القنبلة الذرية خيارهم الوحيد

فلاح هادي الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم تعد الاوضاع کما کانت عليه قبل بضعة أعوام بالنسبة للنظام الايراني، وانما باتت تشکل عبئا ثقيلا جدا على کاهل النظام و ليس بمقدوره حملها لفترة أکثر من عام واحد کحد أقصى، ولهذا فإن النظام يجد نفسه مضطرا لکي يحسم أمره و يمتلك القنبلة الذرية بأسرع وقت ممکن، وان إنعکاسات ذلك تبدو واضحة جدا في تصرفات النظام و مايصدر عنه من مواقف و تصريحات.
المفاوضات غير المجدية التي أجرتها و تجريها الدول الغربية مع النظام الايراني من أجل إيجاد حل سلمي لبرنامجه النووي، من الواضح جدا انها قد ارهقت الطرفين على حد سواء، فمن جانب الدول الغربية نجد انها باتت تدرك و تعي تماما عدم مصداقية النظام الايراني في التفاوض وان الشکوك بمختلف انواعها تحوم بخصوص نواياه الحقيقية، کما انه"أي النظام الايراني"، يقوم بتوظيف عامل الوقت في المفاوضات الجارية لحسابه مما يجعل موقف هذه الدول أمام المجتمع الدولي ضعيفا و مثيرا للسخرية، ولذلك فإن الحزم و الجدية التي باتت تطغي على جولات المفاوضات الاخيرة و کل تلك الضغوط المختلفة على النظام الايراني، نجحت على مايبدو في إيصال الرسالة الغربية الى داخل أدمغة صناع القرار في هذا النظام، أما بالنسبة للنظام الايراني، فإن اوضاعه الصعبة جدا على مختلف الاصعدة مضافا إليها مايجري على الساحة السورية، تجعل من الصعب جدا أن يبقى النظام واقفا على قدميه فترة أخرى من دو أن يجد حلا و مخرجا له مع الدول الغربية، ومن هنا فإن الطرفان على مايظهر مستعجلان من أمرهما و لم يعد هناك مزيد من الوقت المتوفر ليتم إضاعته في مفاوضات خائبة من دون نتيجة.
اوضاع النظام على صعيد ملفه النووي قد وصل الى مرحلة بالغة الحساسية بحيث يجب حسم الموقف بالنسبة للنظام سلبا او إيجابا، لکن المشکلة ان الدول الغربية لاتزال تتعامل مع الملف الايراني بصيغة من يرى نصف الکأس الفارغ و يهمل النصف المملوء الآخر، حيث انها تتعامل بمنطق وکأن النظام يمثل الحقيقة الوحيدة بالنسبة للمشهد الايراني، لکن الزعيمة الايرانية المعارضة السيدة مريم رجوي تطرح رؤية و تفسيرا أکثر تقدما و أعمق فهما لقضية الملف النووي للنظام الايراني عندما تقوم بربط الامور کلها مع بعضها و تحاول من خلال عملية الربط هذه و التداعيات و النتائج المتمخضة عنها إيجاد الحل الامثل للقضية، فهي تقول:" الصراعات المنفلتة داخل هيئة الحكم والوضع المتفجر الذي يعيشه الشارع الايراني والثورة السورية والأزمة في العراق وانهيار الجبهة الاقليمية لهذا النظام واستراتيجية تصدير التطرف والارهاب التي ينتهجها هذا النظام قد جعل حاجته الى القنبلة النووية كضمان لبقائه أكثر فأكثر من جهة ومن جهة أخرى أصبح أي تراجع من قبل هذا النظام في الملف النووي أمرا مميتا له أكثر من قبل كون ذلك يؤدي الى فقد خامنئي السيطرة على الموقف ويؤدي الى انهيار النظام"، أي أن السيدة رجوي و کما يظهر من خلال سياق رؤيتها هذه، تؤکد بأن النظام ماض قدما بإتجاه صنع و استحواذ القنبلة النووية و هي تستدرك في جانب آخر من کلامها بشأن الملف النووي للنظام عندما تربط بين الامور کلها و توضح إنعکاساتها و ردود فعلها على الساحة الايرانية و اوضاع النظام نفسه عندما تقول:" فشل مفاوضات ألماتي كان منعطفا في جولات المفاوضات اللانهاية لها مع نظام الملالي وأثبت بوضوح حقيقة أن تعليق الآمال على المفاوضات وطبعا وبالدرجة الأولى تقديم أي تنازلات ورزمات الحوافز لهذا النظام، ليس الا اللعب في أرض الملالي والرضوخ لألاعيبهم لتضليل المجتمع الدولي ومساعدتهم للحصول على القنبلة النووية. ونتيجة هذه السياسة ليست الا اطالة لعمر الديكتاتورية الدينية وتصعيد القمع والتنكيل والاعدام وتصدير الارهاب والتطرف وتعريض السلام للخطر في المنطقة والعالم."، وواضح أن السيدة رجوي تنتقد هنا الموقف الدولي من النظام و تراه يساهم في إطالة عمر الدکتاتورية نفسها و کون ذلك يصبح من عوامل قمع و إضطهاد الشعب و مصادرة حريته و حقوقه الاساسية، ولذلك فهي ترى ان الحل الامثل يکمن في إنتهاج اسلوب و طريقة مختلفة عن اسلوبي التفاوض مع النظام او شن الحرب ضده، عندما تؤکد:" ان توسيع العقوبات وجعلها شاملة ولو أنها خطوة ضرورية جدا لمنع النظام من الحصول على القنبلة النووية الا أن الحل النهائي لمنع تحقيق كابوس الملالي النوويين الذي بات قاب قوسين أو أدنى يكمن في تغيير هذا النظام على أيدي الشعب الايراني والمقاومة الايرانية."، وان الکرة الان في ملعب المجتمع الدولي لکي يبادر الى المساهمة بدوره في إيجاد الارضية الملائمة و المناسبة للتمهيد لإسقاط هذا النظام و الذي يکمن في مناصرة و تإييد الشعب الايراني و المقاومة الايرانية.

#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل