أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - سقــــوط الرهانات














المزيد.....

سقــــوط الرهانات


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتسارع الأحداث والتطورات على الساحة المحلية والعالمية مؤذنة بضرورة دفع كل تلك الاستحقاقات الواجبة والمتراكمة ,والتي كان من الصعوبة نسبيا المطالبة بها يوما ما. وأصبح أكثر من طرف في فم العاصفة الأمريكية التي يبدو أنها في ذروة هبوبها ولن تتوقف قريبا. وأما التفكير بالعودة إلى الماضي, وبأي شكل من الأشكال,ولكل الأطراف, فهو تصور غير واقعي على الإطلاق, بعد انقلاب الطاولة رأسا على عقب, وظهور معطيات مختلفة كليا وجديدة على أرض الواقع. ويبقى استغلال عامل الزمن الضاعط ,واتخاذ اجراءات حاسمة وحقيقية ,هما الأساس في التصدي للمأزق الذي زاد من حدته اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري .وأيا كان مرتكب الجريمة الغامض حتى الآن,وهذا يجزم بأن دوائر كبرى وخبيرة كانت وراءه,وأكبر مما تكهن به البعض حتى الآن, فإن الذين يحاولون استثمارها,والمستفيدين وبلا شك, كثر . لقد أظهر اللقاء الحميم بين بوش وشيراك,والابتسامات العريضة, أن اتفاقا تاما ,وطبخة كبيرة موضوعة على نار قد يظهر لهيبها,وتفوح رائحتها في أي لحظة,ولم يعد من المجدي,إطلاقا, المراهنة على الخلاف الذي ظهر سابقا.وقد بدأ تدهور الموقف بسلسلة من الخطوات قائمة على التصور المبهم لاستمرار الوضع على ما هو عليه وإلى مالا نهاية,وتجاهل متعمد ,ومكابر أحيانا, من قبل القوى التقليدية المستفيدة منه, لكل المتغيرات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية,والاعتقاد الراسخ بالقدرة على تجاوزها والتكيف معها وتجاوزها,ضاربة بعرض الحائط بموازين القوى التي بدأت بالاختلال ,وبالاعتبارات المنطقية والعقلانية الأخرى ,إضافة إلى وقوف حلفاء تقليديين في صفوف المعارضة بشكل متطرف ,وهذا لم يكن يتخيله أشد المتشائمين في يوم ما. هذه المتغيرات الكبرى لا بد أن تترك أثرها على الجميع,وتحدث انعطافا,ونقلة نوعية مهمة ليس فقط بمسار المسألة اللبنانية الدقيق المليء بالمطبات والحفر ,والأخطار.وتستلزم للتكيف معها تفكيرا جديدا وجديا وواقعيا وعقلانيا.ويبدو أن العودة إلى إعادة الدفع بمشروع الشرق الأوسط الكبير قد أصبحت مؤاتية الآن ,بعد التلكؤ ,والعقبات التي ظهرت في المسارسابقا.ولا حاجة بحالة من الأحوال للتذكير بالأحادية القطبية الجامحة التي لا يبدو أن شيئا ما قادر على الوقوف في طريقها الآن على الأقل,حتى روسيا تعرضت لخسارة سياسية مهينة على أرضها في"شتاء كييف" القارس من قبل القطب الأوحد,وهي واقفة تتفرج بدون أن تأتي بأية حركة.

