أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - تصفيقات أم صفقات في الأمم المتحدة؟














المزيد.....

تصفيقات أم صفقات في الأمم المتحدة؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 10:24
المحور: كتابات ساخرة
    


سألتُ أحد المعارف من الحاصلين على جنسية أمريكية سؤالا:
هل استمعتَ لخطاب أوباما في الجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم أمس 28/9/2012؟
فرد وهو يقهقه:
لقد خلصتْني جغرافيا هذا البلد من التقليد العربي البائد، وهو متابعة أقوال الرؤساء، في وسائل الإعلام!!
فالرئيس عندنا موظفٌ، لا يهم الناس كثيرا إلا بما يجلبه من منافع لأبناء وطنه، أو بما يغضبهم حين يزيد عليهم الضرائب.
كما أننا نقيس رؤساءنا ليس بحساب عدد التصفيقات في المحافل الدولية، بل بعدد ما يُنجزونه من صفقات، تُثري الوطن وتعزز الاقتصاد!
أما أنتم فرؤساؤكم جلاَّدون طغاةٌ ديكتاتوريون، تُخرجونهم بذلكم من بشريتهم، وتمنحونهم ألقابا سماوية، وتُجرعون خطبَهم التافهة لأبنائكم في المدارس والمعاهد، وتجعلونها رمزا للبلاغة والفتوة والكرم!
ابتسمتُ وقلتُ:
رؤساؤنا أيضا مطربون شعبيون وشعراء ربابة،هم كشعراء سوق عكاظ، يفدون في العام مرةً لمقر الأمم المتحدة لإلقاء خطاباتهم، وهم يعتبرون خطاباتهم معلقاتٍ شعرية، يجندون لها نُقَّاد البلاط، ودهاقنة القصور الرئاسية لكي يمدحوها، ثم يجهزون الجماهير لسماعها، وكأنها حفلة غناء، ويزفون البشرى للرؤساء بانتصارهم بالخطبة العصماء،ويزيفون الواقع، بعد أن يكتبوا تقاريرهم قائلين:
إن الجماهير الشعبية أحست بالانتشاء والتجلي، وهي ترى طلعتهم البهية، وتسمع خطاباتهم البلاغية ، أمام مايكرفونات المنظمات العالمية!!
وليتَ حكامَنا يشبهون شعراءنا!
فمبعوثونا من الحكام إلى (سوق)الجمعية العمومية وإلى (محكمة)مجلس الأمن، هم من المغامرين السياسيين، ممن لا يملكون من موهبة الكلام وحلاوته وجمال تعبيراته، سوى التعبيرات السياسية الجافة، والمصطلحات التي تسبب مرض الحساسية والهرش لكثيرين، ممن يعانون من مرض الأحزاب العربية المزمن!
لقد مهدت الدول المتقدمة طريق مستقبلها برحيق أفكار مبدعيها، وركبتْ قطار المستقبل الذي صمَّمه علماؤها، واجتازتْ العقبات بعملها المنتج الخلاَّق، وأنتجتْ حضارةً تنافس بها غيرها من الحضارات الأخرى،لا بالخطابات البلاغية، بل بالخطط العملية، فأعزوا لغاتهم بعقولهم وعملهم وإنتاجهم!
ونحن عندما فشلنا في اللحاق بركب الحضارات، عمدنا إلى تشويه تلك الحضارات المتقدمة وواظبنا على التنفير منها، ولم نستفد من تجاربها، واعتبرنا تلك الحضارات مؤامرات على قسمات وجوهنا، وعلى أصالتنا وحتى على أسواقنا الأدبية وتقاليدنا!!
ونظرا لهذا العجز، فقد طلبنا حق اللجوء إلى لغتنا، وصنعنا منها أسلحة نقصف بها أعداءنا، ثم استخرجنا منها مخدرا يهدئ روعَ شبابنا الطامحين، ومسكنا لألام الفقراء الموجوعين، وغطاء يستر عورات الحكام الطغاة الجاهلين، ولم نكتفِ بذلك، بل أذبنا لغتنا العربية في أواني صدئة في مدارسنا وأهملناها قرونا،ثم جرعناها لأبنائنا في مدارسهم، ليمرضوا بها مرضا عضالا، وظللنا نُردد أغنيتنا العربية الشهيرة:
اللغة العربية أبلغ اللغات، فللأسد خمسين اسما أو أكثر، وللناقة والجمل أكثر من مائة اسم،أما عن أسماء الخيول فحدِّث ولا حرج!!
ولم نقم بإثراء لغتنا المسكينة باختراعاتنا ونبوغنا في مجالات تكنولوجيا العصر!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستر النساء وفضح الأوطان
- وجبة طعام في واحة الديمقراطية
- تحليلات عكس السير
- إذلال المدرسين سبب النكبات
- حمار بتسعين ألف دولار
- العنصرية في التعليم في إسرائيل
- ملك أمريكا وإسرائيل
- قصة الحاخام العاشق
- لاجئو إسرائيل ولاجئو فلسطين
- بلا فسيخ لا يأتي العيد
- العلماني بطفلين وكلب
- دم فلسطيني أصفر
- دول العطش
- تزييف معالم التاريخ في وطني
- جامعات العرب للخلف در
- طرد مفتش التربية الوطنية
- معركة القدس كما تراها التايمز
- شكرا أوبنهايمر
- رومني في سوق فلسطين السوداء
- انتقام مخابراتي إسرائيلي


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - تصفيقات أم صفقات في الأمم المتحدة؟