أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد كاظم غلوم - كفانا نستظلّ بخيامٍ بالية














المزيد.....

كفانا نستظلّ بخيامٍ بالية


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4008 - 2013 / 2 / 19 - 22:49
المحور: المجتمع المدني
    


كفانا نستظلّ بخيامٍ بالية
أفرزت التغييرات العاصفة في مجتمعنا العراقي بعد الغزو سنة/2003 بروز ظواهر الاحتماء بفيء العشائريّة والانسلال نحو خيمة التمذهب الطائفي ، بينما تنادى البعض من العلمانيين -- وليس كلهم-- بضرورة تأسيس " الدولة المدنية" باعتبارها دواء شافيا للكثير من امراض المجتمع الخارج توّا من حفر الدكتاتورية وقبورها التي دفنت الحرية والرأي الآخر بكمٍ هائلٍ من تراب القهر والحرمان لكنّ مساعيهم خابت بالفشل الذريع امام ضخامة الاحتماء بالطائفة والتعلّق والانضواء في صفوف القبيلة مادامت الدولة لاتستطيع تأمين الحماية الكافية وعدم قدرتها على فرض القانون لا بالإقناع ولا بالقوة
وقد بُحّ صوت المنادين بالدولة المدنية باعتبارها اللبنة الاساسية الاولى لبناء مجتمع خالٍ من التناحر الطبقي والعِرقي والمذهبي ولم تصل الى اسماع الناس بان المواطنة هي الاساس وان الدولة لاتعلو ابدا ولا تنهض سياسيا واقتصاديا اذا كان اساسها هشّا وقائما على التطرّف الديني والبناء العشائري المائل الجدران او مسايرة الاعراف القبلية والتقرّب الى شيوخ العشائر والاغوات ووجهاء القوم الذين نصّبوا انفسهم رعاة الشعب وقادته
ورغم ما يقال عن "مثالب "العلمانية وعدائِها للاصطفاف الطائفي والقبلي لتخليص المجتمع من التبعات التي تنجم فيما لو ترسّخ فيه فانها قد عثرت ايضا على الكثير من الحلول والقواعد الواجب اتّباعها لترسيخ مبدأ المساواة ومحاربة استعمار القبيلة للفرد ومجابهة التطرّف الديني دون المساس بالدين كعقيدة ، فالانسان حرّ في ان يختار مايروق له من معتقد على ان لايطغى به على مجتمعه وكذلك الحال بالنسبة لزعيم القبيلة الذي يجب ان يقف عند حدّه ولايتدخل في مسار توظيف المؤسسات الحكومية التي تريد فرض القوانين المدنية
ولاننكر ان الانسان قد يلجأ الى قبيلته ويحتمي بطائفته اذا شعر يوما ما ان الدولة اضعف من ان تسانده وقد لمسنا الكثير من الحالات في بلادنا حيث التفّ العديد من اهالينا واحتموا في خيمة مذاهبهم وعشائرهم ووصل الامر الى حدّ ان غالبية دعاة الدولة المدنية والمحسوبين على العلمانية انضووا ايضا والتفّوا حول حلقة الطائفة مما اثار السخرية والاستهزاء وكان الامر بمثابة مشهد مضحك مبكٍ في مسرحية مليئة بالأحداث المتناقضة والغريبة مما عزّز مريدو الطائفية مكانتهم وثقلَ رصيدهم في صفوف المجتمع وكان لهم كلمتهم الفصل في توجيه دفّة الدولة وفق مايشتهون وسيّروا ركبنا في طرقٍ معوجّة وملتوية صعبة المسلك ولاندري متى يحطّ ركابنا ونستقرّ على ارض مستوية كي نهنأ ونعيش في ربوعنا بسلام واطمئنان وراحة بال
لكن الطامة الكبرى ان الكثير من ساستنا لازال يغذي الفكر العشائري والتوجّه القبلي ويزرعه في ارضنا بحجة ان المجتمع العراقي قائم بالأساس على العشائرية ومن مكوّناته الاساسية . وترى السيد فلانا مستشارا لرئيس الوزراء لشؤون العشائر وذاك خبيرا عشائريا من الدرجة الاولى في اهمّ الوزارات التي تعنى بالأمن وسلامة المواطنين ناهيك عن الجمعيات والمقارّ المنتشرة في الكثير من الاحياء والمدن والتي تلمّ اعضاءها وتجمع شتاتهم وتدعو المحسوبين عليهم ليكوّنوا كيانا اجتماعيا بديلا عن سطوة الدولة وثلم هيبتها وليت هذا الكيان يقف عند حدّه فنراه يتمادى في ممارساته ويقوم بفرض مبدأ العقاب والثواب كأن الله تعالى بقانونه السماوي وجهابذة رجال القانون الوضعي منحوه صلاحية التحكّم بابناء قبيلته وفضّ نزاعاتهم او تأجيجها تبعا لهواه
المؤلم ان لاأحد من ساستنا الكبار من يستطيع أن يكمم أفواه هؤلاء ويصرخ في وجوههم : اخرسوا . ولاندري لماذا هذا السكوت المطبق ؛ ربما لغاياتٍ في أنفسهم والتي تريد لبلادنا ألاّ تنهض وتقف على قدميها



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موتى القوارب
- شبابُنا والمنشّطات الضارّة
- الفلوجة في عملٍ فني أوبرالي
- قصيدة بعنوان : قاسمٌ مشتركٌ أبكم
- ياوابور ؛ قل لي
- عيادات الدّجل والشعوذة
- لكنّما الريحُ تهاوتْ بنا
- مغامرةٌ أخيرة
- الدراما العربية إلى أين ؟؟
- أسألُ سيدتي وهي لا تُجيبُ
- لو خَفّتْ أعباءُ الشاعر
- هكذا يواجهون التظاهرات
- التعايش بلا مذاق - الملح -
- قصيدةٌ بعنوان - شهقاتٌ ساخنةٌ من شراسة النار -
- مام - خوسيه - الرئيس الزاهد
- لا عوافي للطائفي
- ثلاثُ قصائد 1) أسمال بضمائر مستترة . 2) هزيمة بنكهة النصر . ...
- أتوَكأُ وأهشُّ أشعاري لأدخلَها بيت الحكمة
- مؤتمر الدفاع عن الأقليات الدينيّة
- فما ليَ إلاّ البيتُ منجىً وواحةٌ


المزيد.....




- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد كاظم غلوم - كفانا نستظلّ بخيامٍ بالية