أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - لوحــــة من الصحراء














المزيد.....

لوحــــة من الصحراء


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1114 - 2005 / 2 / 19 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحمد لله - الذي لا يحمد على مكروه سواه - أنه لم يدخل العربان الرعيان بلدا إلا وعم فيها الخراب والفساد والدمار والجهل والظلام,وما ولجوا مجالا إلا تلف وخرب و"باظ" , ولم يمارسوا شيئا إلا واستحال مضحكة ومسخرة وفرجة وصاروا من خلاله "كراكوزات" وأكثر من "عواظ" ,ولم يقوموا بفعل إلا وكان ملطخا بالدم ومجبولا بالحقد والكراهية والغيظ والبغضاء, ولم يخرجوا من باب إلا خلفوا وراءهم الشرشحة والفضائح والبهدلات ,وما حلوا بأرض قط إلا استحالت يبابا ويباسا وتصحراوقحطا وخواء, وساد الويل والبلاء, وما كانوا يوما إلا عالة على الحضارة والبشرية والحياة, ولم يقدموا مايذكر سوى تكريس الفرقة والتشرذم والضياع . ولقد حفلت أدبياتهم بكل أنواع الخزي والتشهير والتناحر والإقتتال,وقلما تجد من لحمة ووحدة واجتماع واتفاق,ففي كل يوم انقسام وانفصال وبدعة وفرقة وضلال وتشتت وشقاق. وكل يوم يطلع لك زرقاوي و"سبعاوي" وسوداوي وصفراوي وصدام وسفاح وحجاج وجزار وسياف وقصاب ولحام. وتنشطر الشعوب كل يوم وتتشظى وتتناثر قبائل وطوائف,وعشائر ومللا ,ونحلا وشيعا ,وبطونا ,وسيقانا ,وأصابع وخلايا وأفخاذا وتكتلات,وتكثر وتتناسل يوميا الألقاب والفرز والتقسيم والأسماء, وكل اجتماعاتهم غدر وغيبة ونميمة ومكيدة ودسائس وأفخاخ ولا يتحدون إلا بالمؤمرات.وكل لغاتهم قذف وسب وشتم ولعن وقدح وطعن وذم وتكفيروتشهير وتخوين واتهام وازدراء. وكل أدواتهم سيوف وخناجر و"جنبيات" وسواطير ورماح ومدى وسكاكين وبلطات وسهام ونبال,وكل أهدافهم الرقاب والنحور والرؤوس والجيد والأعناق.وماالسر أيضا في أن الجميع أعداء وخصوم وغرماء ماكرين ألداء؟

فمن يطالع هذه اللوحة الصحراوية الصفراء الجرداء التي رسمها بأيديهم الطغاة,والقتلة ,والبلطجية الموتورين والدهاة القساة, يدرك مدى براعتهم واتقانهم لفنون مص الدماء ,وتسويق الموت والهلاك ,وترويج الجهل والغباء.فما من بلد دخلوها , وحلوا فيها ضيوفا ,أو زوارا أو غزاة سلمت من شرورهم وآثامهم وحقدهم وغلهم على البشرية والأنام وصبغت كليا بلون الليل والسواد. وصارت الكائنات في ممالك البطش والقهر والإستبداد التي أقاموها على الجماجم والهياكل والعظام رعايا وعبيدا وسبايا مقهورين أذلاء ومذعورين ومرعوبين وخائفين وجبناء وشاردة وقطعان ضائعة وهائمة على وجوهها في الفيافي والبوادي والصحراء.وأصبح الجميع في حكم الأموات,وسلموا بهذا الأمر لرب العباد ,والسؤال المهم كيف ستكون النهاية والإخراج,بسيف أم بلطة أم تفخيخ أم تفجير أم تغييب في الظلمات مع الفئران والجرذان. ويتحسس المرء في كل يوم جسده ليتأكد انه مازال مع الأحياء. فيما لاتسمع إلا أصوات العويل والنحيب والإستغاثة والنواح والبكاء ولا ترى إلا الجنازات والنعوات وسرادقات العزاء, والأشلاء المقطعة الأوصال في الشوارع والطرقات,التي لن يكشف عن أصحابها إلا بتقنية الحامض النووي الذي نفذ من الأسواق, ولم يبق رداءات وشراشف وبطانيات لتغطية الجثث في الشوارع والزواريب والحارات.فقصص الموت اليومية صارت تقليدا,ومشاهد مألوفة,وتراثا نعتز به ,وأنشأنا له جامعة خاصة بموظفين محنكين خبراء , للمحافظة على هذه الثوابت والتراث,ونجاهد في كافة المحافل لإبراز عبقريتنا في إبداع فنون القتل والتصفيات والإقصاء,ويتبجح بذلك السفراء ,والمبعوثين والوفود و"الأمناء".

