أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عبدالمنعم الاعسم - العنف ضد النساء العراقيات.. عواطف مغشوشة














المزيد.....

العنف ضد النساء العراقيات.. عواطف مغشوشة


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 3561 - 2011 / 11 / 29 - 18:34
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


مر السادس والعشرين من هذا الشهر، يوم ادانة العنف ضد النساء، مزدحما بالاحتفالات والاجتماعات والخطب الرنانة التي حرصت، في غالبيتها، على تقديم آيات من الشفقة للنساء المظلومات اللواتي فقدن ازواجهن وحـُرمن من اسباب العيش ومصدره الوحيد لهن، بما اتاحته اللغة السياسية من بلاغة الهروب عن تسمية مفردات ذلك العنف "المكروه" باسمائه الفصيحة، وتواقيعه المعروفة، وظلاله المعلنة في كل منعطف من حياة العراقيين، واصبحت المرأة لدى المحتفين والخطباء مثل اي مأساة، كمأساة هيروشيما، حلت وصارت من الماضي، ومطلوب ان لا تتكرر، وكفى المؤمنين شر القتال.
بل اننا تتبعنا من على شاشات التلفزيون ما يشبه الفحولة الفياضة بالشفقة الباردة، او التعويذات، سيئة الاخراج، حيال كيان بشري بدا للمذكورين الذكور عارضا او زائدا عن الحاجة، إلا في ما يخص الانجاب وغسل الملابس والصحون وتنظيف البيت وتربية الاطفال، باعتبار ذلك فرضا من فروض تقسيم العمل الاسري، الكلاسيكي،علما بان جميع هذه "الواجبات" يمكن ان يقوم بها شغيل ومأجور، عدا عن ان العلم في طريقه الى اختراع الإنسان الآلي الذي سيقوم بها ليحرر المرأة من عار التابعية المنزلية، وقد يقلب هذا العـِلم وظائف واليات الانجاب ايضا، فما حاجتهم الى المرأة آنذاك غير متعة الفراش، او ان تكون جارية في عصر الجندر والمساواة، ولهذا حديث قد يخدش وجنات حراس القيم الزائفة؟.
اقول، لا يضر ملايين النساء العراقيات اللواتي يتعرضن للعنف، على مدار الساعة، اكثر من تلك الشفقة المـُذلّة التي تختزل حقائق العنف المسلط عليهن، كنوع، من الدولة وسلطاتها والنظام الاجتماعي والديني والذكوري، ومن الرجل في المقام الاول، الى احتياجات معيشية يمكن ان تـُوفر، في الحد الادنى، بتنظيم طوابير متراصة وصبورة من المسبيات الملفوفات بالسواد والغبار، ليستلمن، بمنـّة وزجر وربما بتعهدات بالتصويت في الانتخابات لسيّد هذه النعمة، قسائم بمبالغ ضئيلة لا تعادل ثمن قنينة عطر من النوع المحسـّن الذي يستخدمه رجل على دست الحكم والنفوذ والثروة.
على ان تحسين الحياة المعيشية للنساء وتأمين مصادر عيش لهن ولاطفالهن، على اهميته الخطيرة، ليس سوى مستوى واحد من مستويات الحياة اللائقة، المطلوبة، للنساء، فان الضرب بأنواعه والسب والشتم والاهانة والاحتقار والطرد والحرق والارغام على القيام بفعل ضد الارادة هي انتهاكات شائعة ربما لا يخلو مجتمع منها، غير ان الحالة النسائية العراقية اتسعت لمفرات اضافية، واكثر بشاعة، من الانتهاكات، سجلت في ثلاثة ملفات مترابطة، الاول، هو التشريعات التي رخصت استعباد النساء وتحويلهن الى فروض منزلية، والثاني، ما يطلق عليها بالاعراف التي جعلت من المرأة عورة ينبغي حمايتها او قبرها بل والتنابز بها، والثالث، ملف التشوّهات في التركيبة السكانية وانقلاب التوازن بين الذكور والاناث الامر الذي عرّض الملايين من الارامل والعانسات والمعوقات بسبب التفجيرات واعمال العنف الى محنة مستعصية ومتفاقمة في الحياة، وثمة قصص ووقائع حلت بالالوف من نساء هذه الشريحة ما يندى له جبين العراق.. او ما تبقى من ذلك الجبين.
*
" عندما يقرر العبد أن لا يبقى عبدا فإن قيوده تسقط".
غاندي.



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهميش السنة في العراق.. 5 حقائق منهجية
- العراق.. ماذا يعني انهيار تجربة الدولة الفيدرالية؟
- الكرد الفيلية.. خصوصية لا مكوّن
- هل يمكن ان تكون طائفيا ووطنيا في ذات الوقت؟
- احتراب طائفي .. هذا ما يحصل في العراق
- الغرب والدكتاتوريات.. ماض سئ السمعة
- هادي المهدي.. القاتل -معلوم- هذه المرة
- فرزات.. انهم قطع غيار
- كاظم الحجاج.. مرثية توماس اديسون
- القاعدة في اوربا.. فوق النظر وتحت السيطرة
- الحراك السوري.. معارضتان وسلطة واحدة
- الطفل المدلل الذي صار سفاحا
- افتحوا ملفات المافيا العراقية
- مقتل ابن لادن.. عراقيا
- -الجزيرة-.. هل غيرت مسارها؟
- خيارات المالكي.. المُر والأمَرّ منه
- اليمن: 12 الف سنة حرب وانجلز مرّ من هنا
- اسقاط نظام المالكي.. رأي آخر
- الخبز والحرية
- لماذا يُستهدف المسيحيون؟ ومن الذي يستهدفهم؟


المزيد.....




- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - عبدالمنعم الاعسم - العنف ضد النساء العراقيات.. عواطف مغشوشة