أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم البغدادي - دادائيه عراقيه ..














المزيد.....

دادائيه عراقيه ..


جاسم البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 19:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخطئ من ظن ان الدادائيه انتهت او ان السرياليه احتوتها لتضمها في تيارها وتضبط توجهاتها المتمرده على اي انضباط ....لم تنتهي الدادائيه لسبب بسيط وهو انها تسير بلا اهداف مرسومه وبلا خطوات مرسومه وبلا توجه مرسوم ...وان كان كل شئ فيها تحكمه هذه (البلا) فلا بد ان تكون خاتمتها بلا نهايه ...مثلما كانت بدايتها كما روج لها اتباعها انها بلا بدايه معروفه ...وان الذين اجتمعوا في زيوريخ لم يبتكروها بل استدلوا عليها فالدادائي الاول هو ذلك الانسان الاول الذي كان مجردا من كل الاشياء واهمها المنطق واللغه والفهم أو محاوله الفهم ...ان تفهم او تحاول الفهم فلست دادائيا ....وان كان (تريستان تزارا) هو من اقترح مصطلح (الدادا )عام 1916 والتي تعني البراءه والتجرد فانه اصرّ ان يعرّف الدادائيه انها لامعنى لها ..فهي ليست سوى تعبير عن الرفض والتمرد على كل ما هو متعارف من قيم ومنطق وايمان ومدنيه وماضي ومستقبل وعلم وعقل وفكر ونقاش و....ولذا فهو واتباعه لم يهتموا قط بالمحافظه على المدرسه الدادائيه بقسميها الفني والادبي بقدر ما اهتموا بابرازها للعالم ثم تركها بيد الناس فمن شاء ان يكون دادائيا فليكن ومن شاء فلا وتوقفوا عن ترويجها بعد ان انتشرت بسرعه هائله في دول عديده ثم اصبحت مدرسه عالميه وظن من ظن انها انتهت لأن روادها تخلوا عنها دون ان يعي احد ان التخلي عنها هو احد مفاهيمها التي قامت عليها ..تماشيا مع التمرد على كل المفاهيم ورفض التقيد والبحث عن الاستقلاليه فالدادائيه كما وصفها تزارا نفسه (جرثومه عذراء ) ....قدم احد المخرجين الدادائيين مسرحيه دادائيه في احدى المسارح ولان الجمهور لم يتعود بعد على مشاهده او فهم هذا النوع من المسرح فقد احدث ضجيجا صاخبا في المسرح اعقبه بقذف الممثلين بكل ما ناشته ايدي الجمهور من قبعات رأس واحزمه واحذيه وحقائب نسائيه وقراصات شعر وورق واقلام و(سندويجات) كل شئ ...وحين انتهى العرض قال المخرج ان المسرحيه حققت نجاحا باهرا لدرجه ان كل الجمهور غدا دادائيا في التفاعل معها ....وقد بشر تزارا نفسه العالم ان الدادائيين سيبقون يعلنون عن انفسهم بشتى السبل (ستجدوننا نصفـّر بين رياح مدن الملاهي والاديره ومناطق الدعاره والمسارح والمطاعم والحدائق ...) وقال في موضع اخر (نحن ننطلق من عدم الثقه بالجميع ..ولا نقبل بأي نظريات ..اننا مثل الريح الغاضبه التي تمزق ثياب الغيوم والصلوات )..(اننا نمحو كل شئ ونؤسس للدمار والتشتت..) ....وطبعا فالتأسيس للدمار والتشتت ليس بالمعنى المادي بل الحسي فلا تزارا ولا الدادئيون كانوا ينتمون الى ثقافه العنف ,بل العكس هم ضحايا هذه الثقافه ولذا ربط الكثير ظهور الدادائيه بمآسي الحرب العالميه الاولى ومشاهد الالاف من الناس وهم يتساقطون قتلى تحت نيران تلك الحروب الهمجيه التي تجد من القيم والمنطق والمفاهيم السائده والشعارات التعبويه منظـّرا شرعيا لها وعقلنه لكل آثارها المدمره ..