أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - ما قبـل العاصفـــة















المزيد.....

ما قبـل العاصفـــة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1127 - 2005 / 3 / 4 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تتلبد الغيوم السوداء الداكنة في الأجواء منذرة بالعواصف الهوجاء ,وتكفهر المناخات,ويُسمع صفير الرياح يخرج من كل مكان,يستطيع أي "متنبئ جوي هاو" أن يعرف أن شيئا ما قادم من وراء السُحب والآفاق والضباب ,ولذا يتوجب عليه الاستعداد والانحناء ولو قليلا أمام هبوب التيارات ,والتدثر قليلا بأي من الغطاءات,فيما يستمر أصحاب الألغاز "الفونولوجية" المحيرة,وهواة المتاهات, بترديد نفس الأقاويل والجمل والعبارات,واللهو بمصير الشعوب, وحياتهم, وأمنهم,ومستقبلهم إرضاء للمرض والغرور, والمصلحة, وعشق الذات. والاستمرار بالعزف على نفس الأوتار المهترئات, والأبجديات من أيام السلطان والباشا والسراي ,التي أنهوا بها أميتهم السياسية للتو في الحارات وعند شيوخ الكتّاب, والتي لم يعد يستمع لها أحد ,كونها لا تعبر عن واقع الحال ,وتنبؤنا دائما بأن الطقس جميل ورائع ,وهذه العواصف العاتية,والأعاصير الهائجة ما هي إلا مجرد أمواج بسيطة ونسمات,وتهديد الشعوب والفقراء بالقمع,واللجوء للبطش وتذكيرهم بسطوة المخابرات. وتعتريهم التأتأة عند القراءات,والبكاء على أطلال الرومانسيات ,والتضرع والتشبث بأولياء العروبة ومقامات الجنرالات, والوقوف عند أطلال الوحدة العربية, ,وسيطرة أحلام اليقظة القومية المهزومة, في أكثر من مكان, على عقول بياعي الكلام الذين وجدوا أنفسهم أمام الأنفاق والطرق المسدودة والإفلاس.فيما يستمر مسلسل التصريحات النارية ,وعرض العضلات في عز الشتاء القارس الذي يستدعي الانزواء, والاحتماء بأي جدار درءا للطوفان. ولقد أصبح الجميع فنانين بارعين في خسارة المواقع, والأصدقاء نتيجة لسوء التقدير,ولعثمة الخطاب, وانعدام القدرة على الإصغاء .فيمايتناسل ويتكاثر كل يوم حاملو السكاكين,والمدى,استعدادا للنحر حين تسقط الشاة.والمصيبة الأكبر,والجنون الأعظم أن تطلق النيران على "الطبيب"الذي يشخص لك الداء,ويدلك على العلاج.

ألم يستطع جهابذة التنظير, وقارؤو فناجين السياسة,وبياعو الكلام, مسح الواقع بشكل جيد قبل الذهاب ذات اليمين, وذات الشمال, لنزع فتيل المواجهة, الذي بدا أن كل العالم يقف في واد, والعمالقة الأفذاذ في واد,والوضع يزداد سخونة, وتدهورا,واضطرابا كل يوم . وأدمنوا التسول السياسي على عتبات كل وزارات الخارجية في كل "الأمصار",والركض المحموم باتجاه كل العواصم ,وكازينوهات السمسرة المعروفة,والجري وراء البوم والغربان التي لم تجلب,يوما, سوى الويل والدمار.ولماذا أصلا الولوج في أتون هذا البركان,وماهي الفائدة والأثمان؟ وهل من داع أن تطلب الوساطات حتى من عابري السبيل في السياسة,وتلاميذ, وصبيان الصالونات,وقارئي الأكف ,وضاربي الرمل و"الودع", وزيارة المنجمين, وكاتبي التمائم, والتعاويذ و"الأحراز"لمعرفة ماسيحدث بعد هذا الضباب والغمام ؟ألا يعلم البسطاء ,وطلاب الحضانة في علم السياسات أن بعض الطيور لايؤكل لحمها ,ولا يجب التحرش بها ,ولا يمكن اللعب أبدا مع الكبار,وأن هؤلاء الناس المدججين بالسلاح لا يمزحون ,ولا يجيدون إلقاء النكات السمجات؟

وأن السباحة ضد التيار تستلزم الكثير من المهارات, والقوة قبل الولوج في المحيطات.أولم يقرؤوا هذا السيناريو, وهذا الكتاب والمفردات, ويتابعوا نفس المشاهد في أي مكان؟ وأن المخرج المتمرس في انتاج أفلام الرعب و"الأكشن" والمغامرات, قادر على كتابة وتأليف حبكات بنفس السيناريوهات والمواصفات, وبنفس الكومبارس والديكور والأبطال,أم أنهم لا يستمتعون إلا بمشاهدة المسلسلات المنتجة محليا لإرضاء الذوات,والتي يسمح بها فقط الرقباء الجهلاء؟ أولم يسمعوا دوي الكروز والتوماهوك وهدير "الأشباح" القريب في أجواء, وعلى ضفاف وتخوم دجلة والفرات؟ولماذا يستمرون في إعطاء جرعات التنويم, والتعتيم, والتخدير, والتسويف, والمماطلة لمريض مصاب بالغرغرينا وبالسرطان ,ولايفكر أحد باستئصال الأورام ومعالجة الداء العضال؟

