أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - سهرنا في الريح مع الملُقّنين














المزيد.....

سهرنا في الريح مع الملُقّنين


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 21:07
المحور: الادب والفن
    


نوم النحلة ...




تناظر آسر في إخلادنا الى النوم بمطامع الحبّ ، وفي تشوّقنا الى
اللائق في ما تركه حفظة الايروس العشّاق ، والحبّ اتحاد ورغبة
في الموت . تحفزّ دائم للفعل وما يضمر نفسه بين نسيم قرنفل العالم .
كلّ ارتكاسة للأغراض التي لا تستند الى الخير ، تدمّر نفسها بنفسها
وتصعب عليها المواءمة مع المثل العليا لروعة المحبوب . حياتنا الآن
صورة وتنقصها المرجعية الرشيدة للإلهام والمخفي في كُلِّية الوجود ،
وفي تبرّمنا لطاعة المراهم والتقوى ، نضيّع السرّ الثمين للغرام في
الرغبة . تنثر العاشقة بذور جمال طائل في الأفياء العالية للغدران ،
وتختم موتها بعيش طويل مع ما يزدري عدم إنصافه في تحمّله للفقدان ،
والعاشق في اشراكه لنفسه في نوم النحلة المرصَّعة بنقط النجوم ، يجود
بالنفس لشهد العسل ، ويقنع بنصيبه في بلايا المجد والجمال .




سهرنا في الريح مع المُلقّنين ...





المتّعضون في نومهم بكنف الزلزال ، لا ميتة مُفسدة تتربّص بهم ،
ويستحيل عليهم أن يغوصوا في امتحان الترقية . يخفون المُسمّى
ويفصلون المرايا عن الطبيعة ، وكلّما آنسوا رذائل لا تجمعها معهم
عداوة ، يعكّرون عدالة الغيوم فوق الآبار . الانسان في لمسه لفيض
ديمومته ، يتصدّع ويشيخ في اللحظة التي يُُبطىء فيها تنفسه للأشجار
النجمية في الفردوس . حماسة جمعية نعاقر فيها النبضة المرتابة
للحضور في الأشياء ، وكلّ ما يلتفّ على بادرة تلهينا عن الكدح في
البراري النائية ، نبذّره في صلاتنا بلا تحفّظ . هياج تنفرط فيه الحلقة
المتراصّة لترنّحنا في الفراغ ، وانشطار كُلّي عن الإشارة المشدودة
الى العلو . شعوب كثيرة وثّقنا معها ذنوبنا في تعدّينا على نداوة الإبر
في العالم ، لكن سهرنا في الريح مع المُلقّنين ، حالَ بيننا وبين انفجار
النعمة على أرضنا المنحنية على الهاوية .




يقتصدون في صلاتهم الى آلهتهم ...




يجرّون قبائلهم الى الغزو وينفذون في خيلاء صوب أرض الكنوز .
تحالفات كثيرة يجردونها من خيوطها وفنونها في حيّلهم المريبة للتعدّي
على خصومهم . أجدادنا الذين كانوا يقتصدون في صلاتهم الى آلهتهم ،
ويتقدّمون من دون مشورة لتسوية حياتهم مع الشرّ ، افترشوا حشائش
موتهم على ضفاف العصور ، وفي خاتم كلّ واحد منهم ، فص جنازة .
تعليلات غير ذات أهمية ، يلزمون أنفسهم بها ويتلاعبون بالكلام في
تشديدهم لنقائصهم . الناس في العصر الذي تفصلنا عنه مداخن مضاءة
بندى الربيع ، يسخرون من أجدادنا في ابرازهم لجروحهم الطويلة في
تألّماتهم القائظة . أجناس كثيرة أضاعت الطريق وأحرقت مراكبها في
حجارة الإعصار ، واللص يقص على سامعيه بعودته من المنفى ،
أحجية باطلة لا يصدّقها جندي الحامية الضليع في حراسته لبؤسه .



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطراء العفّة
- قسمتنا من الإرث
- في تنفيذنا مشيئة الموتى
- ما يتعاقب في أحلامنا
- قصر حياته مع الأغلبية
- تماثل طقسي
- قبل الطوفان وبعده
- فتائل الهاوية
- الاطاحة بالمراثي
- في إنشاده لموته
- ما يجاوز يأسنا
- ما كُنّا نخفيه عن الموتى
- مطالبهم في البرّية
- المنحدرون من هاوية الحرب
- دفن القتلى
- الرسو في آبار اليوم
- ما يتجلَّى في المفازات
- شُعل الديمومة
- الممالك المتعادلة للطبيعة
- فزعنا من الشيخوحة


المزيد.....




- العمارة التراثية.. حلول بيئية ذكية تتحدى المناخ القاسي
- صدور -الأعمال الشعرية الكاملة- للشاعر خلف علي الخلف
- القدس تجمع الكشافين.. فعاليات دولية لتعزيز الوعي بالقدس وفلس ...
- زوار المتنزهات الأميركية يطالبون بسرد الوقائع الحقيقية لتاري ...
- استجابة لمناشدتها.. وفد حكومي يزور الفنانة المصرية نجوى فؤاد ...
- -أنقذ ابنه من الغرق ومات هو-.. تفاصيل وفاة الفنان المصري تيم ...
- حمزة شيماييف بطل العالم للفنون القتال المختلطة.. قدرات لغوية ...
- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - سهرنا في الريح مع الملُقّنين