أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - هل نحن أعشاب بشرية؟














المزيد.....

هل نحن أعشاب بشرية؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 23:05
المحور: كتابات ساخرة
    


ليست هناك دولة في العالم تواظب على استعمال حضارات وآثار باطن الأرض لغرض خدمة جنسٍ واحد سوى دولة إسرائيل!
فحضارات باطن الأرض في كل الأرض ملك للإنسانية جمعاء، فهي تُثبتْ تلاقُح الحضارات وامتزاج الأجناس، ولا يُستعمل تراث وحضارات باطن الأرض إلا لتعزيز التواصل بين الأجناس ودراسة حضارات مَن سبقونا من الأجيال الغابرة، ولا يجوز استعمال هذا التراث لخدمة العنصرية والتمييز العرقي!
فالتراث والحضارات وسائل ربط بين الأعراق والأجناس، ولا يحق لإسرائيل أن تستعمل هذا التراث فقط صكوك طابو لأرض إسرائيل !
فما تزال قوافل الأثريين في إسرائيل يعملون ليل نهار، وهم يقودون جرَّافات الحركة الصهيونية، ويحملون معاول الأصولية الحريدية اليهودية،ويضيئون أماكن الحفريات بمشاعل من كُتب الشريعة الصفراء التي كتبها متعصبون للعرق والجنس النقي!
فقد نشرت صحيفة الجورسلم بوست تحقيقا يوم 10/4/2013 حول اكتشاف حمام طقسي يستعمله الأصوليون للتطهير يسمى (المكفا) أثناء تشييد طريق في مستوطنة كريات مناحم في القدس، وقد قرر الأثريون إنه يعود لعصر الهيكل الثاني في القرن الثاني الميلادي، وأنه كان مخصصا (لمستوطنة) يهودية في المكان وفي التاريخ السابق!!!!!
وأكمل الصحفي دانيال إيزنبود هذا الخبر وقال:
إن هذا الاكتشاف سوف يصبح مَعلما تراثيا يجلب ملايين الزائرين لمستوطنة كريات مناحم في القدس!!
هكذا تمكن الأثريون الحكوميون الإسرائيليون من جعل باطن الأرض أيضا يخدم ظاهرها، ليدعم رواية المحتل، ويُبطل كل أوراق السكان الفلسطينيين الذين ولدوا فوق سطح أرضهم من سلالة آبائهم الذين تستقر بقايا عظامهم في الموقع الأثري نفسه، وربما أعمق من الحفريات بكثير!!
وهكذا تعمل سلطة آثار إسرائيل بتناغُم مع حركة الاستيطان لتعزف الجوقةُ لحن أرض إسرائيل، ضمن أوبريت أرض الميعاد!!
وفي الوقت نفسه، وفي المساحة الجغرافية نفسها تقوم جرافات فلسطينية، ترفع علم فلسطين بتخريب مواقع أثرية في غزة، بحجة أنها ضرورية لرجال المقاومة، وتصلح مخازن لأسلحتهم ، أو أنها تُخفف ضائقة السكن!
ويبدو أن هدمنا وتخريبنا وتجريفنا لآثارنا الفلسطينية يعزف لحن إسرائيل السابق، وإن كان يبدو بعيدا، فنحن حين نزيل من غزة المواقع الأثرية البيزنطية والرومانية بالجرافات كما حدث في معظم المناطق الأثرية، مثلما فعلنا في آثار شاطئ بحر دير البلح، عندما استولى كثيرون من ذوي النفوذ على تلك الأماكن ليقيموا فيها منتجعات لعائلاتهم، وكنتُ أبكي وأنا أرى الجرافات وهي تدمر الفسيفساء البيزنطية في المكان نفسه في منتصف تسعينيات القرن الماضي،؛ فإننا نعزف لحنهم بدون أن نشارك في جوقتهم الغنائية، فهم يدعون بأن كل ما تحت الأرض هو من إنتاج سلالتهم فقط، وليس للبيزنطيين والرومانيين والعرب أي أثر فيه، فنحن نوثِّق نظريتهم بتجريفنا للآثار الرومانية !!
وهانحن اليوم في غزة أيضا نرى الجرافات مرة أخرى تدمر بقايا آثار رومانية أخرى تدحض عقيدتهم تقع شمال مخيم الشاطئ في غزة!
وكأن جرافاتنا تقول للباحثين الإسرائيليين،
اكتشفوا وغيروا ورسخوا ما تزعمون أنه تاريخكم في عقول أطفالكم، أما نحن فسوف نساعدكم لأننا نقوم بمحو التاريخ الحقيقي لأرضنا، وهو التاريخ الذي لا يشير إليكم وحدكم ولا إلى جنس بعينه، بل يشير إلى كل الحضارات المتعاقبة والمتلاقحة والمتزاوجة، أخشى أن تصل رسالتنا للعالم أيضا بصورة أخرى:
وهي أننا فقدنا ذاكرتنا ولم نعد سوى هياكل إنسانية وأعشاب بشرية!!!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الشعب اليهودي
- ربيع رجال القانون في مصر
- اعترافات شاليت الأبله معشوق إسرائيل
- من يزرع عنصرية يجن كرها
- أقلام الجنك مايند
- أوباما وحجارة سجيل إسرائيل
- طوبى للجراد والمكرونة والفول
- صراع حزبي على وزارة التعليم
- مبروك حكومة المستوطنين الجديدة
- كمبيوتر الضحية صار ملكا لك
- عصر المعلومات لا الطائرات والغواصات
- قصص نساء نجسات
- شعوب التربل إكس لارج
- هل سفراؤنا في الخارج ياقوت أزرق؟
- ضحايا الربيع العربي المعري وطه حسين
- لماذا تكرهون العودة إلى مدارسكم؟
- لماذا يعتذرون دائما لإسرائيل؟
- الامتنان والشكر لهاتفي المحمول
- تمييز جيناتي في القدس
- من باسمين إلى عابسين


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - هل نحن أعشاب بشرية؟