أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - خذوا الكذبة من أفواه السياسيين















المزيد.....

خذوا الكذبة من أفواه السياسيين


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1071 - 2005 / 1 / 7 - 09:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


زعم الفرزدق أن سيقتل ربعا فابشر بطول سلامة ياربع
وكان الكذب شعار الرايخ الثالث من خلال عرابه غوبلز وقد صحا الجميع في النهاية على حقيقة واحدة وهي أنهم مجموعة من السفلة, والقتلة, المأجورين, والمجانين, الأوغاد, وذلك عندما كان جنود الجيش الأحمر "يقزدرون" في أقبية وأروقة الرايخ الثالث. وزعمت الشموليات الأبديات الحمقاء وربيبتها حاضنة الثوابت والكذبات الكبريات, أنها ستقوم بإصلاحات بعدما صدعت رأسها ,وأرعبتها دوي انفجارات التوماهوك والكروز على ضفاف دجلة والفرات.وبالمناسبة فإن معنى التوماهوك هو الفؤوس أو البلطات باللغة الهندية القديمة التي ألغاها واستأصلها من الوجود دعاة حقوق الإنسان والديمقراطية من صقور وحمائم وعصافير وبلابل ووطاويط اليانكي "الفايشين"البطرانين بقوة هذه الأيام.وتعتبر هذه الفؤوس والبلطات شعارا مرفوعا, ومشرعا, وحلا سحريا, أيضا عند أصحاب الوكالات الحصرية الممنوحة لهم من رب السماء, وما انفكوا يبشرون بثقافة البلطات لتحقيق العدالة على هذا الكوكب السيار, وسبحان من جمع الأضداد..وعود على بذء فابشري بطول عمر وبقاء أيتها الديكتاتوريات والشموليات القراقوشيات البلهاء ,وانطلت الكذبة ومرت على المستغفلين الشاخرين النيام المصابين بالدوار.ودائما كان الكذب سلاحا ووسيلة للتخدير ومقايضة المبادىء والشعارات.وتكثر الأكاذيب والأباطيل حين يصبح الواقع كله زورا وبهتان.


وحين طلبت الرائعة الصغيرة حلا من والدها أن يشتري لها سيارة كهربائية معروضة في إحدى المحلات ,أجابها المخلوق المسكين والمسروق المفلس الطفران " بكرة" سأشتري لك من هذه التكنولوجيا حين تتوفر الدولارات, وكانت هذه كذبة بيضاء من والد غلبان اعيته الفاقة والإملاق, وترك ذلك في نفسها الطاهرة غصة مبهمة من نوع ما,ولم تدر العيون الصغيرة البريئة التائهة المتلالئة كالنجم في الليلة الليلاء, أن أموالها الشرعية وثروتها المنهوبة الحقيقية قد أصبحت أرقاما فلكية ,وأرصدة خيالية في بورصات اليانكي ومؤشرات العم سام من مثل داو جونز وناسداك ,و"يشغلها"لها تجارفجار ومافيات شطار, من قنصة الكراسي العاجية, ومختلسي الأوطان. ومع هذا, كثيرا ماينفي الكذابون الكبار حقائق واضحة وظاهرة للعيان, ويعرفها السذج والبلهاء.ولكن كيف ستتم تأدية فروض الإستهبال والإستغفال وتمارس طقوس السحر والنفاق؟

وفي المجتمعات التي يكثرفيها اللصوص, والحرامية, و"النشترية والزعران ",والنصب والإحتيال, يصبح التسويف والمماطلة سلوكا عاما عند الكبار والصغار ,والساسة والمعارضة والمصلحين والمخربين على حد سواء ,ويصبح الكذب والدجل والنفاق زادا وعدة في كل حل وترحال. فالكل يكذب على الكل ويمنيه بالوعود والأحلام,فالحكومة تكذب على الشعب اللهثان وتعده بخوابي من العسل والجوز واللوز والرمان ,والأحزاب تكذب على الأعضاء بشعارات من الأوهام ونصر مبين في الإنتخابات,والأزواج يكذبون على الزوجات بهدايا سخية في أعياد الميلاد وعقود من الماس واللؤلؤ المكنون والمرجان,والمراسيم التنويمية تعد الموظفين بزيادات في المرتبات عندما تزدهر الميزانيات وتجبى الخراج, وقارئي الأفلاك يكذبون على المغفلين المستهبلين ويعدوهم بأطنان خلبية من ورديات الأحلام,ويرسل الوعاظ والدعاة يوميا آلافا مؤلقة الى دروب السماء ويوزعونهم بين الجنة والفراديس ومع الحور العين الملاح ,في الوقت الذي لم يغادر أحد منهم هذا السعير الجهنمي ولو لخمس ثوان ,ويحلف التجار والباعة أغلظ الإيمان ليروجوا لسلعة كاسدة لايشتريها أحد من الزبائن بسعر التراب ,فيما يكذب جيش من المذيعين والمذيعات والمحررين والمحررات ويدجلون ويلفقون في الأخبار المفبركة والمنمقة والمزوقة والمطهوة بتوابل مزركشات لترضي أذواق الزعامات وأصحاب الشأن,وتكثر الإبتسامات الصفراء والتكشيرات في المؤتمرات, وأما القلوب فهي "محشوة" بالقنابل وال, T.N.T والنابالم. هذا وقد وعد الجمهور المحبط بسيل من الإصلاحات ومع مرور الزمان تبين إنها ليس إلا ضروبا من الخيال وتسويقا وبيعا للأوهام. ويماطل الآباء والفقراء المنهوبون كل يوم أبنائهم بوعود من الشوكولا والهدايا والألعاب, وعندما يأتي المساء يتسللون من النوافذ وينزوون في الفراش .

