أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - البــدون















المزيد.....

البــدون


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1052 - 2004 / 12 / 19 - 10:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أصبح هذا المصطلح الديموغرافي الانساني شائعا ودارجا ومشكلة بدت احيانا عويصةوعصية على الحل برغم المحاولات الدائمة والحثيثة لفتح هذا الملف ومعالجته بين الفينة والاخرى. وقد ظهرت في زمان ومكان ما من هذا الرقعة الجغرافية المضطربة اصلا ديموغرافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا, والممتدة من الماء الى الماء, ومابينهما من بلاء وكوارث ومشاكل ومآس وعجائب ومستحيلات لا حصر ولا حدود لها. واكثر ما اتضحت هذه الظاهرة بعد مراحل الاستقلال وظهور الدولة الوطنية واتجاهها نحو تشكيل ذاتها الخاصة بها . وقد استخدمت هذه التسمية للدلالة على مجموعات بشرية تعيش في مكان بدون ان يكون لها الحق في اكتساب جنسية هذا البلد او ذاك ,وبالتالي التمتع بحقوق المواطنة الكاملة ونيل ما لها من حقوق, واداء ما عليها من واجبات. ولسنا هنا بصدد حشر الأنوف والاندساس الطفيلي فيما لايعنينا والتدخل في شؤون ومشاكل الاخرين, فهذا ليس من طبعنا ولامن صفات الكرام والناس المحترمين, وليس هو اخيرا لب الموضوع الذي نحن بصدده الآن, ولكن من باب الاشارة الواقعية فقط لظاهرة موجودة على الارض ولا يستطيع احد انكارها او اغفالها , ولا علاقة لها بموضوعنا هذا وهو حول البدونية الشمولية بصيغتها العربنجية الامثل, الاكثر امتدادا واتساعا والاسوأ اثرا من مجموعات صغيرة ومحددة وضئيلة قياسا بمجموعات البدون الشامل الاكبروالأعم والذي فرخته الشموليات الطالبانية والقومية الاصولية و نعمها الكثيرة واللامحدودة علينا.وأما موضوع الجواز والجنسية في موضوعنا لا يقدم ولا يؤخر, بل كان الجواز في احيان كثيرة نقمة ومصيبة تجر الويلات والثبور وعظائم الامور على حامله المنكوب, تمنى معها في اوقات عديدة لو ولدته امه, والمرحوم ابوه طيب الذكر في جبال كليمنجارو, وادغال الامازون, ومجاهل القارة السوداء, لكان قد تمتع بحقوق بشرية واحترام انساني اكبر.وحين كنا نسافر ونتنقل طلبا للرزق فيما بين الحدود القمعستانية الشمولية ذات الصيت الصارخ والشهرة المجلجلة, بكافة الوانها السياسية الفاتحة والداكنة والرمادية, كنا نتيقن فعلا بالأهمية القانونية والاعتبارية والتقديرية والتثمينية الخلبية الفارغة لتلك الوثائق ومدى تواضعها وانعدام اهميتها المطلقة .وهناك اناس بدون جردوا من حقوقهم بسبب اعمال اجرامية او تخريبية قاموا بها وصدرت بحقهم احكام قانونية حرموا بموجبها من ممارسة اية نشاطات اجتماعية او سياسية او اقتصادية وأضحوا من هذه الفئة. ومنهم من كان مقربا ومحبوبا ومحظيا ذات يوم وفجأة وبجرة قلم , جرد من كافة حقوقه واعتباراته واصبح من الفئة المتجردة المنزوعة وبدون اية صلاحيات تذكر. ومنهم من اعيدت لهم اعتباراتهم وعادوا كمواطنين عاديين ولكن بزخم وقوة اقل هذه المرة كونهم تنقلوا ديموغرافيا هنا وهناك بين فئات مغضوب عليها متناقضة. والمهاجرون بشكل عام كانوا اول ما يطؤوا اية بلدان كانوا يعتبرون من البدون الى ان ينسجموا ويذوبوا في المجتمعات التي وصلوها ويصبحوا متمتعين بكافة الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية لبلادهم الجديدة. وهناك الكثير من المهاجرين غير الشرعيين الذين دخلوا هذا البلد او ذاك بصفة غير قانونية وفشلوا بتسوية اوضاعهم وظلوا يعيشون على الهامش وفي الظل ويمارسون نشاطات غير شرعية واعمال غير نظامية, وبقيت اوضاعهم بدون تسوية. هذا بشكل عام وملخص مفهوم هذا المصطلج وبشكل مكثف جدا.
واذا حاولنا التمعن في هذا الواقع المزري الذي تعيشه هذه المجموعات المنكوبة وعلى هذه الرقع الديناميتية (التي انتية) الكارثية القنبلاتية الانفجارية المدمرة, لعرفنا فورا ان عدد البدون يتجاوز كل الارقام والاحصائيات المعلنة, وان مشاكل البدون المثارة هنا وهناك هي من قبيل الترف واللهو الانساني الطفولي البريء, امام اعدادهم الحقيقية المرعبة والمذهلة والتي فرختها حقب التسلط الديناصورية عمياء البصر والبصيرة.
