أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - عندمــا يتأدب الجنرالات














المزيد.....

عندمــا يتأدب الجنرالات


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1146 - 2005 / 3 / 24 - 11:52
المحور: حقوق الانسان
    


أن يقوم جنرال بالأمن بالرد كتابيا على صحفي وذلك عبر مقال في جريدة,فذلك لعمري سابقة عجيبة غريبة شهدها أمس سيرك العربان العبثي واللامعقول .هل هو حلم أم خيال ,أم ماذا حدث "للشباب" من تراجع وتنازلات ,وهل هي تباشير لقادمات تحمل المزيد من المفاجآت, بعد الثورات وِالهزات المتتابعة "للخضات" السياسية التي زلزلت الأركان؟ فقد قام جنرال بالأمن أمس من جنرالات العربان المثيرين للرعب ,وتاريخهم حافل "بالمآثر والإنجازات والبطولات ",بالرد والكتابة إلى أحد الصحف, وعاتبا مفندا, ومتهجما على أحد الكتاب. هل يُصدق هذا أم نعود كالعادة إلى خيبات الأمل الكبار؟

فقد كان هؤلاء الجنرالات معزولين دائما في أبراجهم العاجية الأمنية بعيدا ولا يقتربون من الشعوب والرعايا المساكين الأذلاء.ولقد تعودنا ألا نراهم أبد على صفحات الجرائد ,ومنابر الأدب ,ومعارض الكتاب,وندوات الفكر ,وأماسي الشعر ,وكل هذه "الخزعبلات والترهات",بل مزروعين في في الثكنات ومعاقلهم الأمنية محاطين بالحراس والمرافقة وغابات البنادق والمسدسات والمدرعات,وفي العروض العسكرية للجيوش المدحورة أمام الأعداء,ببزاتهم المارشالية المرصعة بالنياشين والأوسمة والميداليات المذهبة لفتوحاتهم الكبرى في مدن البؤس المظلمة ضد الأطفال والنساء ,وهم يتأبطون عصي الماريشالية لإرهاب البؤساء والفقراء.فلم تتواضع أيها الجنرال؟

تعودنا ألا نراهم إلا وهم يحكمون ,ويراقبون ,ويتجسسون ,و"بعبعا" مرعبا وراء الجدران, وسُتُر الحديد والنار ,وأسماؤهم تثير الهلع والرعب في قلوب صناديد الرجال ,وتجهض الأجنة في أرحام النساء.ومتى كنا أصلا نعني لهم أي شيء,أو يلتفتون لأحاسيسنا ,أو يأبهون بمشاعرنا,أو يعبؤون بعواطفنا, ويعترفون بإنسانيتنا, وشرعيتنا, ووجودنا ,وعاملونا دوما كالبهائم والدواب والقطعان؟فكيف يتأنسن الماريشالات؟

تعودنا ألا نراهم يتكلمون,ويتحدثون,ويبتسمون, ويدبجون القصائد والمقالات,بل يشيرون ,ويومؤون بروؤسهم ,ويأمرون بقرف وعنجهية, ويشيرون بأصابعهم للحاشية والعسس والمخابرات .فماذا أصاب هذا الجنرال,ومن علمه القراءة والكتابة والأبجديات ودله على هذا "الهراء"؟

تعودنا ألا يحاورونا أبد ,وألا نقف أمامهم ,إلا كالعبيد, والسبايا, وذليلي الرقاب, ومطأطئي الرؤوس, والأسرى الأرقاء في حروب الردة ضد كفار الشموليات المكبلين بالأصفاد والسلاسسل والأغلال في ممالك الرعب والخوف والفساد, وألا يتحدثوا إلينا إلا بالعصي والخوازيق والكراسي الكهربائية والفلقات.وأن نرى خازوقا في قبوا, وليس "عامودا"في مقال,وقبضات فولاذ وليس قفازات حرير تحمل اليراع,وأن يتلوا فرمانات الصد والمنع وليس شرحا وتفسيرا وإسهاب,وأن يقرؤوا البلاغ رقم واحد وليس القصائد والمعلقات ,وأن يكتبوا النعوات وليس الدراسات والأشعار.فكيف تحول لملاك للرحمة يتودد عبر هذا القرطاس؟

