أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - عصـــر التحــولات














المزيد.....

عصـــر التحــولات


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7 - 09:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


هل بدأ فعلا عصر التحولات الكبرى,وهل مانشهده من أعاجيب سياسية بداية لحراك حضاري وسياسي نوعا ما؟ وهل بدأت الحياة تدب في هذه الجثة المتحللة والمتفسخة,والتي تهاجمها "الفواتك والعقبان " ,والمنسية والملقاة على الرفوف وعلى هامش الحياة لفترة طويلة من الزمان؟وهل بدأ حراك التغيير بعد عقود من التحجر والتخشب والجماد؟وهل بدأت ارتدادات الزلزال العراقي تظهر على "الجيران" بعد فترة من السكون والكمون والثبات؟فيما يمور الشارع بالجيشان ,والغليان,والنار تستعر تحت الرماد.

هل هي أحلام اليقظة الوطنية التي حرّم على الجميع التفكير بها في يوم ما؟أم واقع فرض نفسه بقوة المارينز والتوماهوك وطائرات الأشباح؟ هل هو حلم ,أم هذيان ,أم تخريف أم واقع معاش أن يقوم متظاهرون معتصمون,سلاحهم الأغاني والهتافات والأناشيد والأعلام الوطنية, في ساحة عامة,في محيط الشموليات بإسقاط حكومة لا ديموقراطية ومتسلطة في دنيا العربان ومسرح تقاليد الظلم والبغي والطغيان؟وهل تغيرت لغة الكلام من الهراوة إلى الحوار بالكلام ؟لعمري إنها من غرائب الحياة السياسية في هذا الحيز ,وهذا النطاق الذي عاش العزلة الحضارية والقانونية,والإنسانية لقرون خلت,وإنه حلم ,ومستحيل من رابع المستحيلات وهل نفرح كثيرا أم نمسك ونتحلى بالتروي ولا نسترسل في الأحلام؟

فانتخابات,ومجلس منتخب ,ووداع حزين للختيار المؤبد الذي فارق أطول الثورات, ومجلس تشريعي منتخب يعقد اولى الجلسات في بلد المهيب الركن والقائد الضرورة ,قاهر الانتخابات بالنسب المحلقة في الفضاء,والمتسابق الوحيد كغيره في راليات الرئاسة العربيةالشهيرة و الفريدة في المضامير والحلبات.وصعود قوى وأعراق وإثنيات وطوائف كانت محجوبة وراء ستارات وجدران الشعارات النارية,والطالبانية السوداء ,ومغمورة ومبعدة في كل المزايدات ,وبازارات المساومة على كعكة الأوطان.والإعلان عن تعديل في الدستور المصري للسماح بوجود أكثر من مرشح لانتخابات الرئاسة المستحقة قريبا. والإعلان الدرماتيكي الرائع بانسحاب سوري من لبنان, بعد دهرعقيم من الجدال والسجال, والأخذ والرد في هذا الموضوع الشائك الذي أخذ الكثير من الوقت والجهد والمال,والذي يعتبر برغم أهميته القصوى ,انتكاسة وتراجعا للمشروع القومي البائد والمحتضر ,ومسمار في نعشه الذي يستعد كثيرون لقراءة الفاتحة والترحم عليه بعد تراجعاته الكبرى,وفشله الذريع في أكثر مكان من العالم. وقبل ذلك كله اختراق ملفت في"نيفاشا" وضع أحد أطول الصراعات جانبا .وسبق كل ذلك السماح بفتح تحقيقات بأثر رجعي لانتهاكات وخروقات لحقوق الإنسان جرت في فترة ما من تاريخ المغرب العربي .والإعلان أيضا عن انتخابات برلمانية في إحدى الدول الخليجية ,كان قد سبقها أيضا انتخابات بلدية في دولة عربية خليجية فاعلة وكبرى.وتخلى أحدهم أيضاعن طموحاته "الإمبراطورية الخضراء" بكل أدب وطاعة عمياء.ولكنه في ,النهاية, سيادة للمنطق وطبيعة الأشياء.ووجود الاعتراض هنا وهناك, يعني فيما يعنيه,نوعا من الديمقراطية والانفتاح, بعد قرون من فرض الوصاية, والإملاءات, وتغييب في الزنازين والأقبية, لأي نوع من المعارضات,والكلمة والقرار النهائي الذي لا يرد كان هو القادم من القصر الرئاسي وعرش السلطان.