فعشرات الملايين من بني العربان البؤساء الخاضعين للوصاية والرعاية والحضانة الشمولية الاستبدادية الفاجرة والهائجة والمسعورة ذات السلطات المطلقة ,هم بدون اية حقوق سياسية وبدون اي اعتراف رسمي بشرعيتهم, ووجودهم كبشر وبني آدميين. وما زالوا يعاملون بدون اي اعتبار, وكرامة وبدون اية اهمية واحترام, وبدون اية حقوق سياسية يمارسونها وظلوا دائما على الهامش بدون مشاركة وبدون صوت وبدون كلام, ولا تكلمهم السلطات بدون لكم وصفع وضرب ورفس ودفش "ودعس" ,ولا يعبأ احد بهم برغم انهم يحملون صفة المواطنة الفريدة والنادرة, وبطاقات هوية, وجوازات سفر قد لايستخدمونها ابدا لأنهم لايقدرون على تحمل تكاليف السفر اولا, اولأنهم ممنوعون من السفر بموجب فرمانات سلطانية جائرة ثانيا. ولكثرة المصائب والنوائب التي لازمتهم, اصبحوا بدون احساس, وهم في مطلق الاحوال واحسنها تكملة عدد وتحصيل حاصل, ولا احد بحاجة لهم حتى في الانتخابات الخلبية الكاذبة المشهورة عالميا ذات النسب المئوية المحلقة مجراتيا في الفضاء الكوني اللامتناهي.ولا يدخلون اية احصاءات الاعندما يحصى عدد الفقراء والمنكوبين والاموات.
ونتيجة للتعسف والفوضى والقمع وغياب كامل لآليات الحكم الحديثة والمتطورة والمعمول بها في كل دول العالم المتحضر.وانعدام التخطيط و الرؤية الجدية في معالجة جميع القضايا المعلقة. وكنتيجة للممارسات السلطوية الظالمة الاقصائية والافقارية والتهميشية اصبحت فئة البدون السياسية العربنجية من اكبر الفئات الموجودة على سطح هذا الكوكب.
فالملايين من الخرجين الذين ينتطرون وظائف هم بدون امل في العثور عليها.ومعظم الزعامات والقيادات بدون رغبة اصلاحية وعلاجية.وجميع الحكومات بدون خطط مستقبلية. والمواطنون بدون اعمال.وجميع الرعايا بدون امل.والطلاب بدون مستقبل. والبنات بدون عرسان. والاصوليون بدون اعتدال.والثوريون بدون ثورات.والجماهير بدون زعامات.والمخابرات بدون ضمير او وجدان.والاوطان بدون امان.والاحزاب بدون اعضاء. والمرضى بدون علاج .والاحضان بدون عشاق.والازواج بدون زوجات. .والمجاهدون بدون كفار.والمدرسون بدون طلاب.والمهندسون بدون مشاريع.والمحامون بدون قضايا. والجيوب بدون فلوس. والفلاحون بدون اراض.والعمال بدون انتاج.والطبيعة بدون جمال.والكلام بدون معنى. والحوارات بدون جدوى. والعقول بدون ابداع. والاسئلة بدون اجوبة. والوزراء بدون حقائب. والمعتقلون بدون اسباب. والجماعات بدون افراد. والحدود بدون جيوش.والجيوش بدون اسلحة. واللصوص بدون عقاب.والسجون بدون شاغراومكان.والميزانيات بدون حسابات.والبرلمانات بدون استجوابات.والخزائن بدون دولارات.والشعوب بدون حكومات. والاقدام بدون احذيةو جرابات. واللحى بدون حلاقات. والوعاظ بدون شهادات. والشموليات بدون تعدديات. والمناصب بدون انتخابات. والاسهم بدون بورصات. والشوارع بدون مشاة.والشفاه بدون قبلات. والجيد بدون عناقات.والمواعيد بدون لقاءات. والبنادق بدون طلقات. والمسافرين بدون محطات.وقطارات بدون عربات.وجروح عميقات غائرات بدون خياطات. وصحافة بدون حريات.ووجوه كالحات بدون قسمات او ابتسامات.ومدارس بدون مدرسات.ومواويل حزينة بدون اغنيات.واحكام بدون محاكمات. وبدونات.............وبدونات............وبدونات............
ومع كثرة البدونات اصبح الجميع عراة وبدون اي غطاء, وضعفاء ومجردين وبدون ورقة التوت.وبدون هذه البدونات, والبدونات العربنجية الاخرى البدونية الكثيرة, التي تتوالد وتتكاثر يوميا, تصبح الحياة في قمعستان بدون نكهة وطعم ورائحة وهوية.وبدون البدونيات لا يمكن لحياة هؤلاء البدون التعساء ان تسير وتستمر بشكلها الصحيح الامثل. وبدونها نحن البدون الحقيقيون, وكلنا بدون ولا تزعلوا. واخيرا وبصدق وحياد وبدون تجن ,الا يمكن ادخال هؤلاء ضمن فئة البدون الاممية؟وكل بدون وانتم بدون.

البدون.................كلنا في الهوا سوا.

نضال نعيسة صحفي سوري مستقل



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمـــــوات
- -هرطقات عربنجية-
- صـــــــح النوم يامو
- يوم للذكرى
- المعصومون
- الحضاريون الجدد
- اللعب في الوقت الضائع
- الحوار المتمدن ........عفوا
- الثورة العالمية الثالثة
- سوق عكاظ .........الالكترونية
- اللعب مع الكبار
- الحلقة المفقودة في حلقة الاتجاه المعاكس
- الفرق الضالة..............سياسيا
- 2-2العلمانية والجهل
- شموليات القهر الجاهلية في الالفية الثالثة
- مثلثات الموت القادمة
- اوهام الاصلاح المستحيلة
- العلمانية والجهل
- مجتمعات الاقصاء الشامل
- وعاظ السلاطين وبيان الليبراليين


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - البــدون