أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - على القـوائم السـوداء















المزيد.....

على القـوائم السـوداء


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1160 - 2005 / 4 / 7 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل أصبح حلما بعيد المنال أن نحقق اي إنجاز يذكر ,في أي مجال ,وأن نفوز, ولو بالميدالية "التنكية" الصدئة, والخشبية المرمية في القمامات,ولو في مباراة للزعيق والنعيق والصراخ والمهاترات و"الهوبرات" التي نتقنها بتفوق ضد فريق من الصم والبكم والخرسان؟ولم لم نستطع تحقيق الفوز حتى في مباراة واحدة لكرة لقدم؟وكان السقوط دائما مذلا ومعيبا ومدويا,والخروج مهينا,والهزيمة ماحقة نكراء,حتى أدمنا الانكسارات.وحين كان يتم تسجيل هدف بالتسلل ,وبمساعدة الحكم المرتشي ,كان يعتبره مشعوذو الإعلام,وكهنة السلاطين,وكذابو البلاط, فتحا كبيرا ويردوا هذا الإنجاز الذي لم يسبق له مثيل للقيادة التاريخية لأصحاب المعالي والشأن الطهراء الودعاء, يعادل اكتشاف البنسلين,واختراع الطباعة,وتبلور مبدأ الانشطار النووي,تلك الشواخص الباسقة ,والعلامات البارزة والمضيئة في مسيرة بني الإنسان.فإلى متى سيستمر تصدرنا بشرف لكل القوائم السوداء, التي تصدرها كافة المنظمات الدولية ,واحتلالنا الدائم "للمؤخرات", وذيل القائمة,ومكوثنا ,دهرا وقهرا, في الحضيض والقاع في كافة البيانات التي تتعلق بالتعليم,والطب, والعلوم, والاختراعات,وحقوق الإنسان ,ومستويات المعيشة المتدنية والمزرية,والديموقراطية ,والحريات, وحقوق المرأة ,واضطهادها المزمن ,والحياة السياسية الصحية,والانتخابات ,والتداول السلمي للسلطات.وفي كل فعلة نكراء وسوداء, يقول المحققون ,والباحثون عن الحقيقة فتش عن أيادي العربان, بعد أن وصلت مآثرهم إلى أربعة أطراف الأرض ,وسابع سماء. وتوارينا عن الأنظار خجلا كلما كان هناك منبر دولي ,أو سباق فيه حضارة ,وسمو وإبداع ,وفن وجمال,وانزواؤنا المزمن في الكهوف والجحور والأوكار. ونزعل,ونحرد, ونستشيط غضبا ,ونملأ الكون صخبا وضجيجا حين يشير أحد ما إلى خطأ هنا وهناك.فيما فشلنا في تحقيق أي فتح يذكر و"يبيض الوجه"لنتفاخر به أمام سكان الأرض. وظلت الأفعال السوداء والمخازي والدونيات هي أهم مايميزنا عن باقي خلق الله.

ويستمر الإعلام الرسمي بالإيحاء بالعفة والطهارة السياسية ,والاستقامةوالمنجزات الخلبية المفضوحة لهذه الأنظمة,وتصويرها على أنها هابطة مباركة من السماء,وهي التي سجلت العجز وراء العجز ,والإخفاق وراء الإخفاق ,والهزيمة وراء الهزيمة . ويحاول رسم صورة زاهية بيضاءونقية ,لا تشوبها شائبة للواقع المر الذي يجمع شتى المتناقضات ,ويحمل, بخطورة ,كافة أسباب الانفجار. وحين تتابع هذه الأبواق تعتقد نفسك أنك في الدول الاسكندنافية وتحمد الله وتشكره على هذه الحال في ظل الرعاية التاريخية للقائد المغوار,ورجاله الميامين الغر الأبطال.ولا يدري المرء السر الكامن وراء هذه السياسة التي لم تعد تنطلي على البلهاء.وتستمر عمليات المواربة والتدليس والرياء والنفاق, وكأن الناس مازالت تعيش في "الحقب الحمراء", وعصور التعتيم والظلام,وقلاع الإحكام والحصار,وظلوا يرفضون مبدأ المكاشفة والشفافية والمصارحة وقول الحقيقة حتى في أبسط الأشياء.ويحاول المرء جاها أن يبحث عن أي سبب كامن وراء هذا التفاؤل والخداع ,ولكن في كل مرة يصاب بالخيبة والخذلان.