وعندما فاز شاغل البيت الأبيض الأرعن الفلتان ,في الفترة الأولى, وعد بدولة في أرض مهد الميلاد في سنة 2004,وعندما أتى الموعد سوفها وأجلها الى ,2005وعندما نجح في الفترة الثانية أصبح الوعد الكاذب في 2008 "ومطمطها"ثلاث سنوات قادمات,ليأتي من بعده ويمارس نفس "المطمطات" ويسوف ويماطل ويؤجل بالمؤجلات, وهكذا حتى نهاية الزمان.وعندما ذهبت أنا وأحد الزملاء الغلبانين الدراويش الأغرار وعلى "نياتو" إلى أحد البارات في مدينة من مدن الأحلام ,في سنين الفتوة والعنفوان ,و"انسطل"وداخ مما رأى من دلع الغيد الحسان,ووجد عبارة مكتوب عليها tomorrow free beer" " ,ومعناها غدا بيرة بالمجان,وحين عاد في اليوم التالي وجد نفس العبارة ,وعندما سأل النادل فقال له باستهزاء وهو شمتان تعال غدا والعرض سار لكل يوم,ففهم الأهبل الدايخ الغفيان المقلب ,وعاد إلي ليقول لي , طلعوا هؤلاء الأبالسة وأبناء الجان أكذب من أصحابنا "العربان",وبالمناسبة ورد معنى هذا الكلام كآية بينة في القرآن الكريم عن زور وكذب ودجل وبهتان وأباطيل العربان.

ولعل أخطر أنواع الكذب والنفاق مايصرح به الساسة في رقع التخدير و الإستهبال وقبائل العربان وعبدة الدولار, ولاسيما بعد مؤتمراتهم التآمرية "الترافسية بالسيقان" , والتي لم تخرج ولو قزم من الفنجان, ومن المستحيل عليهم الإجابة وبصراحة ومباشرة عن أي سؤال ,وكثيرا مايسألهم السائلون مثلا عن الإصلاح, فيجيبوه والإبتسامة الصفراء المصاحبة ودائما هي على الشفاه, بمعلقة عن زراعة الفجل والتفاح وبركاتهم وفضائلهم على بني الإنسان,ولو سألتهم عن قضايا حقوق الإنسان أجابوا على الفور عن أسعارالخس والباذنجان ,مؤكدين بذلك أنهم أكثر الناس لفا ودورانا وتنصلا ومراوغة وهروبا من الحقائق "والزوغان", وكأن بينهم وبين قول الصدق عداء مستحكم وثارات, ولهذا أصبح الناس يشيحون النظر عنهم وينتقلون إلى متابعة أي مسلسل تافه وهابط أو أفلام كرتون عندما يطلون على الشاشات بالإبتسامات والتكشيرات الصفراء, في حين ترى سياسيين منتخبين وشرعيين في مدن اللايزر, والألق, والأنوار يتعرضون لأدنى التفاصيل في استجوابات تعجيزية ,وكأن أجهزة لكشف الكذب مثبتة فوق رؤوسهم ,ويطلعون الجمهور على أدق الأمور, وكل اجتماعاتهم على الهواء ,واما الكلام عن جلسات سرية وعلنية فغير وارد على الإطلاق ,فيما نتابع نحن هذا التقليد الذي يعتبر من الثوابت والمحرمات في فقه الشموليات وكل مذاهبها الصماء ,وتحول هؤلاء المنكوبون إلى جيش من الرواقيين, Stoics, الصابرين على المكاره والآلام والمنكرات وبدون تذمرأو كلام. وعلى العموم كل شيء أصبح مكشوفا وواضحا وظاهرا للعيان ولم يعد هناك مجال لتغطية الشمس بغربال.

وتجارة الأوهام مهنة قديمة للسياسيين ومروجي الأحلام المستحيلة, فالديبلوماسي والسياسي البارع والماهر هو الذي يعلم ويخبرك بأنك ذاهب إلى الجحيم بطريقة يشعرك وأنك ذاهب إلى رحلة رومانسية حالمة إلى جزر الباهاما,لأنه بذلك يقترب من الحقيقة بشكل ما ,أما السياسي والديبلوماسي الغبي و المتعيش والمتطفل على "الكار" ,فيكذب ويوهمك بأنك في الفردوس وأنت تحترق في جهنم وعلى فوهة البركان,ويعدك بأنه سيدفنك بطريقة لائقة بعد الإحتراق وجنازة محترمة بعد الوفاة,ويتكلم عن الإصلاح بعد ان دمر وخرب كل شيء,ولم يسلم من شره شيء على الإطلاق.

الكذب ملح الرجال............... والسياسيين.

نضال نعيسة.............كاتب سوري مستقل



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعب علــى الحبال
- الفضيحـــة
- حـــزب المواطنــــة
- حتمـــية التعايــش
- يــوم الحســـاب
- الحمـــد لله عا السلامة
- الإبستيمولوجيا الإرتقائية
- الصحافة الســوداء
- الزلــزال
- إلى الأبـــــد
- حتمية العولمـة-عولمة لغويــة
- بابا نويـــــل
- مأوى العجـــزة
- أضغــاث أحـــلام
- البــدون
- الأمـــــوات
- -هرطقات عربنجية-
- صـــــــح النوم يامو
- يوم للذكرى
- المعصومون


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - خذوا الكذبة من أفواه السياسيين