أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - شُكـر على تعزيـــة














المزيد.....

شُكـر على تعزيـــة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1152 - 2005 / 3 / 30 - 12:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انفضاض مناحة القمة,والفراغ من مجالس المآتم والعزاء,وذرف الدموع,وخبو ضجيج الأحزاب الثوريات على إحدى القوميات ,التي انقرضت سلالتها في كل البلدان, وحضور آلهة السياسة المزمنين, وأولياء البيت الأبيض الحرام في "الأرض اليباب",وانتقالها من دار الفناء إلى دار البقاء,ودفنها قرب مقام وضريح الجامعة الذي عمره الصالحون الأتقياء, والتي كانت محجاً, وملاذا للمتسكعين على أرصفة السياسة, والطامعين بالخلافة والولاية على الأمصار, وسدنة الشعارات. وبعد انتهاء أيام الحداد الرسمي الثلاث,وبعد أن شبع الجميع لطما, ونحيبا, وولولة, وبكاء على أم اللاءات الشهيرات,وشقاً للصدور على المرحومة التي لاقت وجه ربها دون صالح الأعمال,والأعمار آجال ,ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وبعد أن حضر الجنازة لفيف من القادة والزعماء,والرؤساء,والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان,فيما تغيب بعض من أقرب المقربين والأصحاب والأحفاد, وقد تمت نعوتها في جميع وسائل الإعلام,وشُيعت في كل الفضائيات وعلى الهواء ,وألقى أحد شيوخ وعجائز القوميات خطبة عصماء في تعداد وذكر مساوئها,وشرّحها, وأخرجها من كل ملل القوميات ,ودعا أبناءها ,وورثتها الأشراف للصعود "للمجرات والفضاءات" والهروب من هذا الثوب المثير للشبهات.كما تم تشييعها بالإنترنت في موكب مهيب,ضم آلاف المقالات,ومئات الدراسات ,فيما تباكى عليها الصحّافيون الجدد-نسبة إلى الصحاف- محاولين نفخ الروح فيها ,وإعادتها إلى الحياة, ولكن مشيئة الله غلبت كل مشيئة ,ويد الله فوق أيديهم,وإذا حضر "القضاء" ضاق الفضاءِ,بعد ذلك كله نقول البقاء,والدوام لذي العزة والجلال.

وأشارت تقارير الطب الشرعي ,Forensic Reports , في تفسيرها لسبب الفناء والهلاك ,إلى إصابتها بالداء العضال ,الذي ليس منه شفاء ,أو براء ,وتمتعها بالعجز والشلل التام عن الحركة ,وعقم ولا جدوى كل المؤتمرات التي كانت تنحدر من سيء إلى أسوأ حين تلتئم الخلوات, وتدعو الضرورات.وأظهرت الدراسات المخبرية,والتشريح العام إصابة خطرة بتلف الدماغ,Serious Brain Damage .كما بينت مختلف التقارير إصابتها بكافة أنواع الجراثيم, والفيروسات, والبكتيريات, والأمراض غير القابلة للشفاء.هذا ولم تفلح كل مقررات القمة وأدلجة "الحكماء" ,والبلغاء, الفصحاء في إحراز أي تقدم حيال هذا الجسد المريض المتهالك التعبان, الذي أصيب بالفالج العام ,والتحلل والانقسام إلى فتات كثيرة, والقابلية الكبيرة للتشرذم والانشطار.

وقد جرت العادة عند أهلنا وأحبتنا في الشام ,وبعد انقضاء هكذا مناسبات,وكوارث سوداء, أن يقوموا بتوجيه شكر على التعزية ,وينشروه في وسائل الإعلام,تعبيرا عن الشكر والتقدير والثناء, لكل من قام بالواجب وقدّم مراسم العزاء, لذوي المأسوف على شيخوختها, ,والتي لم تقم بشيء يذكر خلال حياتها الحافلة بالخيبات والانكسارات,ولم تتحرك خطوة واحدة إلى الأمام حفاظا على ثوابت العقم والجدب وانعدام الإبداع, وإنا لله وإنا إليه راجعون.وبما أن المرحومة مقطوعة من شجرة,وليس لها أقارب في هذه الحياة, ولم يعد أحد يتمنى الانتساب إليها, والتكني باسمها, بعد أن كانت مصدر حياة واسترزاق لكثير من الثوار الأبرار,هانحن نوجه التحية والشكر لكل من شارك في هذا المصاب الأليم ,ولا أراكم الله مكروها ,ولا أفجعكم بحبيب عزيز وغالٍ.

ونشكر جميع من ساهم في إقامة سرادق العزاء, ودبلوماسيي المكوكيات العبثيات,ولجان الاختصاص ,وكل من حضرالمآتم ,وكتب المراثي من كتاب, ومفكرين, ومحررين, وساسة, ومحللين ,وكل من شاركوا بتعليقاتهم, ودبجوا المقالات ,وألقوا القصائد,والمعلقات في حفل التأبين ,وحضروا الدفن والوفاة.ولمن أرسلوا برقيات التعازي والمواساة ,وأكاليل المبادرات,وأطنبوا في سرد مناقب المتوفاة,وأعربوا عن عميق أسفهم,وشديد ندمهم لخسارة بيانات الشجب والاستنكار في المستقبل , وحزنهم الكبير لهذا المصاب الجلل.كما تعرب أوساط الفقيدة عن بالغ أسفها واعتذارها بآن,لعدم تمكنها من الرد على كل المعزين الكرام, واعتبار هذا بمثابة تبليغ وشكر شخصي للجميع.وعظم الله أجركم .

للفقيدة الغالية الرحمة ,وأَلْهم ذويها, والصحّافيون الجدد,وأيتام وأرامل كل القوميات,والشموليات, الصبر والسلوان.

والفاتحة على روحها "الطاهرة",ورحم الله موتانا, وموتاكم, يا شباب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الـــراعي والــذئب
- اكتشافات عظيمــة
- أغبيــاء بلا حــدود
- عندمــا يتأدب الجنرالات
- خلايـــا نائمـــة
- قمــة الهــــاويات
- مهمـة مستحيـلة
- حرب النكايات والضرّائر السياسية
- اللقمـــة السائغــة
- طوفــان الإنترنت
- ليل العــربان الطويل
- طغـــــاة بلا حـــدود
- المجتمعات الذكورية والفحولة الشمولية
- عصـــر التحــولات
- تراث المخابرات في كتابات الأدباء
- إيــّـاك ....ثمّ....إيــّـاك
- ما قبـل العاصفـــة
- دســاتير برسـم البيـع
- مرشـــح رئاســي
- البقــــرة الحلـوب


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - شُكـر على تعزيـــة