الأسئلة الصعبة .. حول الأنسان - البسيط - .. نلسون مانديلا

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 17:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

1- لماذا لم يخرج نلسون مانديلا شاهرا سيفه على الناس .. بعد خمسة وعشرين عاما من النضال المرير .. وخمسة وعشرين عاما من السجن الأنفرادي والأشغال الشاقّة ؟
2- لماذا شكّك المراقبون الدوليون بنتائج الأنتخابات التي جرت في جنوب أفريقيا بعد سقوط نظام الفصل العنصري ، عندما أظهرت نتائج فرز الأصوات في مدينة " سويتو " ( قلعة السود المضطهدين ، وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ) .. حصول ممثلي " البيض " على عدد كبير من أصوات الناخبين " السود " فيها . ومنعا للطعن في نزاهة الأنتخابات ، والتشكيك في مصداقيتها ، أبلغ مانديلا المراقبين أنه حين علم بان " البيض " لن يتمكنوا من الحصول على العدد الكافي من الأصوات التي تؤهلهم للمشاركة في الحكم ( ضمن النظام الجديد ) ، فأنه طلب من أنصاره .. في معقله التاريخي ذاك .. أن يصوّت بعضهم للبيض ، ومعادلة الكفّة .. وذلك لكي لا تعمل نتائج الانتخابات على إقصائهم وتهميشهم ، وخسارة جنوب أفريقيا " الجديدة " لخبراتهم وثرواتهم ، وقبل كل ذلك للسلم والتماسك الأجتماعي .. في بلد كان مليئاً بالجلادين والضحايا .. ولا شيء آخر .. وأصبح كلٌ منهم في مواجهة الآخر الآن .. ولا شيء آخر . ؟
3- لماذا لم يخرج نلسون مانديلا يوما .. ( ولن يخرج أبداً ) .. في لقاء تلفزيوني .. ليتحدث عن الظلم الذي لحق به وبشعبه وعرقه وحزبه .. وعن الدماء والعسف والأهانة الممنهجة .. وهدر الكرامة البشرية .. والقتل المنظم .. في ظل دولة الخوف السابقة ؟
3- لماذا يظهر نلسون مانديلا .. دائما .. وهو يبتسم .. ليشيع من حوله روح التسامح والحب .. ويمنح الأنسان .. على امتداد هذه الأرض .. مثالا على أن الكراهية لا تحقق النصر لأحد .. وأنها لن تلحق الهزيمة إلا بصنّاعها .. المهزومون سلّفاً ؟
4- لماذا لا يتصرّفُ قادتنا ، وزعماؤنا " الجدد " بهذه الطريقة ؟ ولماذا لا " نكرههم " رغم ذلك ؟ ولماذا نصدّق أن جميع مصائرنا معلّقةٌ بتاريخهم الرثّ .. وسلوكهم الرث .. وعقليتهم الرثة ؟
5- لماذا يحدثُ كلّ ذلك هناك .. ولا يحدث ُ شيءٌ منهُ هنا ؟
عزيزي المواطن العربي . ليس شرطا للنجاح ... أن تكون إجابةُ " القطيع " وافية عن جميع الأسئلة . فقط إضغط على " الأنظمة الجديدة " .. و " الدول الجديدة " .. و " القادة الجدد " و " السلاطين الجدد " .. الوارثون لـ " الرعاة " المستبدّين " السابقون " .. في " المراعي " العربية " القديمة " .. وأترك أجابتك .



( المقال من وحي ماورد في " العمود الثامن " للأستاذ علي حسين . جريدة المدى . العدد 2775 في 14-4-2013 )

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل