح كريستيان وكل زملائه الذين اخرجوا الاوبرا الى الوجود

جواد كاظم غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بعنوان : قاسمٌ مشتركٌ أبكم
- ياوابور ؛ قل لي
- عيادات الدّجل والشعوذة
- لكنّما الريحُ تهاوتْ بنا
- مغامرةٌ أخيرة
- الدراما العربية إلى أين ؟؟
- أسألُ سيدتي وهي لا تُجيبُ
- لو خَفّتْ أعباءُ الشاعر
- هكذا يواجهون التظاهرات
- التعايش بلا مذاق - الملح -
- قصيدةٌ بعنوان - شهقاتٌ ساخنةٌ من شراسة النار -
- مام - خوسيه - الرئيس الزاهد
- لا عوافي للطائفي
- ثلاثُ قصائد 1) أسمال بضمائر مستترة . 2) هزيمة بنكهة النصر . ...
- أتوَكأُ وأهشُّ أشعاري لأدخلَها بيت الحكمة
- مؤتمر الدفاع عن الأقليات الدينيّة
- فما ليَ إلاّ البيتُ منجىً وواحةٌ
- الإسلام السياسي ومعالجة مخلّفات الدكتاتورية
- مضْغةٌ من حنين
- القصيدةُ الثانية لابن زريق البغدادي


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - الفلوجة في عملٍ فني أوبرالي