فهاهو,وبالمختصر المفيد والمضغوط الشديد, تقرير آخر صادر عن هيئة دولية عليا ومختصة,وبعد دراسات مستفيضة لهذا الواقع البالغ السواد ,الذي تعيشه الملايين المغلوبة على أمرها, والتي وقعت غيلة في براثن هذه الشموليات الأبدية ,يبشر بالخراب والهلاك,والويل والثبور,وعظائم الأمور الآتية ,لا محالة, على العربان.وحذر من أن التداول القادم للسلطة في الدول العربية,قد يأتي عن طريق "العنف المسلح",وأشار إلى "العجز التنموي والقهر" الذي تعاني منه هذه الدول, مما سيعيق بالتأكيد أي عملية إصلاح ,أو نهوض حقيقية ,تحدث تغييرات جذرية سياسية, واقتصادية ,واجتماعية,وفي ظل استمرار "الاستباحة الخارجية" لثروات هذه الدول. كما أكد التقرير, أن القمع يشكل عائقا أمام أي نهضة عربية شاملة ,وأشار إلى أن تمركز كامل السلطات في أيدي ملوك ,ورؤساء منتخبين مدى الحياة, أدى إلى نشوءديكتاتوريات عسكرية ,أصابت الحياة بشكل عام بالشلل ,حيث لا شيء يتحرك,فيما عم الفساد نتيجة سيطرة السلطة, وأعوانها على مقدرات الحياة العامة ,وموارد الثروات وتمركزها في أيدي حفنة قليلة من الناس.وعرّج التقرير على الصلاحيات المطلقة لأجهزة الأمن والاستخبارات ,وتدخلها في كل كبيرة وصغيرة ,وتمتعها بنفوذ هائل ,وموارد لاتنضب ,حتى أصبح من الشائع إطلاق صفة دولة المخابرات على الدولة العربية المعاصرة.ويضع الدول العربية في ذيل القائمة لجهة حقوق الإنسان ,والمرأة,وأنظمة الحكم ,ونشر الثقافة,كما أدان استخدام الحكومات للدين كحجة للقمع.وهناك بعض الإشارات إلى الإحتلالات التي تعاني منها الأمة العربية,واعتبر أنه يمكن تفادي الكارثة القادمة, من خلال إطلاق عملية تاريخية سلمية, وعميقة, لتداول السلطة وإعادة السيادة لأصحابها الأكثرية في العالم العربي.

