قسمتنا من الإرث

نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4062 - 2013 / 4 / 14 - 13:03
المحور: الادب والفن
    

المجذّفون في العاصفة صوب ايثاكا ، يؤمنون بمشيئة الله في نصرتهم على
استعادة إرثهم الذي حُرموا منه ، لكنّهم يخشون ميوله التوفيقية في اغراق
مراكبهم . طفرات متماثلة في وصية الميت ، اشتقّوا منها مقتطفات وجنوا
على أنفسهم ، وايثاكا الآن تفرّق بين الأب وابنه ، وبين الحلم والرحلة ،
وكلّ ما فيها يقبس خرائبه في طرق الغوّاصات ، ولا إمكانية لارجاع
الغريق . اللامتعيّن يصفو بينه وبين سرّه ، والإرث المجيد الباقي ، اللثام
الذي يحجب توجّسنا من المغامرة ، ونحن نتعجّل ربطنا الشاة الى الحافّة
الأخيرة للطبيعة . يأسنا يسيل على ثمرته المتعفّنة ، وما يؤخذ أثناء موافاته
لمنيّته ، يخلو من الخيّر ويحلّ نفسه عن قسمتنا من الإرث .




الحبّ ...





أيَّة منفعة تحدونا في نومنا الطوعي بالشراك المتضوّرة ؟ هل ينفحنا
الحبّ بتضوّعه ونحن نترّصد الألم في أرض خلو من الإشارة ؟
تغمرنا الطبيعة بقسط وافر من غبار العائق ، ونلزم أنفسنا بالرضوخ
لشروطها المجحفة في تضحيتها بنا ، وكلّ ما نأمله يعفينا من انتظاره
ويتحوّل الى هوّة جافّة . أجيال انفجرت في فوران تناغمها ، وأجيال
أخرى ستأتي ، والمرض يزداد ضراوة في ما تمليه علينا أوهامنا .
الحبّ أنانية قصوى وإلحاق جريمة بمن نحبّهم . فعل تكفير عن ذكرى
الرضاع ، والحظوة بمن نأسرهم في تلاشي أحلامنا المضلَّلة ، فوضى
خسارة فادحة تتحرّك في عوالم ما يفلت منّا .






مزايا شريفة ...





يرشّح تجّار التوابل ملكهم في اقتراع سرّي ، ويهجمون على أسرّة
بناتنا النائمات . يقتلون الأكبر سنّاً ولا يقدّمون لنا أيّ من سلعهم .
خسارة أخرى نتلقّاها من الذين يفوقوننا ثروة ، لكن منتجاتنا رذيلة
ونحن نتجشّم عناء صونها عن الغير . صادراتنا من الحجارة الكريمة
نوزّع ارباحها على الفقراء ، ولا ندّخر شيئاً لأطفالنا الذيم يتأرحون
من الجوع في الجانب الآخر من الشاطىء ، وأسرى معاركنا الذين
حكمنا عليهم بالزواج من الأشجار في ريفنا ، يضاربون في يأسهم
ولا تهمهم العودة الى ديارهم أو الى من يدفع عنهم الفدية . رذائل كثيرة
تشوب معاملتنا حين نقتل الأمراء اللصوص في الغروب ، ولا مزايا
شريفة نحصل عليها في ردّات الفعل . السعادة . المسكن . التفاؤل .
الطمأنينة . أشياء جماعية نحاول فيها أعطاء حياتنا معنى ونحن نطيح
بالتجار الموتورين الذين يتخبَّطون في تلف توابلهم .

#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات