أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - هل سفراؤنا في الخارج ياقوت أزرق؟














المزيد.....

هل سفراؤنا في الخارج ياقوت أزرق؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4009 - 2013 / 2 / 20 - 09:22
المحور: كتابات ساخرة
    


عَتِبَ عليَّّ أحدُ المُتابعين لنقدي السفراء الفلسطينيين في إحدى وسائل الإعلام، لأنني قارنتُ كثيرين من السفراء الفلسطينيين والعرب، بالسفراء الإسرائيليين في مجال متابعة القضايا التي تَمسُّ بنا وبهم.وغلَّبتُ السفراءَ الإسرائيليين على سفرائنا الفلسطينيين في مجالات المتابعة، وخدمة الوطن!
فقد قُلتُ:
إن السفراء الإسرائيليين بارعون في ملاحقة الأحداث ومتابعتها إلى نهاية مراحلها، بينما نحن نكتفي في الغالب الأعم بمتابعة الأحداث في البداية إعلاميا، نردُّ على ما نتعرض له من انتقاد في الخارج بلغتنا الخطابية أمام أهلنا!! كأننا نُبَرِّئُ أنفسنا أمام أهلنا فقط، ولا نتابع الحدث بعدئذٍ، ونضمُّهُ إلى قائمة الأحداث السابقة ونطويه في موسوعة النسيان.
كما أن بعض سفرائنا لم يكتفوا بالكسل والنسيان والاكتفاء بالمناصب والميزانيات، بل أساءوا أيضا لوطنهم إساءات كثيرة!!
وما يزال أبرز اتهام وهو [ خيانة الأمانة] يواجه وزير خارجية إسرائيل( أفيغدور ليبرمان) لأنه أوصى( بطرفٍ خفي) بتعيين زئيف بن أريه سفيرا لإسرائيل في جمهورية لاتفيا!!
إن سفراءُ إسرائيل يُطاردون الأخبار والتعليقات ، ثم يقومون بعلاجها وإرسال التقارير إلى الجهات المختصة لمتابعتها، وتكليف الجهات المعنيَّة بعلاجها، وإرسال التقارير عنها، ونشرها في وسائل الإعلام، ولفت انتباه اللوبي اليهودي في بلدان العالم لملاحقتها!!
ولعل أفضل المتابعين الذين يعرفون أدوارهم بدقة هم سفراؤها في الخارج، فهم متحركون أكفاء في هذا المجال، يعرفون معنى[ السفارة].
فالعرب للأسف أجادوا تفسير المعنى الُلُغوي للسفارة، ولكن أحفادهم –نحن- اكتفينا بتعليب معاني السفارة وتجميدها في ثلاجات الكتب والقواميس، فجعلنا السفارات ميدالياتٍ ونيشاشينَ!!
ومما جاء في معنى السفارة في القاموس العربي:
سَفَرَ أي أضاء وأشرق وأكثرَ من السفر والترحال، ومن معاني السفر أيضا كَنَس الأرضَ بحثا وكّتبّ كتابا، وكذا من معاني السفارة الحربُ اشتدت، والنارُ التهبت، والسَفَرةُ في القرآن هم من يُحصون أعمال البشر كما جاء في الآية( بأيدي سفرة كرامٍ بَرَرة) والسافير من أندر الجواهر في الأرض [ الياقوت الأزرق]!!
فهل هذه المعاني تنطبق على سفرائنا الفلسطينيين والعرب في العالم؟
سؤال يحتاج إلى إجابات، فهل هم كالمعادن الثمينة، ممن يعرفون مهمات سفاراتهم في الخارج؟ أم أنهم موظفون نالوا حُظوةَ الرؤساء والمسؤولين وكُوفِئوا على ولائهم، أكثر مما مكافأتهم على قدراتهم وكفاءاتهم ونشاطهم؟
وهل هم أيضا يكنسون المكان الذي يرتحلون إليه بحثا عن مجالات تعزيز الأوطان، فيُحصون الجالياتِ الفلسطينية والعربية في أماكن عملهم، لغرض توظيفهم لخدمة قضاياهم؟
أم أن أكثرهم ينشغلون بجني ثمار المنصب الرفيع في احتكار البعثات الدراسية، وتأسيس الشركات التجارية، وتعليم أبنائهم وأقاربهم الفاشلين على حساب المتفوقين من أبناء الوطن وكذلك الحصول على جنسيات البلدان العاملين فيها؟
وهل هم يدركون بأن سنوات عملهم في السفارات تشبه عاملي مناجم الياقوت الأزرق، يبحثون عن الجواهر والدُرَر الوطنية لتعزيز وتقوية وإغناء الوطن؟
أم أنهم يحسبون فترة تعيينهم في السفارة بحساباتهم البنكية وثرواتهم العقارية؟
أسئلة لا تعني أنها تشمل كل سفرائنا في الخارج، فما يزال كثيرون من المجتهدين يحققون الربح الوطني ويعززون نضالنا، غير أن ظاهرة الاقتتال على السفارات، وتعيين الموالين وإرضاء(الحردانيين) بتعيينهم سفراء، وإقصاء المنافسين وإبعادهم عقابا لهم بمنحهم سفارة في بلدٍ ناءٍ، بغض النظر عن كفاءاتهم وقدراتهم، ما تزال هذه الظاهرة تستثيرني دائما وتجعلني أطلب التدقيق في تعيينات السفراء الفلسطينيين في الخارج، واعتبار هذا الأمر مقدسا وطنيا، غير خاضعٍ للشقاق والخصام بين القيادات الفلسطينية!!
لقطة أخيرة:
نشرتْ صحيفة يديعوت أحرونوت يوم أمس 19/2/2013 الخبر التالي من مراسل الصحيفة إيتمار إيخنر:
"بينما كان سفير إسرائيل في اليابان (نسيم بن شتريت) يتجول في محطة القطارات رأى كتابا عليه صورة هتلر والصليب المعكوف، فاشتراه ثم قرأه ثم اتصل بدار النشر التي طبعته والتقى مع الناشر وتفاوض معه، ثم أقنعه بأن نشر الصورة والرسوم التي بداخله اعتداء على يهود العالم وهو يدخل في تهمة اللاسامية!
فما كان من الناشر إلا أن اعتذر للسفير، ولم يكتفِ السفيرُ باعتذار دار النشر، بل جعلَ دار النشر تُصدر كتابا جديدا يتحدث عن أنبياء بني إسرائيل وقصصهم الواردة في التوراة، حتى يزول اتهام الناشر بأنه لا سامي.
وأطاعَ الناشرُ أوامر السفير الإسرائيلي وأصدر النشرُ بالفعل الكتابَ الجديد"



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا الربيع العربي المعري وطه حسين
- لماذا تكرهون العودة إلى مدارسكم؟
- لماذا يعتذرون دائما لإسرائيل؟
- الامتنان والشكر لهاتفي المحمول
- تمييز جيناتي في القدس
- من باسمين إلى عابسين
- جنرالات الإعلام في انتخابات إسرائيل
- بوابات شمس الحرية في فلسطين
- إمارة سهول الوئام لإنهاء الانقسام
- هواة جمع اللايكات
- جيش الدفاع رجس من عمل الشيطان
- عن الغجر والدروز والثمانية وأربعين
- في الفقه الحزبي العربي
- مرض القهر المدرسي
- متلازمة ليبرمان المرضية
- قصة عرس بومتين
- لجام الحصان الفلسطيني المسروق
- المدارس والتعليم يا عرب
- العرب بين تليد وجديد
- بيانات القصف اللغوي


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - هل سفراؤنا في الخارج ياقوت أزرق؟