أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - موسـم إغـلاق الملفـات














المزيد.....

موسـم إغـلاق الملفـات


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1154 - 2005 / 4 / 1 - 08:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تتوالى الخطوات التي انتظرها الجمهور والمتتبعون للمشهد السياسي في خضم الأحداث المثيرة والمتتابعة التي جرت بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري,والتي أحدثت هزات سياسية كبرى مانزال نشعر بارتداداتها القوية بشكل ملموس.فقد تم الإعلان منذ فترة قريبة جدا عن السماح لكافة المغتربين السوريين الذين لا يمتلكون جوازات سفر بتجديد جوازات سفرهم, بغض النظر عن الأسباب التي حالت دون تجديدها سابقا,ولكن هذا القرار الإيجابي سرعان مااصطدم بعقبة إدارية وروتينية مالية ,وذلك بضرورة دفع رسوم الإغتراب عن كافة الفترة الماضية, وبأثر رجعي .وهذا مايؤكد المقولة الدائمة بأن كل قرار بحاجة لعشرات القرارات لتنفيذه,ومن ثم تضيع الأمور في متاهات القرارات.وهذا ما أفرغه فعلا من مضمونه السياسي والإنساني,فيما اعتبره آخرون تراجعا بطريقة ما عن القرار ,وعودة للأساليب التعجيزية القديمة,ووضعا للعصي في عجلات تحقيقه,وتطبيقه , كون الغالبية العظمى لا تملك هذا المبلغ ,وهي في أوضاع مادية مزرية لا تساعدها على التوفير ,ولا على التمتع بأي فائض مالي في جيبها ,وخاصة أولئك الذين يعيشون في بلدان ترتفع فيها مستويات المعيشة والإنفاق.

كما تم الإعلان أمس عن إطلاق سراح ثلاثمئة وإثني عشرمعتقلا من "المواطنين"الأكراد الذين قبض عليهم على خلفية تلك الأحداث المؤسفة, والأليمة التي وقعت في آذار مارس من العام الماضي,في مدينة القامشلي.وتعتبر هذه البادرة واحدة من المبادرات الكثيرة والمنتظرة, والتي من شأنها أن تعزز الوحدة الوطنية,وتقوي الوضع الداخلي في خضم هذه العواصف العاتية التي تحيق بالمنطقة حاملة معها, وبشكل أكيد, رياح تغيير لا تبدو ملامحها واضحة حتى الآن, وما هو الهدف الأخير والغاية منه في نهاية المطاف,وهل سيكون في مصلحة هذه الشعوب ,أم تعود إلى سيناريوهات الألم والمعاناة؟لاشك بانها مبادرة فيها شيء من الإيجابية, ولو جاءت متأخرة,وبغض النظر عن الدواعي والأسباب التي أدت إليها ,والتي لم تكن سارة في مطلق الأحوال.وأثبت هذه الخطوة عقم العلاج الأمني ولا جدواه في التعامل مع هكذا مشكلات .ولنا في التاريخ القريب مثل ,حيث أدى قصف المدنيين بالكيماوي إلى زوال حامل السلاح,وبقاء المدنيين العزل الذين خرجوا في النهاية منتصرين وأقوياء,فهل في هذا عبرة لأولي الألباب؟ وظل الحل الأمني دائما مقدمة لمزيد من الخطر ,والتوتر,والانفجار,ولا يدري المرء لماذا يكرر البعض نفس السيناريوهات؟ولقد أثبتت التجارب التاريخية أن الحلول الأمنية جلبت معها دائما بوادر النهاية والفشل لكل من حاول اللجوء إليها.وقد انهارت إمبراطوريات مرعبة,ودول كثيرة,لجأت لهذا الأسلوب العقيم والأحمق ,في التعاطي مع مسائل جوهرية وحيوية,ورغم أن تلك الكيانات كانت تقوم برمتها على دماء المعتقلين والتصفيات,ولكنها وجدت نفسها فجأة أمام الزوال.

