أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - هواة جمع اللايكات














المزيد.....

هواة جمع اللايكات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 09:57
المحور: كتابات ساخرة
    


لكل عصرٍ سماتُه وهواياته ، فقد كانت لنا في القرن الماضي هواياتٌ انقرضتْ في هذا القرن، فقد كان معظمُ الشباب منذ نصف قرن أو أكثر مولعين بجمع الطوابع البريدية لدول العالم، وكان الهواةُ يتبادلون طوابع الدول المُكرَّرةَ فيما بينهم ليضموها إلى إلبوماتِ طوابعهم، وكانوا يفخرون بهذا الجمع، حتى أن رفيقا لي كان يضع طابع البريد لكل دولة من الدول في إلبومه، ويكتب نُبذة عن الدولة ورمز طابعِ بريدها، فكانت الهوايةُ مفيدةً تُعلّمُ وتُثقِّفُ.
وكانت هناك هوايةٌ أخرى وهي مراسلة الأصدقاء، وكانت الصحف تنشر أسماء وصور وعناوين الراغبين في مراسلة الأصدقاء في كل أنحاء العالم، وكان كثيرون يتبادلون الرسائل مع شخصياتٍ عرفوها من خلال إعلانات الجرائد والمجلات، وكانوا يتعلمون أيضا منها، بتحسين خطوطهم وأساليبهم ليظهروا بالمظهر اللائق، وما أزال أذكر صديقا كان مولعا بمراسلة صديق مغربي، ظلَّ مواظبا على استشارة أصدقائه في رسائله التي ينوي إرسالها للصديق المغربي، وكان يقوم بتعديلها مراتٍ عديدةً، وهذا تعليمٌ وتدريبٌ على الكتابة والأسلوب!
ثم انتشرت في القرن الماضي أيضا هواية جميلةٌ أخرى، وهي الاحتفاظ بمفكرة يُسجِّل فيها صاحبها تعليقات أصدقائه بخطهم، وبخاصة قبل انتهاء العام الدراسي، وكانت المفكراتُ أجملَ الهدايا، وكان لبعض هذه المفكرات قفلٌ نحاسيٌ ظريف!
أما هوايات جيل الألفية الثالثة، فلعلَّ أبرزها اليوم هوايةَ جمع (اللايكات) من كلمة لايك(LIKE )الإنجليزية التي تعني أحبَّ، وهي الكلمة الشهيرة في مواقع التواصل الفيسبوكي والتي تلي نشر صورة جديدة أو تعليق أو خاطرة لمنتسبي شبكات التواصل، وعندما كنتُ أحاول معرفة مدى استفادة الجيل الجديد من هذه المواقع هالني ما رأيت، فمعظم التعليقات والصور التي تحظى بعدد كبير من لايكات المجاملات، هي أشياء تافهة لا تُعلم الأجيال، بل إنها تُفرِّجُ عنهم ضائقتهم، وتنفِّس احتقانهم على شاشات الكمبيوتر، وليس في المجال العملي المُنتج! ومن أخطر آثارها أنها تدفعهم إلى الغرور والاستعلاء أيضا، فقد قال لي أحدهم بأن ما كتبه (حصد) مئات اللايكات وعشرات التعليقات!!
كما أن هذه الهواية ترمي إلى تحطيم اللغة العربية، واستبدال حروفها بحروف إنجليزية، ومزجها بكلمات دارجة ومنحوتة بصورة ارتجالية، مما يدفعني للقول بأن ما يحدث في كثير من صفحات الإنترنت جريمةٌ بشعة في حق لغتنا العربية، وفي حق أبنائنا الذين لن يمرّ عليهم وقتٌ طويل إلا وينسون هذه اللغة والكتابة بها، حينئذٍ تتحول اللغة العربية من لغتهم الرئيسة، إلى لغة ثانية، وهي قد تحولت بالفعل عند كثيرين!!!
كما أن انتشار المجاملات في شبكات الإنترنت أمر لا يقل خطورة عن تحطيم اللغة، فمعظم شاربي أرجيلة الفيس بوك ولاعبي نرد التويتر من رواد مقاهي الإنترنت، لا يبحثون إلا عن أنفسهم في الشبكة، ويودون أن يبرزوا فيها تعويضا عن إحباطهم وعجزهم، لذا فإنهم يبحثون عن أمثالهم ونظرائهم، يجاملونهم ليحصلوا بعدئذٍ على ثمن مجاملاتهم عددا من التعليقات، أو اللايكات، وهم يقاطعون كل مَن لا يُجاملهم، ويشاركهم شرب أرجيلة التويتر، وفصفصة مكسرات الفيس بوك ولنكدين وغيرها من مقاهي الألفية الثالثة!!!
لعل أخطر الآثار الجانبية لهذه المقاهي مضافا إلى ما سبق ، هي أنها تحاول صياغة الجميع في بوتقةٍ واحدة، لهدف تطويعهم ، ثم تسييرهم وفق إرادة الأقوياء!!
وسأظل أردد: (( ويلٌ للزمنِ الذي لا يَشُذُّ فيه إلا القليلون))!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيش الدفاع رجس من عمل الشيطان
- عن الغجر والدروز والثمانية وأربعين
- في الفقه الحزبي العربي
- مرض القهر المدرسي
- متلازمة ليبرمان المرضية
- قصة عرس بومتين
- لجام الحصان الفلسطيني المسروق
- المدارس والتعليم يا عرب
- العرب بين تليد وجديد
- بيانات القصف اللغوي
- إفلاس البربوغندا الإسرائيلية
- اتحادات حزبية لا ثقافية
- مناظر غزية من الحرب
- مختارة غجر فلسطين
- رئيس بلدية القدس أنت عمري
- بطون وذبائح
- انقراض صحف اليسار في إسرائيل
- من فوهة إعلام إسرائيل
- النسل الوطني المشوه
- تصفيقات أم صفقات في الأمم المتحدة؟


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - هواة جمع اللايكات