أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - توفيق أبو شومر - دول العطش














المزيد.....

دول العطش


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 16:53
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


أرسل لي المهندس والباحث في شؤون المياه محمود شعبان بحثا أعدَّهُ عن أخطر قضايا الصراع في عالم اليوم، والتي لا يرغب العربٌ في فتح ملفها، لأنهم- للأسف- يعيشون يومهم، ولا يخططون لمستقبلهم!
يحتوي البحث على رقميات مائية خطيرة، تشير إلى حقائق عن إدراك إسرائيل لجوهر الصراع المستقبلي، وأنه لن يكون صراعا حربيا، بل إنه سيكون صراعا مائيا بالدرجة الأولى، وهذا يؤكد حقيقة مهمة ، وهي عودة حياتنا البشرية إلى نطفتها الأولى، وهي [ الصراع على الماء والكلأ]!!
ومن هذه الحقائق:
تسيطر إسرائيل على 85% من مصادر المياه الفلسطينية في الضفة الغربية، على الرغم من أن الأحواض المائية( الحوض المائي الغربي، والشمالي الشرقي والشرقي) تقع كلها في الضفة الغربية، كما أن إسرائيل ترتكب جريمة أخرى في حق غزة عندما تحاصرها مائيا وتمنع تدفق المياه باتجاه غزة وتحاصرها بالسدود، وهذا حصار غير منظور للأسف، ولا يرصده معظم القادة والمسؤولين، ولا يشير إليه المحللون السياسيون!!
كانت إسرائيل تغتصب 33% من مساحة غزة لإسكان أقل من خمسة آلاف مستوطن!!
كان نصيب الفرد الإسرائيلي من المياه 370 لترا في اليوم، في مقابل أقل من سبعين لترا للفلسطيني!
ويشير البحث إلى جرائم الصرف الصحي، وإلى تسرب التلوث للخزان الجوفي الذي يغذي الأراضي الفلسطينية، وأن إسرائيل تحتكر 32 محطة صرف صحي ضخمة، وخمسين محطة متوسطة الحجم.
ويشير البحث أيضا إلى قدرات إسرائيل في مجال إعذاب مياه البحر، بالإضافة إلى مشاريع عديدة لشراء المياه من الدول التي تملك فائضا، مثل تركيا.
إنَّ الفارق بين الدول (النائمة) والدول(النامية) يكمن في حقيقة جوهرية، وهي الوعي بالثروات المائية وأهميتها في المستقبل، وأن توفير المياه هو خطوة مركزية لبناء الأوطان!!
إسرائيل من الدول القليلة في المنطقة التي استطاعت أن تنجز مسحا شاملا للمياه في المنطقة العربية المحيطة بها ، ويمكن القول بأنها هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تعرف المخزونات المائية في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن ومصر وقليلون يعلمون بأن إسرائيل عندما احتلت غزة عام 1967 أسست كل مستوطناتها فوق البحيرة المائية النقية الضخمة في رمال خانيونس ورفح وبيت لاهيا، وأن كل المستوطنات التي بنيت هناك كانت مستوطنات تكتيكية ليست للسكن والإقامة ، بل لتكون (مظلات) واقية لهذا المخزون المائي الجوفي!!
وقليلون يعرفون أيضا بأن أكثر من نصف سكان إسرائيل كانوا يشربون ماء هذه البحيرة التي كانت تضخ عبر الشبكة المركزية الإسرائيلية ، وكان التحكم في تلك الآبار يتم الكترونيا من مقر الشركة في تل أبيب .
ولست مقتنعا بأن إسرائيل حين تركت هذا المكان ، قد تخلت عن هذا المخزون المائي الهائل ، وليس غريبا أنها تمكنت من تأسيس نظام تحت الأرض لامتصاص هذا المخزون اعتمادا على جهلنا بالأمر ، وعدم قدرتنا على رصده ومتابعته ، بالنظر إلى الخبرات الإسرائيلية الهائلة في هذا المجال!!
كانت إسرائيل قبل خروجها من المستوطنات عام 2005 تضع شروطا قاسية على حفر الآبار الارتوازية ، لا لهدف المحافظة على المخزون المائي في غزة ، بل للمحافظة على النظام البيئي المائي في المنطقة كلها ، لأن من يدرس المخزونات المائية يعرف بأنها لا تنتمي إلى حدود دولة من الدولة ولا تعترف إلا بنظامها المائي فقط.
وما أن خرجت إسرائيل من غزة حتى شرع كل بيت وكل عمارة سكنية وكل صاحب مزرعة صغيرة في حفر بئره الجوفي الخاص به ، بحيث صارت مياه قطاع غزة اليوم تماثل تماما مياه بحر غزة في ملوحتها بعد استنزافها ، أما عن التلوث فحدث ولا حرج لأن غزة تعيش فوق مجاريها ، وتنام فوق فضلاتها ، وتسير على بقاياها وهذا بالطبع جعل البحر شاطئا من شواطئ المجاري ، ووصل التلوث إلى المخزون المائي الجوفي كذلك.
إن الشعارات السياسية ، والدعايات الحزبية والخطابات البلاغية لا يمكنها في الألفية الثالثة أن تسقى مائة ألف طفل مياها عذبة نقية ، ولا يمكنها أن تؤسس إلا دول العطش !
ولا يمكن لعاقل أن يصدق بأن السودان ومصر تعاني من ضائقة مائية ، على الرغم من أن النيل يمر في شرايينها ويتغلغل في جوفها!!
ومن السخف أن نختبر أبناءنا في المدارس في جغرافيا أنهار الوطن العربي، فنسألهم في الاختبارات:
أين ينبع وأين يصب نهر النيل والفرات ودجلة؟
ويخرجون بعد إجاباتهم وهم لا يعرفون بأن مياه هذه الأنهار تضيع سدىً فتصبُّ مياهها العذبة في النهاية في البحر، ونمضي حياتنا كلها نشتكي الظمأ لينطبق علينا قول المتنبي وهو يصف الإبل (غير الذكية)!!التي تحمل الماء على ظهورها:
كالعِيسِ في البيداءِ يقتُلها الظما
والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزييف معالم التاريخ في وطني
- جامعات العرب للخلف در
- طرد مفتش التربية الوطنية
- معركة القدس كما تراها التايمز
- شكرا أوبنهايمر
- رومني في سوق فلسطين السوداء
- انتقام مخابراتي إسرائيلي
- امبراطورية إسرائيل الكبرى
- عربدة أكاديمية إسرائيلية
- مرض جنون السلاح في إسرائيل
- تمر هندي في خيمة أبي خضر
- براءة الحاخام ورئيس الاستخبارات
- تعذيب آخر السلالات الفلسطينية
- من خوابي أبي حيدر
- مقاولو الفوضى في غزة
- زعران ومستوطنون وعصابات
- اقرأوا صرخة الحاخام
- قصة شفتي القاضي
- قصة أبو جريبان وغروسمان
- ما مصير الكيبوتسات؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - توفيق أبو شومر - دول العطش