أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - أمـن الأمريــكان















المزيد.....

أمـن الأمريــكان


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1168 - 2005 / 4 / 15 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالرغم من كل ما يقال عن هبات إصلاحية ,وفورات تغييرية, ونخوات ديمقراطية ,وفزعات سلطوية تتذكر فجأة ,وبدون سابق إنذار, تلك الملايين المهمشه منذ قرون ,ومنسية خارج التاريخ والجغرافيا والتي تعيش الفقر والقهر والإذلال, فإن ذلك كله ولاشك يدخل في نطاق الألاعيب السياسية الالتفافية الدورانية لإبقاء الوضع الراهن, بطريقة أخرى, إلى ماهو عليه إلى ماشاء الله,واستبدال البنى الموجودة بأخرى قد تكون أكثر قابلية على "التجاوب" والرضوخ بعد أن استنزف الآخرون ولم يبق فيهم خير ورجاء لا للشعوبهم ولا للقراصنة فيما وراء البحار .لا بل على العكس سلب المزيد من حقوق هذه الأجيال التي لم تنعم بالرفاهية ولم تتذوقها في يوم من الأيام, ولم تمارس أية طقوس إنسانية أو تعرف أية تقاليد سياسية بدائية وبسيطة من تداول سلمي للسلطات ,وانتخابات نزيهة ,وشفافية وصحافة حرة.

وبالرغم من كل ما أسهب فيه المنظرون ,والناطقون الرسميون باسم البلاطات,ومؤد لجو الفساد الثوري ,والنضال النهبوي الشفطوي , ومحللو كل المحرمات ,ورواة الكرامات والشفاعات عن السادة المعصومين الصالحين الأخيار, في شرح أهداف هذه الخطط الإصلاحية الفجائية الطموحة التي نزلت على رؤوسهم فجأة, وأصبحوا يقفون من خلالها جنبا إلى جنب مع منارات الإصلاح ,وفلاسفة التنوير في العالم,وبرغم كل هذا الوله والعشق والهيام الأمريكاني الطارئ لشعوب هذه المنطقة رغم أننا كنا دوما أصفارا كئيبة ,وغير محسوبة وعلى الشمال, بالرغم من ذلك كله, فقد أصبحت واثقا أكثر من أي يوم آخر, بأن أحدا ما لا يعبّرنا ولا يعيرنا بال وكنا دائما وقودا محروقة, في معارك خاسرة, حيث لا يلتفت أحد لآلامنا وأحلامنا وطموحاتنا إلا بما تمليه عليه مصالحه وطموحاته وما يحقق له مصالحه قبل أي شيء آخر. وحين كان يمن علينا أحد ما بعطاء بخس كنا نقيم المسيرات والأعياد الوطنية ونفرح كالصغار حين يأخذون قطع الحلوى والشيكولا.وهذا ينطبق على دعاة الإصلاح الجدد من الأمريكان وخاصة في كل مرة يتحدث ويتشدق فيه بوش وأمثاله عن الثورة الديمقراطية الموعودة في جزيرة الشرق الأوسط الكبير, وغابة الطغيان. وعندما يتطلب الأمر بقاء أحد ما في السلطة لا مانع من أن تغيّب الملايين وتنسى من قبل حكام العربان ,و"أحرار"الأمريكان,ومن أجل ذات الهدف يتحدث الآن فقط البعض عن دمقرطة العربان ,تلك البدعة الآثمة التي كفرها عتاة الإرهاب.

وفي الحقيقة إن آخر من يحق له الكلام عن الإصلاح هو السيد بوش وإداراته المتعاقبة التي كانت ما تزال هي السند الأقوى والداعم الأكبر لأنظمة الفساد المستشري والتي استباحت الإنسان طويلا ,وسط صمت وفرجة العم سام, وبرغم كل النشرات التخديرية التي كانت تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية لعشرات السنوات عن انتهاكات لحقوق الإنسان, وكانت من تحت الطاولة تتعامل بلغة أخرى مع هذه الحكومات.وفي كل مرة يتم الحديث فيها عن الإصلاح والديمقراطية واحتلال العراق وأفغانستان فهو من أجل أمن أمريكا ,وضمان بقاء نفوذها وسيطرتها في المنطقة وليس من أجل سواد عيون هذه الشعوب التي لم تنعم يوما واحدا بالحرية والسلام في عمرها المنكوب بهذه الأنظمة التي أذاقتها المر والذل والهوان.فحسب منطق السيد بوش يجب أن تطور هذه الشعوب وتنعم بالديمقراطية لكي تعمل هي الأخرى, من الآن وصاعدا, على ضمان أمن أمريكا وحمايته بعد أن قامت حكوماتها الرشيدة بهذه المهمة لمدة ستين عاما وباعتراف بوش نفسه و"بعضمة" لسانه بهذا الشيء في إحدى التصريحات,وصار لزاما علينا ,ومن أجل أمن أمريكا أن ننعم بالحرية والديمقراطية,ونتنسم هواءها, وليس لأننا بشر كمثل باقي شعوب العالم التي تنعم بهذا الترف الإنساني ويحق لها أن تمارس إنسانيتها وحياتها بالشكل المعتاد.وتصبح الآن الشعوب والحكومات متحدة في بوتقة رائعة من الوحدة الوطنية النادرة والانسجام المطلق الذي قل نظيره,وتقوم بعمل دؤوب وحثيث لصيانة والسهر على ,وتحقيق,وحماية أمن الأمريكان بعد أن كانت هذه الفضيلة الثورية,والمكرمة النضالية حكرا على أنظمة الطغيان.وفي كل مرة يتحدث بوش عن هذا الموضوع لا ينسى بتذكيرنا ,وفي الواقع تقريعنا, بأمن أمريكا ,وآخر تصريح له لم يخل من هذا بطبيعة الحال. والسؤال المطروح هل ستستطيع تلك الملايين المقعدة حضاريا والكسيحة أبديا أن تقوم بتلك القفزة الإنسانية الكبرى وهي التي أدمنت العيش طويلا في الصفوف الخلفية وعلى هامش الحياة ولا تعرف بالواقع كيف تتعامل مع الواقع الجديد؟

