أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - شهـــود الــزور















المزيد.....

شهـــود الــزور


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1078 - 2005 / 1 / 14 - 10:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


شهادة الزورfake testimony, وهي كما يعلم الجميع قيام شخص ما بالإدلاء بشهادة في قضية لا يعرف عنها شيئا,أو أنه يحرف ويكذب فيما رأى لأسباب كثيرة ربما يكون المال واحدا من أهمها.وتكثر شهادات الزور عادة في المجتمعات التي يكثر فيها اللصوص والحرامية والحرافيش المافيوزية وتضيع "الطاسة" القضائية, وموازين العدل الأخرى, هذا اذا كان هناك طاسة بالأساس.وطبعا تكون المحاكم بحد ذاتها في الحمام ذي " المياه المقطوعة " أيضا أي كلام وتباع وتشرى القضايا والأحكام فيها علنا وبالمزاد.والمفلسون العاطلون عن العمل والكذابون هم من ممارسي هذه الأعمال اللاقانونية لقاء مبالغ زهيدة لاتتجاوز عادة بضعة دولارات,ويقف كثيرون منهم أمام المحاكم لأداء أغلظ الأيمان في حوادث حصلت ربما قبل أن تلدهم أمهاتهم بتلك الولادات القيصريات.وهناك شهادات زور "بريئة" حيث يقوم البعض بالشهادة مثلا في قضايا الزواج ,والتعريف مثلا أنه يعرف فلان الفلاني ,وذلك دون تبعات قانونية ,أو تعريض أحد ما لأي ضرر ,أو قبض أية أموال جراء هذه الشهادة البريئة ,وهي بالمآل خدمة وتحصيل حاصل, وليست لها أية انعكاسات.وطبعا القوانين التي تعتمد على هكذا بشر في حسم قضايا قد تكون هامة جدا, هي بالطبع محاكم بدائية ومتخلفة, وليست ذات شأن ,لأن الأساس هو الاعتماد على القرائن والأدلة والإثبات والإستدلال المنطقي لخبراء ومحققين أفذاذ, أكثر من الإعتماد على النصابين, والعاطلين,وشذاذ الآفاق.وهل بمجرد أن يقسم مثل هؤلاء الأيمان تحسم القضايا والمشاكل وتحل الخلافات؟لعمري إن هذا من بدع آخر الزمان.

وهناك الكثير من الشهادات أيضا المطعون في نزاهتها وتجردها,ولاتختلف كثيرا عن شهادات الزور وازدهرت جدا في فترة من الفترات من مثل شهادات الدكتوراه الفخرية المستوردة في الحقائب الديبلوماسية السرية, أيام المد الثوري الأرعن, في رُقع النصب والإستهبال و"جامعات كان ياما كان", نالها لصوص كبار من جامعات خلبية ومزيفة ليصبحوا من الأعيان والوجهاء الأكاديميين أيضا, بعد أن وصلت إمبراطورياتهم إلى كل المجالات لترصع أسماؤهم بالحرف دال مثلهم تماما مثل الدكتور كيسنجر ,وما حدا أحسن من حدا,وتزيدهم جاها على جاه,ودولارات على دولارات. ويحلوا ويربطوا في رقاب العباد. وتم ابتلاع الشرفاء وأصحاب العقول النظيفة والخبرات, كما ابتلع تسونامي الهائج الأطفال وبيوت التنك والفقراء فيما بقي الهيلتون والهوليداي إن شامخان يغردان على الشطآن. وكانت تباع هذه الشهادات كما يباع الخس والفجل والباذنجان, وفبركها سماسرة وشطار كبار من جامعات خلبية, ومزيفة للصداقة الكاذبة بين الشعوب المنكوبة ,وهم بالكاد "يفكون" الخط العربي, ناهيك عن معرفتهم باللغات الحية والعولميات التي أصبح اتقانها أهم من الغذاء والدواء. وكثيرا ماتساءل "الثرثارون المشاغبون الأوغاد" عن حاجة هؤلاء لمثل هذه الشهادات التي يركض وراءها الفقراء طمعا بالوظيفة التي تغنيهم عن "الشحادة" وذل السؤال فيما يتمتع أولئك بالسطوة والمال,إلا أن أحد "الخبثاء" صرح برغبة هؤلاء بجمع كل "الأمجاد"من كل الأطراف تيمنا بالأسلاف أصحاب المروءة والعفاف والكفاف .

