و كأني تحولت الى خفاش

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 18:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يتهيأ لي احيانا و كأنما تحولت الى خفاش نعم كالخفاش كل شيء مقلوب على الرأس رغم اني احيانا كنت اتمنى لو ولدت اعمى لاني في الحقيقة اصبحت ضحية دكتاتورية العين فهي تسيطر على جميع قراراتي الصغيرة و الكبيرة بنسبة اكثر من 80%. ماذا لو اختاريت شريكة الحياة عن طريق الصدى و السمع بدل العين و نمت وارجلي معلقة و رأسي للاسفل لاحافظ على طاقتي كالخفاش؟ الخفاش فعلا عجيب لانه يختلف في كل شيء تقريبا فهو من الثديات و لكنه يطير كالطيور و الرأس يتجه الى الاسفل لعدم تبذير الطاقة و تتغذى انواع معينة على الدم.

نعم استطاع العلم ان يصف لنا الخفاش بالتفصيل و لكن لا يستطيع احد ان يقول لك ما هو ان تكون خفاشا الا ذا كنت خفاشا. لا يمكن اختزال الخبرة الشخصية على الوصف الجسدي فقط. تستطيع ان ترسم الخفاش و تتصور ما ذا تشعر و انت معلق برجليك و كانما انت في زنزانة دكتاتور. ماذا يعني هذا؟ بالطبع يعني ان هناك حقائق لا يمكن التعرف عليها بمفاهيمنا و عباراتنا مهما اكتشفنا من التفاصيل عن الخفاش و هذا يعني يوجد هناك فقط زاوية واحدة و هي زاوية الانسان او الحيوان نفسه.

لذا فانا لا اعرف ماهو ان اكون خفاشا او بشرا آخر مهما وصل بي الذكاء في وصفي العلمي. لا تنسى هذه الحقيقة عندما تلتقي بالآخرين و حاول ان تترك مجال لاحتمالات اخرى لانك لا تستطيع ان تشعر ما هو ان تكون شخصا آخر اطلاقا.

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل