أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أوباما وحجارة سجيل إسرائيل














المزيد.....

أوباما وحجارة سجيل إسرائيل


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4039 - 2013 / 3 / 22 - 18:37
المحور: كتابات ساخرة
    


يزور الرئيس الأمريكي باراك أوباما إسرائيل لأول مرة بصفته رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، هذه الزيارة التي استثارتْ همم المحللين والمتابعين وفقهاء السياسة والفضائيات وكل الإعلاميين وحرضت خيالاتهم وأثارت تنبؤاتهم وأحلامَهم، ليست سوى زيارة هدفها النهائي هو ( إعلان التوبة) أو تصحيح الأخطاء التي ارتكبها الرئيس الأمريكي في حق حسناء دول العالم ( إسرائيل) التي ما تزال تملك حق الفيتو في كل الأمور والمجالات، وحق الفيتو الذي تملكه إسرائيل أقوى من حق فيتو مجلس الأمن، فهي تملك حق الفيتو على كل ما يتعلق بتاريخها وبأمنها وبأفعالها المدنية والعسكرية!
من الواضح أن أوباما قرر أن يتوب عن بعض تصريحاته السابقة، والتي قالها بدون التنسيق مع اللوبي اليهودي في أمريكا وإسرائيل منذ أربعة أعوام، فقد ظلَّ أوباما مُطاردا من قبل هذا اللوبي، لأنه بدأ مسيرته الأولى في الرئاسة بزيارة (جامعة القاهرة) يوم 4/6/2009 ، وهناك ألقى خطابه التاريخي في الجامعة العربية العريقة، حينئذِ انهالت علية حجارة سجيل إسرائيل، ففتحوا يومها ملفاته، وأعادوا له اسمه (حسين) وبدؤوا يطاردونه صباح مساء، فهو يُظهِر غير ما يُبطٍن، أخطأ في حق ملكة جمال دول العالم فقال في خطابه في جامعة القاهرة:
" لا يُمكن الإقرار بشرعية الاستيطان والاحتلال"
ولم يكتفِ بذلك بل قال أيضا قولا آخر لم ينتبه له إلا الإسرائيليون:
" إن إسرائيل أقيمت بسبب الهولوكوست الذي أباد ستة ملايين يهودي على يد السفاح النازي هتلر"!!
وكعادة إسرائيل فقد (علَّبتُ هذين الخطأين في درج ملفاتها) وشرعت في مطاردة أوباما في كل مناسبة، حتى أن حامل لواء الراية الحمراء في وجه أوباما رئيس أطول الحكومات في إسرائيل بعد بن غريون؛ بنيامين نتنياهو(بيبي) أعلن الحرب على أوباما في كل المحافل اليهودية، وشرع اللوبي في مطاردته أينما حل وارتحل!!
حاول نتنياهو في البداية أن يرد على زيارة أوباما لجامعة القاهرة، فقام نتنياهو نفسه بزيارة جامعة بار إيلان الجامعة التي ترمز إلى الحركة الصهيونية، وألقى فيها أيضا خطابا تاريخيا يحدد شروط قبول دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ويرد على أخطاء أوباما في حق فريضة الاستيطان الدينية السياسية، ودعوته بانسحاب الجيش من الضفة الغربية. وألقى نتنياهو خطابه بعد عشرة أيام فقط من خطاب أوباما أي يوم 14/6/2009 وقال:
لقد انسحبنا من غزة، وكانت النتيجة آلاف الصواريخ على سديروت!!
أما اليوم 22/3/2013 فقد قدم أوباما اعتذاره عن تصريحاته السابقة كلها، ولا سيما عن تصريحه بخصوص إقامة دولة إسرائيل بعد الهولوكوست، فقد ركز كل أقواله في هذه الزيارة على أن إسرائيل هي أرض اليهود الموعودة منذ ثلاثة آلاف وخمسمائة عام، وهي أرض الميعاد، كما أنه لبس الكيبيا، طاقية المتدينين وزار قبر هرتسل ورابين، وختم برتوكولات التوبة بزيارة النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست(ياد فاشيم) وهناك صحح أقواله السابقة وقال وهو ينظر إلى جبال القدس بصحبة الحاخام الأكبر لياد فاشيم إسرائيل مائير لاو:
" لم تقم إسرائيل بسبب مجازر الهولوكوست، بل أقامتها دولة إسرائيل ذات الجذور التاريخية العميقة"!!
ولم يكتفٍ بذلك ، بل ردد القسم الذي يُقسمه كل جندي وضابط في جيش الدفاع عند حائط المبكى:
"الهولوكوست لن تحدث مرة أخرى"!!
إن الملفات الحقيقية لهذه الزيارة لن تظهر إلا بعد سنواتٍ طويلة!!
فمن يحضر معتذرا ونادما على ما فرط في حق إسرائيل، فإنه بالتأكيد سيدفع الثمن مقابل صك الغفران، ولعل الثمن سيكون –ربما- حربا على إيران، أوعدوانا على سوريا ولبنان، وربما يكون أيضا تعزيزا للاستيطان بخاصة في الضفة والقدس والعيزرية وسلوان، وربما يكون بشيكات لتعزيز منظومات الدفاع الجوي، ومنظومات الفايروسات الإلكترونية!!
أما أغاني السلام، وموسيقى العدل والديمقراطية، وسيمفونيات المفاوضات التي ترددها الفضائيات العربية، ويعزفها السياسيون، ودهاقنة التحليل السياسي في فلسطين، فلن تكون إلا إيقاعات حالمة، تصلحُ أن تُعزف قبل النوم، بشرط أن يتناول الفلسطينيون قبلها جرعات كبيرة من الفاليوم المخدر، منتظرين رئيسا أمريكيا جديدا، أو رئيس وزراء إسرائيليا جديدا لا يلبس ملابس نتنياهو !!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوبى للجراد والمكرونة والفول
- صراع حزبي على وزارة التعليم
- مبروك حكومة المستوطنين الجديدة
- كمبيوتر الضحية صار ملكا لك
- عصر المعلومات لا الطائرات والغواصات
- قصص نساء نجسات
- شعوب التربل إكس لارج
- هل سفراؤنا في الخارج ياقوت أزرق؟
- ضحايا الربيع العربي المعري وطه حسين
- لماذا تكرهون العودة إلى مدارسكم؟
- لماذا يعتذرون دائما لإسرائيل؟
- الامتنان والشكر لهاتفي المحمول
- تمييز جيناتي في القدس
- من باسمين إلى عابسين
- جنرالات الإعلام في انتخابات إسرائيل
- بوابات شمس الحرية في فلسطين
- إمارة سهول الوئام لإنهاء الانقسام
- هواة جمع اللايكات
- جيش الدفاع رجس من عمل الشيطان
- عن الغجر والدروز والثمانية وأربعين


المزيد.....




- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أوباما وحجارة سجيل إسرائيل