وبالعودة إلى شهادات الزور التي أصبحت "بزنس" ومهنة يمتهنها الدجالون والمفلسون اللاهثون وراء أية مكتسبات,وإذا خرجنا إلى دائرة أكبر من مساحة المحاكم والمداولات لرأينا شهادات الزور وشاهديها أكثر من الرز في الصين, ومن الكومبيوترات في اليابان, ومن الدجل والدجالين والتمر في بلاد العربان.ولن نتكلم عن شهود الزور الصغار, فهؤلاء دراويش وتأثيراتهم محدودة,وتحل أمورهم "بشوية"ريالات. ونادرا ما ترى موقفا لا يحفل بالنفاق, وشهادات الزور وفيه شهود جاهزين للتزوير, والصمت المطبق على العهر, والدعارات المتنوعة الأشكال والألوان. أوليست تلك الأغلبية العريضة الصامتة الساكتة والمسكتة, وغير المالكة لأقدارها, والتي يتحكم بها دهاقنة دهاة,ولاتملك حرية التعبير والكلام, ونقد أي مظهر من مظاهر الكذب والفجور هي من فئة شاهدي الزورعلى الأحداث بشكل من الأشكال؟ وماذا عن أولئك المساكين الذين يساقون بعشرات الآلاف للتجمعات الشعبية والمسيرات الهائجة الملتهبة, والهتاف, والزفاف للقضايا الخاسرة, والزعماء الذين أذاقوهم الذل والهوان,والشعارات الفارغة الخاوية, والمفلسة في الميدان, ألا يمارسون شهادات الزور الجماعية وبامتياز؟ثم يعود المستهبلون مساء إلى بيوتهم دون أن يقبضوا أية قروش أو مليمات بعد أن تتقيح حناجرهم من الصراخ و"الجعير" والهيجان.وماذا عن جوقة الزفة العريضة من الطبالين, والزمارين, والردادين,والقوالين, والمنشدين, والمتفوهين , والدباكين, الراقصين, المتراقصين في الولائم الوطنية, والأفراح السياسية, والأعراس السلطوية, وحفلات بيع الأوطان, ولا يكفون عن تجميل وتزويق, وزركشة الإنتكاسات, والهزائم الكبرى, والإندحارات العظمى, والمخازي المثلى بشهود زور رخيصين ومستعدين للشهادة لمن يدفع أكثر في المزاد؟

ولو نظرنا إلى شلة بعينها من الإعلاميين, والصحفيين, والمحررين, والكتاب, المرابين وباعة الكلام والأحلام المسفوحة الذين وضعوا خبراتهم خدمة للمال, ولأصحاب المعالي, والجاه, وللشهادات المطعون في نزاهتها, والتنقل, والتجول بالمساكين الغلبانين المستغفلين الشاخرين في المنامات التخديرية, من حال إلى حال, ومن معسكر مدحور إلى آخر مهزوم, ومكلوم, ويماطلون ويكابرون في إبراز الحقائق, ورواية واقع الحال, هم بأسوأمن نظرائهم المياومين الواقفين أمام أبواب المحاكم بانتظار أي زبون يدفع لهم لقلب الوقائع والأحداث,ويستحقون بشرف لقب أعداء الحقيقة الألداء. أم ذاك المتعنطز المتأستذ الذي يتجهبذ ويتنطح ويدلي بدلوه في كل الآبار وينَظّر عولميا في كل المسائل والمشكلات, ويلعن ويشتم ذات اليمين وذات الشمال ويتطاير الرذاذ من فمه كالشلال ويتعامى عن الويلات والمصائب في "بيوت الجيران", اليس هو بشاهد زور كبير وأفاك مزور ونصاب؟