لقد عبّر البعض عن عدم أهمية هذه المبادرات الآن, والتي لا تعكس رغبة في طي الملفات الكثيرة المفتوحة,بقدر ما تحاولالمناورة وكسب التأييد والدعم ,والتي هي في النهاية لمصلحة بقاء النظام ,وليس من أجل الاستحقاقات بحد ذاتها,وكونها أتت بعد تزايد الضغوطات الدولية, ووقوف البعض في موقف الدفاع عن النفس ,وهو بحاجة للتخلص من كثير من الأحمال ,والأثقال, والأوزار للانطلاق بسرعة في محاولة لرأب التصدعات التي ظهرت على السطح بشكل موغل في البشاعة والفجاجة. وقد قلل آخرون من شأن هكذا خطوات ترافقت مع الضغوط الدولية مالم يتبعها خطوات "أكثر إثارة",وربما كان الوقت حتى أيار مايو لإتمامها بعيدا جدا ,واعتبروها انحناء ريثما تمر هذه الضغوط وبالتالي لايعول عليها كثيرا,وهي ليست من طبيعة النظام الأساسية. ولكن ومهما يكن من أمر هذا الكلام وغيره, فإن هذه الخطوة, مع خطوات أخريات مطلوبة , تقوي وتعزز ,ولا شك, الموقف الداخلي المطلوب حاليا أكثر من أي وقت مضى,وتزيد من مناعته لتجاوز الأزمة الخطيرة التي لم تشهد البلاد مثيلا لها في تاريخها الحديث.وتعتبر الجبهة الداخلية القوية هي خط الدفاع الأخير,في مواجهة أية تهديدات خارجية.وقد أصبح يقينا دامغا وساطعا ,أن كل الحلول الإقصائية والتعسفية,والأجهزة الشيطانية الرهيبة لم تحم أحدا ,وكانت عاملا في فناءه قبل أن تكون عاملا في بقاءه,وإن حافظت عليه بعض الوقت ,فإنها لم تستطع أن تحافظ عليه كل الوقت .وأن من يبني الأوطان ويحصنها هي مبادئ العدل والديمقراطية والمساواة,لا الأجهزة التي تسرطنت وتورمت وحولت البلاد إلى مملكة للبؤس والفساد.

هناك الكثير من الملفات السياسية المزمنة المفتوحة وفاغرة الأفواه,والتي ماتزال بانتظار الحسم, والإغلاق النهائي وسحب الذرائع من أي كان لدس الأنوف الماكرة في الشأن الوطني الخاص.فالمصالحة الوطنية الشاملة الكبرى,ومع كل الفرقاء, هي خط الدفاع الأخير أمام احتمالات الطوفان.وحتى تأتي الخطوات اللاحقة المطلوبة, التي ينتظرها الجميع بترقب واهتمام ,فكل ملف يغلق,هو سد لثغرة في الجدار الذي ضعضعته السنوات العجاف.

والأهم من ذلك كله ,لا ينكر أحد, أن مايحصل في المنطقة ,هو جزء من مخطط شامل ,قد يكون الشرق الأوسط الكبير أحد تأويلاته السريعة ,تمهيدا لإعلان إسرائيل الكبرى,في خطوة تالية.ولذلك,ومن نافل القول والتذكير أيضا, فإن للدول الكبرى,في نفس الوقت,أجندتها الخاصة ,ورؤيتها و"ملفات شائكة" تريد هي أيضا إغلاقها مرة واحدة وإلى الأبد ,وقد تقف عثرة في طريق مشاريعها الاستراتيجية.وهذا يجب ألا يغيب عن بال ِكل من يقلب في الملفات الكثيرة الموجودة على الطاولة.

أنه موسم السباق الكبير,بين الجميع, في لعبة إغلاق الملفات,الشائكة,والمزمنة.فمن يغلق لم



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجــــرد فكــرة
- شُكـر على تعزيـــة
- الـــراعي والــذئب
- اكتشافات عظيمــة
- أغبيــاء بلا حــدود
- عندمــا يتأدب الجنرالات
- خلايـــا نائمـــة
- قمــة الهــــاويات
- مهمـة مستحيـلة
- حرب النكايات والضرّائر السياسية
- اللقمـــة السائغــة
- طوفــان الإنترنت
- ليل العــربان الطويل
- طغـــــاة بلا حـــدود
- المجتمعات الذكورية والفحولة الشمولية
- عصـــر التحــولات
- تراث المخابرات في كتابات الأدباء
- إيــّـاك ....ثمّ....إيــّـاك
- ما قبـل العاصفـــة
- دســاتير برسـم البيـع


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - موسـم إغـلاق الملفـات