واذا اردت ان تكتب نصا دادائيا فما عليك الا ان تتجرد من كل فكره في رأسك عما ستتكتبه لانك ان فعلت ذلك فقد قيدت نفسك بموضوع معين لا بد له من ترتيب في المعنى او المنطق وكلاهما خارج عن مفهوم الدادائيه لذا فالوسيله الوحيده هو ان تكتب عدة كلمات في ورقه ثم تبدأ بقص الحروف او الكلمات ..ثم تخلطها بيدك او في كيس حتى تتبعثر تماما ..ثم تعيد ترتيبها بعشوائيه ودون اي ترتيب فالنص الذي يظهر لك هو انت كما يقول تزارا ..بمعنى اخر انك مثل كل شئ في هذه الحياة مبعثر ولا نظام له ولا بد كي نواجهه ان يكون مستوى تفكيرنا عشوائي ومبعثر ولا نظام له او ترتيب ...انه ذلك الشخص الذي يرى الحياة مبعثره ويجب ان تظل مبعثره .... الدادائيه رفض الواقع بكل نتاجاته وان كان المفكر الفرنسي-العالمي (روجيه غارودي ) قد تبنى فكره الرفض كأحدى المعضلات التي ستواجهها المجتمعات الحديثه في كتابه (البديل ) والذي قدمه بعباره (ان مجتمعاتنا في طريقها الى الانحلال) فان ما استقراه من مشاعر الرفض عند الشباب في مختلف انحاء العالم والذي تجلى بالفعاليات الفنيه المعبره عنه وكذلك النتاجات الادبيه في القصه والشعر والدراما السينمائيه التي تركز على تعرض العالم للانقراض عن طريق مخلوقات مجهوله او كوارث طبيعيه لم يكن في حقيقته الا بقايا تداعيات دادائيه في الذهنيه البشريه التي تعزف على وتر فقدان الثقه بكل شئ .. مع فارق ضئيل هو ان الدادائيه لا تعطي بديل ولا ترغب بالبحث عن بديل لان مجرد البحث هو بحد ذاته ايمان بوجود شئ قابل للوثوق به ..وهذا مخالف لمنهجها القائم على اساس المحو لا الاثبات والالغاء لا الايجاد....المشهد العراقي بما يحمله من تناقضات عجيبه غريبه وفقدان الثقه بكل افرازاته ومن جميع النواحي السياسيه الاجتماعيه الثقافيه الاخلاقيه جاهز تماما لاحتضان الدادائيه ان لم يكن قد احتضنها من وقت طويل وانها قد فرخت وتناسلت منذ زمن بعيد وان لم يشعر بها احد لان معالمها غير معروفه لدى المجتمع ..فكم وكم مشاهد ومواقف في العراق تدفع بالانسان السوي والحريص على وطنه للسير وسط الشارع وهو يردد عبارات غير مترابطه مع بعضها الا بقاسم مشترك واحد وهو الرفض لكل شئ , والتمرد على كل شئ ..فهو يردد ...برلمان , بيض, تهميش , كهرباء , حكومه , مجاري , قاعده , ازمه , فلاونزه , , نووي نووي , طائفيه , مشاريع , انفجااااااااار , عرس , , جمعه , , بطاقه تمرين , ......ولو ادرك هذا الانسان انه غدا دادائيا لما فزع من حالته وشك بقواه العقليه ....



#جاسم_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحه في بيت فريال (الأخيره)
- فضيحه في بيت فريال(23)
- فضيحه في بيت فريال (22)
- فضيحه في بيت فريال(21)
- فضيحه في بيت فريال(20)
- فضيحه في بيت فريال (19)
- فضيحه في بيت فريال(18)
- وطن بلا قمر..
- العولمه وجدوله الافكار
- فضيحه في بيت فريال(17)
- فضيحه في بيت فريال (16)
- فضيحه في بيت فريال(15)
- فضيحه في بيت فريال(14)
- فضيحه في بيت فريال(13)
- فضيحه في بيت فريال (12)
- خطر متأسلمين ..لا خطر مسلمين
- فضيحه في بيت فريال(11)
- فضيحه في بيت فريال(10)
- فضيحه في بيت فريال (9)
- فضيحه في بيت فريال(8)


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم البغدادي - دادائيه عراقيه ..