جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 22:29
المحور:
الادارة و الاقتصاد
لا يا صديقي يكفي لقد دوختني اقوال الناس. الكل ينتقد الرأسمالية و الكل يتمنى زيارتها كالحج لمن استطاع اليه سبيلا. نسمع باستمرار و بالاخص على موقع الحوار المتمدن ان الرأسمالية انانية غير منصفة تغني الغني و تجوع الفقير و تفسد السياسة و لكن رغم القيل و و القال في كل مكان بقت الرأسمالية ثابتة عنيدة شامخة لا تنحني. لذا نسأل: هل الرأسمالية فعلا نقمة؟ اليست هي افضل من سمعتها؟ من الذي يكذب و من الذي يقول الحقيقة؟
نعم هناك افراد اغنياء لدرجة لا يتصورها العقل. مكسيكي من اصل لبناني اسمه Carlos Slim يملك كاغنى رجل بالعالم 69 مليارثم يأتي Bill Gates و Warren Buffet و لكن هل هذا يعني حقا غرق الفقراء في البؤس؟ لا طبعا لاننا كلنا نزداد غناء ايضا و لكن بدرجات متفاوتة حتى مواطني بعض دول ما تسمى بالعالم الثالث فمثلا كان امتلاك اجهزة مثل البرادة و الغسالة ممكنا فقط لعدد قليل من اصحاب الحظ يعتبر اليوم امتلاكها شيء لا يستحق حتى الذكر في الدول الرأسمالية.
الفقر مفهوم نسبي و طبعا كلنا فقراء عند المقارنة مع الاغنياء الذين ورد ذكرهم. مطرت علينا في السبعينيات تنبؤات كثيرة بان شوراع سنغافورة و الهند ستمتليء بالموتى من الجوع و تسقط الصين الشيوعية على الارض. ماذا حدث؟ وصلت الرأسمالية الى قارة اسيا و دخلت الصين و الهند. لم تسبب الرأسمالية البؤس حتى في ايام ماركس. الحقيقة هي ان الاف بل ملايين من الناس توجهت من القرى الى المدن و وضعت نفسها بمحض ارادتها بين يدي الرأسمالية لاستغلالها لان ظروف العمل و العيش في المناطق التي لم تصل اليها الرأسمالية كانت اسوء بكثير.
طبعا لم تكن الرأسمالية في بدايتها انسانية و لكن لم يستمر الوضع اجيال قليلة لتحسين الاوضاع مثل منع عمل الاطفال و تخفيض ساعات العمل و تطبيق نظام التأمينات الاجتماعية الخ من الانجازات الانسانية العظيمة التي لم تحلم بها دولة اشتراكية واحدة اطلاقا. الصورة المرعبة اتي رسمها ماركس لم تتحقق وتحولت كتاباته و هو لا يزال يكتب الى كتب قديمة لا تصلح حتى لزمانها في حين جرّت الشيوعية دولها الى اسفل السافلين فمثلا كانت كوبا قبل كاسترو غنية نسبيا عند هجرة العمال من ايطاليا و اليوم هي جزيرة مفلسة شحاذة.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