ومن لا يعرف بعضا من شهود الزور, ومزيفي الوقائع, من متعهدي ومقاولي السفر والسياحة والتنقل, بين الأرض والسماوات السبع الطباق, وبائعي الأوهام الخزعبلاتيين الإنكشاريين الكبار, ويسرحون, ويمرحون, ويحلقون في الفضاءات, ولايقتربون من المآسي والكوارث,والبلاوي التي سببها أسيادهم, وأولياء نعمتهم الأبرار, الذي كان "لرعايتهم الكريمة" الفضل في افتتاح أفرع ووكالات لجهنم الحمراء على وجه البسيطة - وليس للفراديس التي يعدون بها الجهلةالشاخرين والبسطاء - ويطمسون الحقائق ويبتعدون عنها بٌعد الأرض عن السماوات التي يملكون مفاتيحها بكل "أمان"., ويبثون السموم الزعاف, ويجيشون الناس, ويحرضونهم ضد الآخرين "البعيدين" الذين "يستهدفوننا",وفي واقع الحال ولو كان ذلك صحيحا لمحانا وأبادنا أولئك البعيدون عن وجه الأرض نهائيا وعن بكرة أبينا وواحدا تلو الآخر, لو قصدوا ذلك فعلا نظرا لما يمتلكونه من تكنولوجيا أسطورية, وأسلحة فتاكة مرعبة, لن تستطيع كل دعواتهم, وألغازهم,وخرابيطهم, وابتهالاتهم أن تفعل معها شيئا أو ترد قنبلة ذكية واحدة ساقطة من السماء التي يدعون ملكيتها من الباب إلى المحراب .أوليس هؤلاء بمزورين للحقائق والأحداث ؟ أوتلك الأحزاب "الديكوراتية" المصممة على أذواق الزعامات والتي لا تضم أي أعضاء والتي ارتضت الجلوس في الكراسي الخلفية وعلى هامش السباق, لقاء مكاسب دنيئة, والختم ,و"البصمة"على الصفقات المسيلة للعاب, ومتابعة مسلسلات الهزائم والإنكسارات, وتركيب الحقائق بالمقلوب, والتغني بالأمجاد الكاذبة والأباطيل الخرافية ,أليسوا من شهود الزور الكبار وإن لم يقفوا ولو مرة واحدة أمام المحاكم والقضاة مثل الشهود الصغار؟وماذا عن تلك الوزارات الكرتونية البلهاء ,والبرلمانات المعدة للتصويت بلإجماع؟.

ويكثر شهود الزور ويصطفون ويتكدسون في كل الأروقة وعلى الجدران, وأصبح الجميع يراقب مهرجانات الجرائم ,والمذابح الجماعية ,وتقزيم الأوطان, ونهب الثروات بصمت لايوازيه سوى صمت سكان القبور والأجداث, و يملؤون الآفاق ويجوبون كل الردهات ومعهم الأختام و"الكليشيهات"الجاهزة وماعليك إلا دعوتهم بأن تملأ جيوبهم وتترع حقائبهم باليوروات والدولارات , ليشهدوا لك بأنك امبراطورالزمان,وفلتة العصر الهمام,الذي فتح البلدان والأمصار, ويبصموا لك "بالعشرات" ويحلفوا لذلك أغلظ الأيمان.

أنهم شهود الزور........لمن يحتاج الإفك والبهتان

نضال نعيسةكاتب سوري مستقل



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2-العولمـــة الجامحــــة
- 1-العولمـــة الجامحـــة
- قوانين الطــوارئ العقلية
- خذوا الكذبة من أفواه السياسيين
- اللعب علــى الحبال
- الفضيحـــة
- حـــزب المواطنــــة
- حتمـــية التعايــش
- يــوم الحســـاب
- الحمـــد لله عا السلامة
- الإبستيمولوجيا الإرتقائية
- الصحافة الســوداء
- الزلــزال
- إلى الأبـــــد
- حتمية العولمـة-عولمة لغويــة
- بابا نويـــــل
- مأوى العجـــزة
- أضغــاث أحـــلام
- البــدون
- الأمـــــوات


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - شهـــود الــزور