أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - أهل الذمة السياسية















المزيد.....

أهل الذمة السياسية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:34
المحور: حقوق الانسان
    


مهما طولنا في اللحى ,وقصرنا في الجلاليب والأثواب,و"لفلفنا" ولوّنا العمائم والطرابيش والقبعات ,ومهما حفينا شعرالعانة والإبط والشوارب الغلاظ,وأدينا العبادات والفروض والصلوات والنوافل, والتراويح لساعات وساعات.ومهما طال وقوفنا بورع وخشوع وتقوى أمام الآلهة والفراعنة والأصنام, وركعنا لهبلات ولاتات وعزات الجاهليات في هذه الألفية النكداء, وتوشحنا بالورع والخنوع والطاعة العمياء والخرس والصمت والتقوى الوطنية البلهاء , ودفعنا الكفارات العظام عن ذنوب المعارضين الأشرار,وسجدنا أمام المومياءات الثوريات , والتحف القدريات المحنطات في الأبراج العاجية للسلطات.ومارسنا كل طقوس العبوديات والإسترقاق,ونكران الذات السياسية لآلهة الإستئصال, وأئمة الثوابت, وجنرالات القمع, وفقهاء الإقصاء.ومهما هتفنا ورقصنا ودبكنا في المسيرات الشعبية والمظاهرات, والإحتفاليات المفبركة بالمناسبات والأعياد والهزائم الوطنية النكراء,ولوصمنا الدهر كله عن الكلام المباح والثرثرة المهذار,وامتنعناعن العز والرفاهية البرجوازية المنكرة السوداء.ومهما راجعنا فروع الأمن والمخابرات وقدمنا فروض الطاعة والخضوع والولاء ,وأعلنا التوبة عن المعاصي السياسية والبراء من المشركين والمهرطقين والكفار بالشمولية السمحاء.ومهما زرنا وتبركنا بالبيوت المقدسة في مكاتب ومزارع وإقطاعات وزنازين الديناصورات الأبرار ,وطفنا أفواجا وموجات راكعات حول القصور السلطانية الحرام ,ومارسنا كل شعائر الذل والإنبطاح والهوان.ولو دفعنا الجزية ذهبا وفضة ولؤلؤا وماسا ودولارات. ومهما تصوفنا وزهدنا وانزوينا وانفردنا في السجون والمعتقلات. ومهما حفظنا, ورددنا ,ورتلنا, من معلقات ومطالع كتبهم الصفراء, والسوداء , والخضراء , واللاهبة الحمراء. ومهما ألقينا الخطب العصماء في مزايا وسجايا وتفرد الزعماء العظماء. وأشهرنا الإيمان والدخول في مذهب الخنوع والتسليم للتوتاليتاريات, وشهدنا وسلمنا لها بالبقاء السرمدي الأزلي, فسنبقى في عرف الشموليات خوارج العصروالزمان, وأهل ذمة سياسية لايدينون بالولاء, وموضع شبهة ,وتكفير,ومروق على تعاليم ووصايا وفتاوىالكهنة والكتاب, ومشروع ردة سياسية,ومللا, ونحلا, وشيعا, وقطعانا مرتدة خرقاء, ودهماء, ولانستحق إلا التخوين والإزدراء, ومجدفين على الذوات الساميات, ومنافقين فجار,ولسنا أبدا من المؤمنين بعقيدتهم الشمولية الصماء.

وسيبقى الجميع متهمين ومخونينن ومرتدين حتى أذون وقيام ساعات هذه القدريات, وكم كان هناك من مهرجانات ومناسبات "لتطبيق الحدود" على الشذاذ, والملاحدة المارقين الكفار, مما جعل "الذباب الأزرق" في حالة تخمة, وإشباع, وكمون ولم يعد يجد صعوبة في البحث عن الغذاء, واللحم الطري اللذيذ بعد "حفلات الشواء". وأصبح الخوض في السياسة والإدلاء بالدلى في الشأن العام ردة كبرى, وهرطقة وطنية, وهي محصورة فقط بالأخيارالأبرارالطاهرين المعصومين سياسيا ولا يحق لأحد إصدار الفتاوى الوطنية والتكفيرية الثورية ,أو التبشير بالفراديس السلطانية إلا "المرجعيات العظمى" القابعة في تلك "العتبات". وهناك ملفات, وأضابير, ودعاوى اتهام لرعايا لم تلدهم أمهاتهم بعد , ومنهم لأبناء عشاق محتملين لم يلتقوا بعضهم البعض وإلى الآن , ولم تلتق العيون الباحثة عن السحر بالمقل الجميلات الحور الواسعات ,ولم تتلامس الشفاه الرقيقة بالشفاه,أو تطوق الجيد الفضيات الحرائر الناصعات ,أو تحضن حتى الآن الخصورالجميلة الهيفاء, أوتلتحم الأيادي الدافئات الناعمات الملساء.وهناك مشاريع طموحة وعظيمة لإنشاء أفرع جديدة للمخابرات, في سابقة قمعية أممية مابعد العولمية, تختص بعلم الوراثة والجينات, لفصل, وفرز, والتحري عن الجينات المشاغبات, والتي يمكن أن تسبب "القلاقل", والبلبلات ,والمشكلات ولو بعد ألف عام. وكل واحد من هؤلاء الرعايا متهم حتى تثبت إدانته ولا حاجة للأدلة الدامغة والقاطعةلإثبات الإتهام والمثول والإستدعاء. هذا وسيتم افتتاح و"كالات"وأفرع جديدة بخدمات"راقية"ومميزة, نظرا لكثرة السياح والرواد, ولازدهار "البزنس المخابراتي" في منتجعات الأمن عند قبائل العربان.

