جوزفين كوركيس البوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 07:12
المحور:
الادب والفن
إلى صديقي (د)، وإلى جميع الأطباء مع شكري وتقديري...
بالأمس فقط كنا نتسامر معًا
بالأمس كنا نشرب نخب الحياة
بالأمس تضارب كأسينا بصحة ما تبقى لنا من العمر،
رغم تذمرنا من وضعنا الراهن والسابق والقادم أيضًا...
فكله بات لدينا سواء...
شربنا ونحن نتأمل وننظر إلى البعيد،
فلم نرى ما يبشر بخير،
بقدر ما ينذرنا بالشر
فتوقعاتنا دائمًا في محلها...
بالأمس ضحكنا على بلاهتنا
وكيف كنا نعتقد بأن الأمور ستكون على مايرام
علمًا كنا على علم تام
أن الأمور لم ولن تتحسن يومًا...
واليوم استيقظت على خبر اغتيالك!
كيف؟ ولماذا؟ ومن المستفيد من موتك؟
ولماذا لم تستجب الحياة لك حين شربنا بصحتها وبصحتك؟
لماذا تجاهلتك ورمت بك كمن يرمي بقنينة ماء فارغة على قارعة الطريق العام؟
من هذه اللحظة قررت أن أكف عن الشرب بصحة من أحبهم،
كي لا افقدهم...
سأشرب وحدي.. بهدوء وحدي..
ولن أشرب نخب أحد من اليوم فصاعدًا...
رحيلك أوجعني..أفزعني..وجعلني أعيد النظر بأمور كثيرة...
وكي لا أرمى أنا أيضًا مثلك على جانب الطريق،
قررت أن أغير مجرى حياتي وأعيشها كما أريد أنا لا كما يريدوها هم!
لازلت أنكر موتك، لأنك متَّ بلا معنى...
متَّ فقط لأنهم أرادوك ميتًا، وها أنا أسأل نفسي:
ترى متى سيحين دوري؟
آه يا صاحبي، أين كانت عدالة السماء ساعة اغتيالك؟
أنت الذي على يدك شفيَّ ألوف من المرضى...
#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