أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أقلام الجنك مايند














المزيد.....

أقلام الجنك مايند


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4042 - 2013 / 3 / 25 - 16:27
المحور: كتابات ساخرة
    


هل يمكننا تصنيفُ أقلام الكتاب في عصرنا الراهن الذي يعج ويغصُّ بأقلام الكُتَّاب والمدونين من الكهول والشباب؟
سأظل أُشَبِّهُ أقلامَ الكتاب بوجبات الطعام، فكما أن هناك وجباتِ طعامِ غنيةٍ بالفيتامينات والبروتينات، فهناك أقلامٌ غنيةٌ مثلها بالأفكار والمعلومات والحقائق.
ولعل أبرزَ سمات هذا النوع من الأقلام الصحية طولُ مدة التأثير والتأثُّر، وسهولة هضم الأفكار وتحويلها إلى برامج وخطط عملية مفيدة ورائدة، وهذه الأقلام هي القادرة على تعزيز مكانة الأمم وقيادتها للمستقبل!
وقد ازدهر هذا النوعُ من الأقلام في العصور السالفة، وأنتج أجيالا من المفكرين والقادة ، ممن أثْرَوا الحضارةَ البشريةَ، وعززوا الثقافة، وتركوا بصماتِهم على الحضارة الإنسانية كلها، وليس من قبيل المبالغة القول أن حضارتنا الراهنة مَدِينَةٌ لهذا النوع من الأقلام !
غير أن هذا النوع من الأقلام كان هو الأخطر على الديكتاتوريات، فقد قيل عن الكتاب:
" بقاءُ الحكام مرهونٌ بالسيطرة على الأقلام"
" القائد القوي هو المايسترو الذي يعزف على أقلام المفكرين"
لذا فإن الديكتاتوريين أدخلوا هذا النوع من الأقلام ضمن السلع المحظورة، وأخضعوه لأجهزة المخابرات، وحظروا تداوله ونشره لخطورته!!
وهناك أقلامُ أخرى تشبه طعام الشيبسي والبسكوت ووجبات السكاكر والعصائر والمسليات التي تعقب الوجبات، وهي الأكثر شعبية وانتشارا في هذه الأيام، فهي أقلام تُسلِّي وتقضي الأوقات في السهرات، غير أن نواتجها ليست سوى زجاجاتِ فارغة، أو قشورِ جافة ذابلة، أو أوراق تتطاير في الريح، وهذا النوع من الأقلام هو النوع الشعبي السائد اليوم، ولعل أبرز سمات هذا اللون من الأقلام، أن آثاره لا تدوم ، بل تبهتُ بسرعة، ويخبو بريقها بانتهاء يومها، وهي لا تؤسس فكرا أو جبهة أو خطةَ مستقبل أبدا!
كما أن هذا النوع من الكتابة السهلة دفعَ ملايين البشر لكي يمتهنوا هذه المهنة السهلة، فهي لا تحتاج إلا إلى أقلامٍ وأحبارٍ وأصابع تَنسُجُ الحروفَ في أشكالٍ وهيئات مختلفة.
وعزَّز عصرُ التكنلوجيا الرقمية هذا النوع من الأقلام، وأتاح الفرصة لكل فردٍ يملك إصبعين وذبذباتٍ إلكترونية في بيته أن يصبح كاتبا ومحررا، له صفحةٌ وموقعٌ ومجموعاتٌ وأنصار!!
ولعلَّ أبرز الآثار السلبية لهذا النوع، بالإضافة إلى آثاره على الصحة العامة، هو أنه طغى على أقلام الفيتامينات والبروتينات وهزمها وأبعدها عن القارئين بحجة أن أصحابها إما متخلفون تعود جذورهم إلى قرون خلتْ، وإما أنهم متقعرون يقولون كلاما صعبا لا يفهمه كثيرون، أو أنهم يعطلون عجلة التقدم والرقي!!
أما النوع الثالث من الأقلام، فهي أقلام وجبات النجوم الخمسة البرجوازية الدسمة، والتي تحتكرها شركات ومؤسسات تجارية دولية كبرى، تجذبُ الأغنياء وميسوري الحال، لا لأنها وجباتٌ شهيةٌ، بل لأنها وجباتٌ فيها أصباغ ومستحضراتٌ تُؤدي إلى الإدمان، وهي الوجبات الغنية بسعرات حرارية عالية، وبأصباغ ونكهات صناعية من إنتاج معامل شركاتٍ سرية، فيها ملحٌ ضارٌ وسكرٌ معقود، بلا بروتينات أو معادن، تؤثر على الدماغ مثل تأثير المخدرات، وتجعل متعاطيها يُحس بنشوة الرفعة والاستعلاء!
وهي أخطر الأقلام قاطبة، لأن تأثيراتها لا تظهر في المدى القريب، بل تظهر بعد أشهر وسنوات، فهي من مسببات السرطانات والأورام الخبيثة في كثير من المجتمعات، وهذا النوعُ من أقلام الجنك فود، أو الجنك مايند(العقل) أصبح ظاهرة عالمية، وصارت للصحافة والطباعة شركات لتلك الأقلام، تشبه شركات الهامبورغر والكنتاكي والماكدونالدز وغيرها، تتمثل في كثيرٍ من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية والفضائيات !
ولكي يسهل علينا اكتشاف أقلام الجنك مايند، لا يجب علينا فقط أن نقرأ ما تكتبه تلك الأقلام، بل يجب علينا أن نعثر على من يُمَوِّلها أيضا!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما وحجارة سجيل إسرائيل
- طوبى للجراد والمكرونة والفول
- صراع حزبي على وزارة التعليم
- مبروك حكومة المستوطنين الجديدة
- كمبيوتر الضحية صار ملكا لك
- عصر المعلومات لا الطائرات والغواصات
- قصص نساء نجسات
- شعوب التربل إكس لارج
- هل سفراؤنا في الخارج ياقوت أزرق؟
- ضحايا الربيع العربي المعري وطه حسين
- لماذا تكرهون العودة إلى مدارسكم؟
- لماذا يعتذرون دائما لإسرائيل؟
- الامتنان والشكر لهاتفي المحمول
- تمييز جيناتي في القدس
- من باسمين إلى عابسين
- جنرالات الإعلام في انتخابات إسرائيل
- بوابات شمس الحرية في فلسطين
- إمارة سهول الوئام لإنهاء الانقسام
- هواة جمع اللايكات
- جيش الدفاع رجس من عمل الشيطان


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أقلام الجنك مايند