ولقد بات من الواضح وبعد التجارب المريرة التي جعلت هذا الركن البائس المظلم من العالم في حالة سبات مزمن, أنه لامجال بعد الآن للتحرك ولو خطوة واحد إلى الأمام ,وأن هذه التحف المحنطة لاتقر بأي نوع من أنواع المعارضة والإحتجاج, ولاتعترف إلا بالرعايا والتابعين والسبايا الأرقاء ,وألغت مفهوم المواطنة من قاموس التداول السياسي, وأن مصلحة الأشخاص فوق مصلحة الأوطان. فيما تحولت اللاءات النارية المشهورة, وعنتريات الرفض والرقص الأخرى إلى لاءات ومعارك ضروس شعواء باتجاه الرعايا, وأهل الذمة السياسية الخوارج "الزعران", , فلا اعتراف أبدا بأي منهم, ولا تفاوض معهم, ولاحوار إلا بالفلقات, والعصي والخيزران والأسواط, والكراسي الكهربائية في الأقبية الموحشة المظلمة الجرداء, والحبس الإنفرادي بدون محاكمات, لترتفع عندئذ فقط كلمة الأوطان وننتصر في النهاية على الأعداء, بهؤلاء المقهورين,"المكرسحين", المنسيين,المعذبين الأذلاء. فهل عرف الشاطرون الآن لماذا دحرنا في كل المعارك والغزوات في الميدان؟

لقد خرجت شعوب بأكملها ,بفضل هذه الممارسات الطويلة من التهميش, من دائرة السباق والتنافس البشري, وتمتعت بإعاقة حضارية مزمنة, لن تنفع معها بعض الجراحات التجميلة,والمراهم والحبوب المسكنة, و"الفياغرا" السياسية لمن أصيب بالعنة,والقهقرى,والعجز, والعقم الفكري المزمن ,كما أن بعض "استعراضات" و"حركات" إعادة التأهيل البسيطة لاتوصف عادة للمصابين بالفالج الحضاري العام, والشلل, والكساح. وأصبح الجميع في فقه الشموليات الأصوليات من أهل الذمة السياسية, ولا يعترف أحد بحقهم ,ولا يجوز لهم ممارسة أية طقوس ,أو نشر أية أفكار هدامة ظلامية تؤدي للإنحراف, والضلال السياسي والعياذ بالله. ولقد كان أي صوت آخر ومهما بدا منطقيا, وعقلانيا, وعلميا نشازا وإلحادا ومنكرا من المنكرات, وموضع شك, وهدفه تقويض دعائم البنيان السلطوي في النهاية. وهو متهم ومخون وخارج من ملة السلطان, وتقام عليه الحدود التي لامهادنة ولا تراجع في تطبيقها على هؤلاء المارقين الفجار,فيما ممارسات الكفر واللصوصية والعهر الأخرى تشملها قوانين العفو العام,والفتاوى الحلال والتحليل من "فقهاء" قصرالسلطان, وتصبح التوتاليتاريات عندها طيبة وودعاء وسمحاء..

إنهم أهل الذمة السياسية في حقب الديناصورات العمياء وفي كل البلدان والأمصار, ولن تقبل منهم الجزيات والديات. فإياكم والولوج في هذا التيار فستهدر دماؤكم وتتستباح في كل المذاهب الشمولية الرعناء, وتصبحون ملاعين وزنادقة وكفار ومتطاولين على الذوات المقدسات,ومحرمة عليكم التوبات والرجوع إلى جادات الصواب ,ومصيركم جهنم الأرضية وفروع المخابرات,فإياكم القذف والشك والشرك بالزعامات.وتصبحون على مزيد من الهزائم والإنكسارات..

أهل الذمة السياسية............ والله حرام ياشباب.

نضال نعيسة كاتب سوري مستقل



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسوناميا العظمــــى
- عاصفة الصحــــراء
- بريسترويكا إعلاميــــة
- شهـــود الــزور
- 2-العولمـــة الجامحــــة
- 1-العولمـــة الجامحـــة
- قوانين الطــوارئ العقلية
- خذوا الكذبة من أفواه السياسيين
- اللعب علــى الحبال
- الفضيحـــة
- حـــزب المواطنــــة
- حتمـــية التعايــش
- يــوم الحســـاب
- الحمـــد لله عا السلامة
- الإبستيمولوجيا الإرتقائية
- الصحافة الســوداء
- الزلــزال
- إلى الأبـــــد
- حتمية العولمـة-عولمة لغويــة
- بابا نويـــــل


المزيد.....




- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - أهل الذمة السياسية