لقد سقط زمن الشعارات والدونكيشوتيات واللغو والهراء, والعالم يتجه أكثر نحو العولمة, والانفتاح والرفاهية, والازدهار, وتحقيق إنسانية الإنسان. إنه زمن الواقعية ,والبراغماتية العقلانية المحسوبة بالميليمتر والنترون والغرام.كما حان وقت قراءة المعطيات بشكل صحيح ,حتى تكون القرارات صائبة وسليمة وفي الصالح العام .أم يجب دائما الوقوع ,والتعثر في نفس الحفر والمطبات, حتى نتعلم أبجديات السياسة وفلسفة الحياة, وكيفية السير على الطرقات؟إنه زمن العلم اليقين بأن الشعوب الحرة العزيزة هي المدافع الوحيد ,وهي التي تبني وتصنع الأمجاد والأوطان والمنيعة دائما أمام الغزاة.ولا بد من إعادتها للساحة بعد التغييب والتهميش لسنوات طوال,وليس زمن "الأجهزة" التي تورمت ,وتكرشت ,وتسرطنت,وأعمتها المصالح والنعمة والدولارات, وفقدت كل "اللياقة",والقدرة على التحرك والتقدم, ولو خطوة واحدة إلى الأمام.

وعندما كانت الدبابتان اليتيمتان تقفان بعنجهية ,وغطرسة ,وصلف على جسر بغداد ,كان الجميع ينظر إليها ببرودة وبلا مبالاة,واعتبروها, برغم مرارة الموقف والذل والهوان,رمزا من رموز الخلاص.فكيف ومن أ وصل الشعوب لهذا الشعور وهذا التبلد والإحساس؟.وذاب جيش القدس المليوني ,وطار في الهواء, وذابت معه كل العنتريات, والشعارات, وتنظيرات ,وتصريحات الصحاف ,وأدرك الجميع وقتها,واتضح فيما بعد وبجلاء من هم الطراطير الحقيقيون ,ومن هم العلوج والغوغاء والبلهاء الأغبياء. والموضوع البناني هو حلقة وحيدة في سلسلة التنازلات,والضغوط, والإملاءات التي لن يبدو أنها لن تنتهي إلى أن تُخلع كل الأثواب ,ولن يسمح عندها حتى ببقاء ورقة التوت الجرداء,فهل فهم "الفونولوجيون" العظام هذا الهراء؟ وهذا أهم مايجب أن يحسب له الحساب,ومرحلة التفكير في ما بعد لبنان يجب أن تبدأ,وبإلحاح, من الآن.وأن كل ما حصل حتى اللحظة, قد يكون مجرد تسخين قبل "الانطلاق الكبير" في المضمار.

ما قبل العاصفة يستشعر الجميع بالخوف, والخطر الداهم, والترقب, والانتظار, فيما يستمر "الفونولوجيون" الكبار بتلاوة نفس الترانيم, وبنفس النبرة,وترديد نفس الخطاب ,والبقاء في نفس الديكورات,والدوائر,والمحاور, والمؤثرات.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دســاتير برسـم البيـع
- مرشـــح رئاســي
- البقــــرة الحلـوب
- سقــــوط الرهانات
- سورية العظمـــى
- هل نحن أمة من الجهـــلاء؟
- دروس في الديمقراطيـــة
- الحـــــرب الإليكترونية
- بالـــونات الهواء
- مجانيـــن بلا حــــدود
- لوحــــة من الصحراء
- عندما يموت الكبــــار
- الموت على الطريقة العربية
- الفالانتاين ..........عيد الحب
- الديكتاتورية هي الحـــل
- العلمــــانية والعولمة
- طل الصيبيح ولك علوش
- حــــروب المقاطعــــة
- إنهم يأكلون الأصــــنام
- السقيفـــــة


المزيد.....




- جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و ...
- -ورقة مساومة-.. الآلاف من المدنيين الأوكرانيين في مراكز احتج ...
- -مخبأة في إرسالية بطاطس-.. السعودية تحبط محاولة تهريب أكثر م ...
- -غزة.. غزة-.. قصيدة ألمانية تستنطق واقع الفلسطينيين وتثير ال ...
- بسبب هجومات سيبرانية.. برلين تستدعي سفيرها في موسكو للتشاور ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- بوتين للحكومة في اجتماعها الأخير: روسيا تغلبت على التحديات ا ...
- مصر.. اتحاد القبائل العربية يحذر من خطورة اجتياح رفح ويوجه ر ...
- تقرير: مصر ترفع مستوى التأهب العسكري في شمال سيناء
- بعد ساعات على استدعاء زميله البريطاني.. الخارجية الروسية تست ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - ما قبـل العاصفـــة