تعودنا ألا نراهم أبدا على صفحات الجرائد ولا يظهرون إلا من وراء المتاريس , والزجاج المظلل لسيارات الشبح المصفحة ضد البؤساء في مدن الصفيح وأحزمة الفقر والعشوائيات,محاطين بالدوريات والخفراء وحملة البنادق الآلية وزوار الفجر وليالي الظلام المدججين بالسلاح.فأين ذهب العز والجاه والصولجان والأبهات؟

تعودنا ألا نرى أسماءهم المرعبة إلا على قرارات المصادرة ,وأوامر الإعتقال,وتغييب المعارضين في الزنازين والمعتقلات ,وحرمان السفر ,وأحكام الإعدام,والتجريد من المواطنة والجنسيات ,وألا نسمع بأسمائهم المحرمة على التداول إلا حين يعتقل كاتب, ويعاقب معارض "ثرثار",ويجلد مفكر,ويصلب عالم ,ويصادر كتاب,وتغلق مجلة,وتعلن أحكام الطوارئ والإغلاق ,فكيف ذيل هذا المقال باسم جنرال ,وهل قامت قيامة الجنرالات؟

تعودنا ألا نسمع أصواتهم إلا في الأقبية المظلمة الجرداء حين يصرخون, ويهددون, ويتوعدون,ويطالبونا بالتوقيع على صكوك إدانتنا ,والاعتراف بجرائم الشك والشرك وقذف السادة المطهرين الأشراف.فلماذا يتأدب الآن الجنرالات؟

تعودنا ألا يأتوا إلينا بل نجرجرإليهم في الليالي الباردة الحالكة السواد عبر الدوريات المزروعة في الشوارع والأزقة والحارات ,ونساق نحوهم في ثياب النوم من بين الأطفال الباكين آبائهم , والنساء الصارخات المولولات.فهل تنازلوا للتحدث مباشرة إلينا عبر قنوات الإعلام ,بعد أن كانوا يرسلون الجندرما,والعسكر العصملية,والخفراء,والرقباء والعرفاء؟

تعودنا ألا نسمع بكراماتهم وبركاتهم الكثيرة,إلا حين تنفذ الأحكام ,وترتكب المذابح ,وتجري عمليات القتل والتعذيب والاغتيالات,ويرش المدنيون الآمنون العزل بالكيماوي والنابالم كما ترش الحشرات بالمبيدات والمطهرات.وألا تأتينا أخبارهم إلا عند الحديث عن الصفقات,واللصوص والمافيات,والنهب والسرقات ,وقطع الطرقات ,و"الهبرات" الكبيرات,وتوزيع المغانم والأرباح والثروات,وتسمية كبار الموظفين المحظيين والمحظيات والوزراء.فمن يفكك كل هذه الألغاز؟

تعودنا ألا نسمع بأخبارهم إلا حين يطلبون إلى "الهايغ" وللمثول أمام المحاكم الدولية,وحين تنشر أسماء المفقودين,وحين تقوم المظاهرات العارمة في كل مكان مطالبة بتسليم القتلة والموتورين الفجار ,وحين تتصدر أسماؤهم قوائم منظمات حقوق الإنسان السوداء التي تطارد مجرمي الحرب وتصدر بحقهم مذكرات الجلب والإحضار لما اقترفته أياديهم السوداء بحق بني البشر والإنسان.هل هي تحية وبادرة طيبة لعهد جديد من الحوار , وطلب للتوبة والصفح والغفران؟ومن يرد التحية لهذا الجنرال؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلايـــا نائمـــة
- قمــة الهــــاويات
- مهمـة مستحيـلة
- حرب النكايات والضرّائر السياسية
- اللقمـــة السائغــة
- طوفــان الإنترنت
- ليل العــربان الطويل
- طغـــــاة بلا حـــدود
- المجتمعات الذكورية والفحولة الشمولية
- عصـــر التحــولات
- تراث المخابرات في كتابات الأدباء
- إيــّـاك ....ثمّ....إيــّـاك
- ما قبـل العاصفـــة
- دســاتير برسـم البيـع
- مرشـــح رئاســي
- البقــــرة الحلـوب
- سقــــوط الرهانات
- سورية العظمـــى
- هل نحن أمة من الجهـــلاء؟
- دروس في الديمقراطيـــة


المزيد.....




- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...
- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - عندمــا يتأدب الجنرالات