وبرغم كل مايجري في العالم من تحولات كبرى وفتوحات في مختلف المجالات , تراهم يصمون آذانهم ,ويغمضون أعينهم ,ويديرون ظهورهم لكل شيء مصرين على مالديهم من قباحة وبشاعة وتخلف ومحافظة على ثوابت الظلم والقهر والطيش والطغيان. وأن الأمور ستكون دائما على هواهم ورغبتهم ورؤيتهم الضيقة,وستستمر هكذا إلى آخر الزمان متجاهلين نواميس الطبيعة ,وقوانين الحياة.

والمضحك المبكي في ما يقوم به هؤلاء الرعيان هو أنهم الوحيدون, وبعد كل هذا الفسق والعهر والغلو والفجور والفساد ,الذين يطلقون الحملات العامة في دول العالم "لتحسين" وتجميل صورتهم في العالم, حيث أصبحوا رمزا للهمجية والبدائية والوحشية والإنحطاط, التي لن تفلح كل المنظفات التي تنتجها كل مصانع العالم من إزالة كل تلك "البقع" السوداء والحمراء,ونصيحة لا تصدقوا كل الدعايات والإعلانات في التلفزيون, عن أي نوع من المنظفات ,لأنها لن تعمل هنا في هذه "الأثواب" ,ومع احترامي وإعجابي بكل خبراء الكيمياء,وجميع أنواع الغسالات, وحتى لو كانت من سنغافورة والصين وتايوان.

إنها اللوحات السوداء ..........التي أبدعها الطغاة



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يموت الكبــــار
- الموت على الطريقة العربية
- الفالانتاين ..........عيد الحب
- الديكتاتورية هي الحـــل
- العلمــــانية والعولمة
- طل الصيبيح ولك علوش
- حــــروب المقاطعــــة
- إنهم يأكلون الأصــــنام
- السقيفـــــة
- سجناء بلا حــــدود
- فقـــــراء بلا حدود
- لاتحاكمـــوا هذا الرجل
- مواجهـــــــــة مع الذات
- محــارق وأوشفيتزات
- النهايات المنطقيـــة
- البؤســـــاء
- الجحيــــم الموجــــود
- الصدمـــة والرعب
- توم وجيري.........للبالغين سياسيا فقط
- أهل الذمة السياسية


المزيد.....




- زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب تكساس الأمريكية
- ترامب يجب أن يتراجع عن الرسوم الجمركية
- تلاسن واتهامات بين إسرائيل وقطر، والجيش يستدعي جنود الاحتياط ...
- جيش الاحتلال يستدعي آلافا من جنود الاحتياط
- سوريا.. الشرع يؤكد أهمية تعزيز الخطاب الديني الوسطي
- الخارجية القطرية تردّ على تصريحات مكتب نتنياهو -التحريضية-
- نيران وأضرار جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة على كييف
- وسط تعبئة عسكرية ضخمة.. هل اقترب قرار توسيع الحرب على غزة؟
- بالصور.. زعيم كوريا الشمالية يزور مصنعا -مهما- للدبابات
- -لا، أيها الرئيس-.. رئيسة المكسيك ترفض عرض ترامب


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - لوحــــة من الصحراء