أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - قصيرة جدًا














المزيد.....

قصيرة جدًا


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 02:25
المحور: الادب والفن
    


رغم فقرنا، كان أبي يردد دائمًا: أنا غني بأولادي! يوم تكبرون، ستفهمون قصدي..
واليوم، وبعد ان كبرنا، كلنا نطمح لأن نكون اغنياء ولكن ليس مثل الناس بل مثل أبي...
***
حفرت وحفرت
حتى عبرت حدود اليأس
حفرت حفرة في الرأس،
وعندما اكتشفت بأن الرأس فارغ،
اكتفيت بمراقبة تلك الفقاعات التي تخرج من فمي
وتصدر اصواتًا تطغي على صمتك المميت يا صاحبي...
***
سألت سجينًا خرج من السجن بعد زمن طويل: ما كان سبب سجنك؟
اجابني بفخر: في سبيل الحرية يا سيدتي!
وضحكت بقرارة نفسي وأنا أفكر: عن اي حرية يتحدث؟
ومضيت وتركته متألمة لأنه امضى نصف عمره وهو يطالب بالحرية وسيمضي النصف الآخر وهو يحاول نسيان ما حدث له، ناهيك عن العيون التي ستظل تراقبه عن قرب. وبدا لي بأنه كان قد انفصل عن الواقع ولم يعد يميز بين الأغلال وأطلاق السراح المشروط .. بين التجريد والملكية المطلقة .. بين النية الطيبة والبلادة .. ببساطة لقد اختلطت الأمور عليه وفقد قدرته على الأستيعاب، لذا باتت "الحرية" لا تنفعه بشيء ... آه كم تألمت لأجله..
**
كل الرجال بعدك أراهم أطفالاً
لا يجيدون فن تقبل الآخر..
يدخلون روضتي هازئين
ويتركونها خائبين
لاعنين جنوني
وأنا ابقى مسمرة في مكاني
أراقب مغادرتهم بود وامتنان،
غير مبالية بالخيبة التي ينالونها مني..
***
كل ربيع وأنت بخير
كل ربيع كما عهدتك
تنبت بداخلي
نبتة برية
عشبة همجية تنمو بوحشية
وتتكاثر كأعشاب ضارة..
في حقلي الجدب
المهجور منذ عصور..
آه من رائحتك الفواحة، إنها تلهبني وتوقض رغبتي من سباتها..
آه يا وجعي: كل ربيع وأنت بخير!
يا سيدي القدير
انت تعرف كم افتقدك
افتقدك في الربيع كما افتقدك في الأيام الممطرة، وأنا المنتظرة قدومك
دائمًا وأبدًا..
أنا التي قضى زمن القحط على كل غلالها..
أنا التي علمني الإنتظار العيش على فتات اللحظات..
ألملمها من فوق طاولة الوقت ..
وأي وقت..
آه .. انتظرتك في كل المواسم
رغم إنني كنت واثقة من ان مجيئك مستحيل..
ومع ذلك، هائنذا أنتظر..
***
آدم يلوم حواء
وحواء تلوم الشيطان
والشيطان يلوم الله
وأنا دودة تزحف ببطء في حفرة عميقة..
***
سألت الشمس عنك، فاحتجبت خلف غيمة سوداء كي تتجنبني!
سألت القمر عنك، فدار خلف الجبل بخجل تاركًا الظلمة تلفني..
سألت الريح عنك فوجدتها تعوي كالذئاب..
سألت المطر عنك فوجدته ينهمر بغزارة أكثر غامرًا حقلي الجدب بصمت...
وسألت قلبي عنك، فتنهد والتزم الصمت وكأنه يقول: لقد فات الآوان! لقد كان القدر أشطر!
***
قال لها بتذمر وغضب وهو يشد على يدها: هيا، أخبريني، ماذا هناك؟ هل هناك رجل ثاني؟
اجابته بود امرأة تعبة: وهل هناك أول كي يكون ثاني؟
آه، إذن هناك رجل آخر.. وأخذ يقارن بينه وبين فلان ابن علان.. وتركته يثرثر ويغوص في تكهناته كما يحلو له بينما كانت هي شاردة تفكر بذلك الرجل الذي صنفته بالثالث وكيف حاول كسر مزلاج بابها الصدأ ليدخل إلى حقلها الذي تحول بمرور الزمن إلى دغل من الأمنيات التي لم تعد تجدي نفعًا...



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرتين
- أنتحار آخر حمامة سلام
- رحيل عام ملعون وحلول عام العن
- حقل التفاح
- الملكية
- المرأة في بلدي
- بصحة لا أحد!
- الداهية والأدهى منه
- عرس في أطراف المدينة
- نعيق غراب ونافذة انتظار
- طرق بابي ومضى
- اللقاء الأخير
- نظرة ود عابرة


المزيد.....




- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...
- أخطاء ترجمة غيّرت العالم: من النووي إلى -أعضاء بولندا الحساس ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - قصيرة جدًا