ومع الاحترام الشديد للتقرير ,وكاتبيه , وحامليه,ومروجيه,وبائعيه,والمتاجرين به في أسواق السياسات ,وبازارات الحكومات لتحقيق مكاسب سياسية ,وكسب مزيد من التنازلات.فقد علمتنا التجارب أنه كان يُستغل كثيرا للضغط على الحكومات أكثر من كونه لمصلحة المساكين والفقراء. وهو لم يأت بجديد,ولم ينجز المعجزات.وكل هذا الكلام سُمع وقيل آلاف المرات ويعرفه الجميع,وقد استفاض الزملاء الكرام كتابة في كل فرع من فروعه حتى جف المداد ,وانتهت الصفحات. ولو قلبنا الآن في كل المواقع والنشرات لأتينا على أكثر مما جاء به هذا البيان. والمشكلة الكبرى ليست هنا, ولكن من سيسمع وينفذ هذا التقرير .وإذا لم يتبن مجلس الأمن والثمانية الكبار "قرارات ملزمة" للدول بتنفيذ الإصلاح,كما هو الواقع في حالات أخرى حسمت فيها"قضايا مزمنة" خلال أيام , فستستمر حالة الركود والجماد إلى نهاية الزمان .وإذا لم يتحرك المبعوثون الدوليون مكوكيا لشرح بنوده ,وتفسيرها ,فلن يفهم فحواها"الشباب" .وسيكون مصير التقرير ,كما غيره, بيد عريف بالأمن,أو موظف مرتش يرميه ببساطة,وغير مأسوف عليه, في القمامة. ,أما السادة الطهراء, فلن يتجشموا عناء النظر إليه ,وإفساد متعة التسلط المزمن التي أدموا بها ظهور العباد ووضعوهم في أرذل وأسوأ حال,وهاهو التقرير الآنف الذكر يشير لهذا الواقع الأليم باستفاضة وإسهاب.والسؤال الأهم هل هذا الواقع المزري أتى عبثا ,ووصل إلى ما هو عليه بدون تخطيط ودراية من "أي كان"؟ أم أن وراء الأكمة ماوراءها؟وما هو سر هذه "الفرملة" الطويلة التي تعرض لها ,كل هذا الوقت, ومن الذي وضع قدميه على المكابح و"الدواسات"؟وهل من الضروري لكي تزدهر وتنمو بعض الدول "المستحدثة" أن يُنكب آخرون مدى الحياة؟وهل عرفتم الآن السر وراء رفض أية إصلاحات بعدما حُكم علينا ,مؤبدا, أن نبقى في أقبية الحضارات؟

هاهي أسماءنا موشحة دائما بالسواد ,وهاهو عمرنا الذي قصفه المتصرفون والولاة مكلل بالعتمة الكالحة الظلماء ,وهاهي جرائمنا النكراء ممهورة بنفس الألقاب ,وهاهو تاريخنا الأسود يكتب بنفس المداد, وهاهي حياتنا موصومة بالعار,وكل أفعالنا مصابة بالعقم والذل والهوان , و كل قصصنا مختومة بالحزن ,وبالكوارث,
والنائبات,والويلات . فاكتبوا اسماءنا,رجاء, ولو ليوم واحد في قائمة بيضاء, حتى في كشوف المسافرين ,بدون عودة, إلى بواطن الأرض الغوار ,وخلصونا, وأريحونا من هذه المشقة, وهذا العناء.

والحمد لله , دائما, الذي لا يحمد على "تقرير أسود" سواه.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصـاد المُـــر
- المـوت الرحيــم
- كـذبة نيسـان الكبرى
- موسـم إغـلاق الملفـات
- مجــــرد فكــرة
- شُكـر على تعزيـــة
- الـــراعي والــذئب
- اكتشافات عظيمــة
- أغبيــاء بلا حــدود
- عندمــا يتأدب الجنرالات
- خلايـــا نائمـــة
- قمــة الهــــاويات
- مهمـة مستحيـلة
- حرب النكايات والضرّائر السياسية
- اللقمـــة السائغــة
- طوفــان الإنترنت
- ليل العــربان الطويل
- طغـــــاة بلا حـــدود
- المجتمعات الذكورية والفحولة الشمولية
- عصـــر التحــولات


المزيد.....




- شاهد: إنقاذ سائح ألماني مسن سقط على جبل في جنوب إيطاليا
- أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يدعو لوقف حرب الإبادة في غزة ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- خبير مياه مصري: بحيرة فيكتوريا تحقق أعلى منسوب في تاريخها
- طريقة مبتكرة لجعل البطاريات أرخص وأكثر كفاءة
- الشرطة تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا من الطلاب ...
- القسام تنعى شهداءها بطولكرم ومظاهرات غاضبة تطالب المقاومة با ...
- تحذيرات من كارثة صحية غير مسبوقة في غزة ومخاوف أممية من -مذب ...
- حالة طوارئ طبية -غامضة- تصيب عشرات الركاب في رحلة جوية
- بالفيديو: أمطار غزيرة تتسبب بمقتل العشرات في البرازيل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - على القـوائم السـوداء