من حق أمريكا أن تبحث عن أمنها وتحاول أن تحققه ,وان تعيش بأمن وسلام ولكن لا يحق لأي كان المتاجرة بأحلام وآمال الفقراء وتطلعات الشعوب,لتصبح ورقة مساومة في سوق المزايدات السياسية من أجل أن تكسب أمريكا التنازلات على حساب الشعوب. حيث يصمت الإيقاع الإصلاحي ويعلو في غير مكان تبعا لهذه البورصة الديموقراطية.ولكم في الأنموذج الليبي عبرة ياأولي الألباب ,ومن المعروف أنه نظام مستنسخ بنجاح عن منظومة الديكتاتوريات الأشهر و"أخواتها".فمن أجل أمن أمريكا و"غيرها", وصلت هذه الشعوب إلى مرحلة مزرية من التهالك, والشيخوخة, والخرف الحضاري تهدد بانفجار كبير ظهرت إحدى تجلياته بالاعتداء الآثم في الحادي عشر من سبتمبر أيلول,والأعمال الإرهابية ,وفكر الظلام,وبعد أن وصل الفأس إلى الرأس كما يقولون, صرخ بوش صرخته المدوية لماذا يكرهوننا ؟ووجد فطاحل مجلس الأمن القومي عندها الإجابة بأن الوصفة السحرية بأن تعمم الديمقراطية حيث ظهر أن الطغيان لم يأت بالفائدة المرجوة في ترويض هذه الشعوب للأبد, كل ذلك كان بالتواطؤ مع أنظمة الثوابت التي تجاهد حاليا في منع هذه البدعة الأمريكية الجديدة. ولولا كارثة الحادي عشر من سبتمبر لما التفت أحد لحقب الظلام التي تخيم على المنطقة,أويتنبه أحد لوجود هذا الكم الهائل من البطش والإقصاء.والآن هناك محاولات جارية ,وعلى قدم وساق وكعب وكاحل وأفخاذ ,لتكرار اللعبة واستنساخ "النموذج الأخضر" في أكثر من مكان.وهذا مايفقد العملية كل مصداقية ويجردها في الحقيقة من أية أخلاقية تذكر.

إنهم يتحكمون بكل شيء,بالإعلام والصحافة والفضاء, وبأسعار النفط,وبالقوة النووية, ,والبورصات,ومنظمة التجارة العالمية,ومجلس الأمن,وسعر الدولار ,واليورو ,والين ,تماما كما يتحكمون بالحكومات والإصلاح,وبالديمقراطية التي يروجون لها ويوزعونها للعباد تماما مثل مايوزعون السكر والقمح والطحين لمنكوبي الزلزال,ولكن فقط حين يكون الهدف هو أمن أمريكا ,وليس من أجل "سواد عيون" العربان. ومهما تكن الأنظمة عفنة ونتنة ,وعلى حافةالموت والهلاك ,فإن أحدا ما ليس على استعداد لذكر الاستبداد إلا حين يتعلق الأمر بمصلحة وأمن الأمريكان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على من تقرأ مزاميرك ياشالوم؟
- صبـرًا آل دليـلــة
- تكريساَ لمبدأ المواطنـة
- المرحـلة التاريخيـة
- ما أروعـك أيتها العروبـة
- المفســدون في الأرض
- على القـوائم السـوداء
- الحصـاد المُـــر
- المـوت الرحيــم
- كـذبة نيسـان الكبرى
- موسـم إغـلاق الملفـات
- مجــــرد فكــرة
- شُكـر على تعزيـــة
- الـــراعي والــذئب
- اكتشافات عظيمــة
- أغبيــاء بلا حــدود
- عندمــا يتأدب الجنرالات
- خلايـــا نائمـــة
- قمــة الهــــاويات
- مهمـة مستحيـلة


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - أمـن الأمريــكان