فلقد خلق احتلال العراق شرخا واضحا في المعسكر الغربي أدى إلى تعثر المشروع الأمريكي لبعض الوقت في المنطقة, والذي انطلق عقب الزلزال السياسي الأول في الحادي عشر من سبتمبر و نعيش كل ارتداداته السلبية الآن,وعلى أكثر من صعيد, بشكل واضح.ويبدو الآن بأن التحالف الغربي أخذ بالتلاحم من جديد,وعائد بقوة في ضوء التوافق والتطابق في الرؤى تجاه العديد من القضايا الساخنة, وعلى رأسها الموضوع اللبناني الذي كان 1559 أحد تجلياته ونتائجه الواضحة,ولا يجب أيضا هنا تجاهل الزيارة الناجحة الأخيرة لبوش إلى أوروبا .كما أن مشروع قرار جديد قد يتمخض في اية لحظة,إذا وصلت الوساطة الأوروبية إلى طريق مسدود, فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني الذي لن يسمح له بأن يرى النور مطلقا,ومهما كان الثمن وهذا شيء معلن للجميع.وتتابع مراحله المختلفة دوائر الأستخبارات الأخطبوطية التي لن تتوانى عن ارتكاب أية حماقة قبل نضوج المشروع.ناهيك عن وجود قوة أقليمية كبرى تقوم بمراقبة هذا الملف الخطير يوما بيوم,ولن تنتظر هي الأخرى موافقة من أحد لارتكاب مثل هذه الحماقات التي اشتهرت بها, والتي فعلتها سابقا في مفاعل تموز الموؤود.لذلك فإن المراهنة على العامل الإيراني في أي مرحلةهو ضرب آخر من القراءة غير الصحيحة للواقع.كما أن المراهنة على ما يسمى بـ”المقاومة العراقية" هو تقدير غير صحيح لقوتها الحقيقية في ضوء تراجع واضح لعملياتها المسلحة ,واليقين الكامل والجازم أن مثل هذه العمليات لم تفلح يوما في تحقيق مكاسب سياسية وفي أي مكان,وفي ظل النجاح النسبي ,لحد الآن, للعملية السياسية الذي تجسد باجراءالانتخابات في موعدها, والتي كانت هي الأخرى موضع رهان خاسر أيضا من قبل البعض.وأما الميزان العسكري مع قوة عظمى,فلا يمكن بحال من الأحوال إجراء المقارنة أصلا ,أو مجرد التفكير فيه. فيما كان الخيار العربي عاجزا دائما وغير فعال ,لا بل منحازا إلى الناحية "الخطأ" في معظم الأزمات.ولا يمكن مطلقا الاعتماد عليه في أي مرحلة.

إنها لحظة الحقيقة الماثلة التي لا بد من مواجهتها بشجاعة وحكمة وواقعية في مرحلة ما ,ومهما طال الزمن ,ومهما كانت مؤلمة ,وجارحة التنازلات والتراجعات للبعض وقبل فوات الأوان. ولا يستطيع أحد أن ينكر,في الوقت نفسه, الأهمية المطلقة للخاصرة اللبنانية في الجسد السوري ,والأثمان التي دفعت ,والخسارات والتضحيات التي كانت ثقيلة أحيانا, والتي يبدو أنها ذهبت الآن أدراج الرياح,ولكن وفي علم السياسة والاستراتيجيات البعيدة المدى ,هناك أيضا ما يسمى بـ "الخطط البديلة",والجاهزة في حالة فقدان أي المواقع,واحتراق بعض الأوراق, أو حدوث خلل في تطبيق أي خطة.ويذهب البعض أحيانا في وضع خطط الانسحاب قبل التفكير بإعلان الهجوم.ومن المفروض أن تكون موجودة الآن وبقوة وأكثر من أي وقت مضى ,فاستمرار الحال من المحال .ومع مسلسل تساقط الرهانات هذا,واحتراق الأوراق, لذلك فإن الواقعية السياسية, والعقلانية الاستراتيجية البعيدة المدى,والرؤية السليمة التي تستشرف الواقع بشكل صحيح وحدها القادرة على إصدار القرار المناسب في الوقت المناسب,وتجنب العواصف والهزات الكبرى ,ولجم فلتان القوة. ولا يوجد في الأفق ما يمكن المراهنة ,والركون عليه سوى الخطوات السليمة في الاتجاه السليم والقراءة الصحيحة. فهل يدرك الجميع خطورة الموقف وجديته؟هذا ما ستظهره الأيام القليلة القادمة.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية العظمـــى
- هل نحن أمة من الجهـــلاء؟
- دروس في الديمقراطيـــة
- الحـــــرب الإليكترونية
- بالـــونات الهواء
- مجانيـــن بلا حــــدود
- لوحــــة من الصحراء
- عندما يموت الكبــــار
- الموت على الطريقة العربية
- الفالانتاين ..........عيد الحب
- الديكتاتورية هي الحـــل
- العلمــــانية والعولمة
- طل الصيبيح ولك علوش
- حــــروب المقاطعــــة
- إنهم يأكلون الأصــــنام
- السقيفـــــة
- سجناء بلا حــــدود
- فقـــــراء بلا حدود
- لاتحاكمـــوا هذا الرجل
- مواجهـــــــــة مع الذات


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - سقــــوط الرهانات