إن هذه التغيرات التي قد تبدو,لوهلة قصيرة, بسيطة,وغير ذات قيمة,وعادية مقارنة مع ماتعيشه بعض دول العالم من "رفاهية سياسية",لكنها في الواقع تحمل مضامين كبيرة ,إذا علمنا حجم التطرف الذي كان موجودا في التعامل مع أي من تلك الملفات,والرفض المطلق سابقا لتقديم أية تنازلات أمام هذه الشعوب المنكوبة التي يجب أن تبقى دائما تحت الحصار,كما هو معروف ومعمول به في عرف الشموليات.ولكن لو سائل سائل من وراء كل ذلك ,وما الغاية من كل هذا الحراك,وهل يجري كل ذلك "ببراءة" ,وكلنا نعلم إجرام السياسات ولا أخلاقيتها واحتماءها وراء البراقع والشعارات؟والجواب أن هذا موضوع آخر ,يستلزم اتجاها آخرا في التحليل والحديث والبيان,وهو من الإسترسال بمكان لا يمكن مناقشته هنا.لكن نحن بصدد مايجري على الساحة الآن,ومايبدو ظاهرا ,ومهما بنفس الوقت للعيان.فمن المعلوم تماما, أن طريق الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة,وأول الغيث مطر,كما أن المحيط العظيم تصنعه قطرات الماء المتساقطة واحدة بعد الأخرى.وبداية تضعضع وانهيار الإمبراطورية السوفياتية بدأت باختراق بسيط لبعض المحرمات,وطرح لبعض الأسئلة التي حرمها الرفاق لعقود وسنوات.

إنه إذن بداية عصر"التحولات الكبرى" وسقوط التابوات والمحرمات, والسؤال الأهم الآن هل هي مقدمة "لانسحابات", سياسية ,واقتصادية ,واجتماعية ,و"أمنية" أكبر,وفي مجال حقوق الإنسان قادمة على الطريق في مستقبل الأيام؟ويتبعها تراجعات, وتنازلات في مختلف المجالات؟ وهل تُفتح أبواب المصالحات العامة بين الجميع,وتعود المياه لمجاريها وتتفجر ينابيع التواصل بعد سنوات المحل والجفاف و"العقود العجاف" وحالات الهجر ,والفراق والطلاق الذي ميز الحياة السياسية التي شابها العقم والجدب نتيجة لذلك؟ أم تبقى الأمور سائرة بحياء, وبوتيرة متباطئة, وعلى ماهي عليه إلى أن يحركها دوي انفجارات جديدة للتوماهوك ,وتحشدات في المضائق والخلجان لحاملات الطائرات؟هذا ما ستجيب عنه التطورات اللاحقة والساعات القادمات ,وإن كان البعض يحن "لأيام الزمان",ويرفض مغادرة حصونه,وأبراحه العالية التي يقبع, وانزوى فيها ردحا طويلا من الزمان. والتي بناها أيضا من عرق ,ودماء ,وآلام وعذابات الشعوب والمواطنين الفقراء,إلا أن أيام الرومانسية ,والمراهقة السياسية قد ولت ,وحل محلها عصر التعقل ,والتحكم بـ"الغرائز والشهوات والنزوات".
إنه عصر التحولات, والعجائب الكبرى في مرابع العربان , فتابعوه بترقب وصبر وإمعان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراث المخابرات في كتابات الأدباء
- إيــّـاك ....ثمّ....إيــّـاك
- ما قبـل العاصفـــة
- دســاتير برسـم البيـع
- مرشـــح رئاســي
- البقــــرة الحلـوب
- سقــــوط الرهانات
- سورية العظمـــى
- هل نحن أمة من الجهـــلاء؟
- دروس في الديمقراطيـــة
- الحـــــرب الإليكترونية
- بالـــونات الهواء
- مجانيـــن بلا حــــدود
- لوحــــة من الصحراء
- عندما يموت الكبــــار
- الموت على الطريقة العربية
- الفالانتاين ..........عيد الحب
- الديكتاتورية هي الحـــل
- العلمــــانية والعولمة
- طل الصيبيح ولك علوش


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - عصـــر التحــولات