أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - تمرين للحرب الاهلية














المزيد.....

تمرين للحرب الاهلية


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ما يجري في الحويجة خطوة اخرى الى الحرب الاهلية المفتوحة. حرب الطوائف ضد نفسها، والعقائد بمواجهة العقائد،والزعامات مع الزعامات، والمراجع ضد المراجع، والاحياء الفقيرة بمواجهة احياء الموسرين، وباعة البسطات ضد تجار المخدرات ونهابي الثروة الوطنية، والجنرالات الذي تركوا حماية الحدود ودخلوا بدباباتهم الى الحارات ومفارق الطرق ضد الاشباح والملثمين. اما المسرح فهو بلاد تمتد من نقطة في اعلى زاخو يحرسها رجل من البيشمركة الى ساحل في ادنى الخارطة يحمل اسما انثويا، ام قصر.
كل الحروب الاهلية تندلع من شرارة صغيرة في وقت ما قد يكون غير مناسب ولا احد يعرف من الذي اختاره، وفي مكان ما قد يكون مزبلة، لا احد يجهل رائحتها وسمعتها، وسرعان ما تتحول هذه الشرارة الى لهيب عارم تلقمه الافعال وردود الافعال حطبا وضراوة، لكي تنتهي الى حرب الشعب الشاملة مع نفسه.. آنذاك فان الدم لا قيمة له.. ارخص من الماء.
وفي كل الحروب الاهلية ثمة شعارات ومطاليب تبدو انها مشروعة وعادلة وتستحق التضحية وضرورية بالمقاييس السياسية (المصلحة العليا. هيبة الدولة. حقوق الانسان. وقف التمييز. تحقيق العدالة. فرض القانون. الكرامة. غسل العار. التغيير السياسي..الخ) لكنها تنسحب من مبرراتها شيئا فشيئا، وتتساقط مفراتها الخادعة يوما بعد اخر حتى تصبح مارشات عسكرية وهوسات ونداءات انتقام وقتل وطبول حرب، واسياد مدججون بكل نذالات السياسة.
الحروب الاهلية يلزمها تمرين، او سلسلة تمارين، يتدرب فيها المقاتلون على استرخاص الدم، ويختبر فيها الاسياد والوكلاء والدعاة طاقاتهم الخطابية الرنانة، وتنشط خلالها خطوط التجارة الخلفية عبر الحدود، فترفع فواتير السلاح وحبوب الهلوسة، وتخفـّض، بمقابل ذلك اسعار البشر، فيما تجد مصدر عيش مجزٍ لحفاري القبور وباعة الاكفان وقراء ديباجات توديع القتلى في حفر تعد على عجل.
في الحويجة مسرح اللامعقول لتمرين خطير على حرب اهلية شاملة.. او -في حقيقة الامر- مسرح المعقول في نسخته العراقية: جنرات يهددون بالزحف الى الحويجة، ومهووسون في الجهة الثانية يهددون بالزحف الى بغداد، وفي ساعة الصفر حقق التمرين على حرب اهلية اولى نجاحاته، فقد سال الدم وارتفعت الاصوات بالانتقام.. وبدأت معامل الكارثة بتصنيع جيل جديد من الاصنام، وخارطة للعاقبة.. وما ادراك ما العاقبة.
********
"لا يمكنك مصافحة يد مقبوضة".
انديرا غاندي



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة الطائفية.. محاولة تفكيك
- الانفال.. ابو حسان مرّ من هنا
- من ضد من في سوريا
- الكتابة.. والكتابة في السياسة
- ملف ىفاق المرأة والحركة النسوية
- العنف ضد النساء العراقيات.. عواطف مغشوشة
- تهميش السنة في العراق.. 5 حقائق منهجية
- العراق.. ماذا يعني انهيار تجربة الدولة الفيدرالية؟
- الكرد الفيلية.. خصوصية لا مكوّن
- هل يمكن ان تكون طائفيا ووطنيا في ذات الوقت؟
- احتراب طائفي .. هذا ما يحصل في العراق
- الغرب والدكتاتوريات.. ماض سئ السمعة
- هادي المهدي.. القاتل -معلوم- هذه المرة
- فرزات.. انهم قطع غيار
- كاظم الحجاج.. مرثية توماس اديسون
- القاعدة في اوربا.. فوق النظر وتحت السيطرة
- الحراك السوري.. معارضتان وسلطة واحدة
- الطفل المدلل الذي صار سفاحا
- افتحوا ملفات المافيا العراقية
- مقتل ابن لادن.. عراقيا


المزيد.....




- صَدمة وقوالب حلوى والكثير من الأمنيات نانسي عجرم تحتفل بعيد ...
- جمال روبرتس بطل جديد لـ -أمريكان أيدول-
- غـــزة: أي تــداعــيــات لــلــعــمــلـيـة الــبــريـة ؟
- ماكرون وستارمر وكارني يهددون إسرائيل بإجراءات -عقابية- بسبب ...
- قادة بريطانيا وفرنسا وكندا يهددون بمعاقبة إسرائيل إذا لم تُو ...
- نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط في لبنان مجددا ...
- أكثر من 100 دولة تؤكد مشاركتها في مؤتمر الأمن في موسكو
- خبير مصري يحذر من خطر داهم يهدد مصر والسودان بعد تأخير إثيوب ...
- أوشاكوف: ترامب أكد لبوتين أن العلاقات الأمريكية الروسية ستكو ...
- مساعد الرئيس الروسي يحدد مخرجات المحادثة بين بوتين وترامب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - تمرين للحرب الاهلية