|
خيارات نظام آيل للسقوط
فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 3995 - 2013 / 2 / 6 - 21:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لاغرو من ان مختلف الظروف و الاوضاع التي تحيط بالنظام الايراني و على مختلف الاصعدة، لم تعد في صالحه بتاتا بل وان مراقبين و محلليين سياسيين مختصين بالشأن الايراني يجزمون بأن هذا النظام قد بات في وضع سئ لايحسد عليه أبدا، ذلك أن محاصر بالازمات و المشاکل المستعصية التي لاحل لها إلا بسقوطه. من أهم السمات و الخصائص التي تميز بها النظام الايراني طوال العقود الثلاثة المنصرمة من عمره، انه کان يسلك کل الطرق و الوسائل و السبل المتاحة و غير المتاحة من أجل الوصول الى غاياته و أهدافه بل وانه من فرط إنتهازيته و إستغلاله المفرط للفرص يمکن القول بأنه قد تفوق على الميکافيلية و تجاوزها خصوصا وانه قد برع کثيرا في إستغلال و توظيف العامل الديني من أجل بلوغ أهدافه المنشودة مثلما برع و أجاد کثيرا في صناعة الارهاب و تصديره حتى صار المصدر الرئيسي و الاهم لهکذا صناعة مقيتة و معادية للإنسانية. النظام الايراني الذي بات اليوم و بسبب من سياساته المجنونة المعادية لآمال و تطلعات الشعب الايراني و المتضادة مع المبادئ و القيم السماوية و الانسانية، يمر اليوم بأوضاع صعبة جدا تعصف به و تمسك بخناقه و تحد من تحرکه و تضيق عليه مساحات المبادرة و تضعه في زاوية ضيقة جدا بحيث يمکن الاجهاز عليه في أية لحظة، وهو أمر بات هذا النظام المعادي لکل ماهو إنساني يدرکه و يعيه تماما و يحاول بشتى الطرق و الوسائل تجاوزه و تخطيه، لکن وکما يبدو جليا أن خيارات النظام الايراني تتقلص و تنضغط يوما بعد آخر ولاسيما وان مخططاته و ألاعيبه و دسائسه قد باتت مکشوفة و مفضوحة و معروفة للجميع و صار العالم کله عندما يجد نفسه في قبالة أي نشاط إرهابي او إجرامي استثنائي يوجه أنظاره صوب نظام الملالي بإعتباره المستفيد الاکبر من شيوع و إنتشار الارهاب و الجريمة و العنف في العالم، ولذلك فإن هذا النظام و أمام هکذا مرحلة بالغة الصعوبة و التعقيد يجد نفسه مضطرا لکي ينتهج و يسلك طرقا و أساليب جديدة من أجل النفاذ بجلده من الحساب العسير الذي ينتظره للجرائم و الانتهاکات المختلفة التي إرتکبها و يرتکبها بحق الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم بصورة خاصة و الانسانية بصورة عامة. خيارات هذا النظام الآيل للسقوط و التي طفقت تقل يوما بعد آخر، يحاول هذا النظام و بمختلف الطرق و السبل إيجاد بدائل و منافذ جديدة لها، وهو لکي يبلغ أهدافه المرجوة يبذل جهوده لإيجاد خيارات بالامکان أن تعوضه عن الامکانيات و المساحات التي فقدها او سيفقدها مما سيعجل في مسألة سقوطه و زواله الذي صار حديث و موضوع الاوساط السياسية و الاعلامية على مختلف الاصعدة، وانه من أجل ذلك يحاول أن يضمن هذه الخيارات: ـ يحاول نظام الملالي و بصورة محمومة بذل مختلف مساعيه في سبيل ثني المجتمع الدولي من مد جسور العلاقة و التعاون مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و إمکانية الاعتراف به کممثل شرعي للمعارضة الايرانية(والذي صار هذه الايام إحتمالا واردا و من الممکن حدوثه في أية لحظة)، خصوصا وان الزعيمة الايرانية المعارضة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية تؤدي دورا و نشاطا سياسيا بارزا و فاعلا بات يحرج و يربك النظام و يضعه في زاوية حرجة جدا، ومن هنا فإن النظام يحاول أن يثني المجتمع الدولي عن مسألة الاعتراف بالمقاومة الايرانية و إمکانية سحب الاعتراف به بتقديم تنازلات جديدة للمجتمع الدولي من أجل خداعه و الالتفاف على أي جهد مبذول بإتجاه مصلحة الشعب و المقاومة الايرانية. ـ من المؤمل أن يبدي نظام الملالي نوعا من المرونة و الليونة غير المعهودة فيما يتعلق بملفه النووي و من المحتمل جدا أن يقدم تنازلات غير مسبوقة للمجتمع الدولي کي يضمن مسألة بقائه لفترة أخرى، وهو بهذا يحاول مرة أخرى المراهنة على عامل الزمن و خداع المجتمع الدولي مجددا. ـ يحاول نظام الملالي التقرب و التزلف و التملق لدول الربيع العربي و على رأسها مصر من أجل مد جسور علاقات سياسية إقتصادية ثقافية إجتماعية تنقذه من العزلة القاتلة التي يعيشها وهو يريد من خلال ذلك أن يضرب عصفورين بحجارة واحدة، فهو يريد مجددا إيهام الشعب الايراني بأن الربيع العربي کان نتاجا من تأثيراته الفکرية المزعومة و کذلك خداع انظمة الربيع العربي بإظهار نفسه بمظهر غير مظهره الحقيقي خصوصا من خلال سعيه المجدد لإستغلال ورقة القضية الفلسطينية، وهو يريد من وراء ذلك زرع خلايا و تنظيمات سرطانية له داخل هذه الدول لکي يقوم بإستغلالها لاحقا من أجل أهدافه. ـ يبذل هذا النظام جهودا جبارة من أجل بذر بذور الشقاق و الفرقة و الاختلاف بين التيارات و التنظيمات السياسية و الفکرية المختلفة التي ساهمت و تساهم في إسقاط الانظمة المستبدة في المنطقة، وهي تبذل بشکل خاص جهدا مميزا من أجل دق اسفين بين أطراف الثورة السورية کي تساهم في إرباك مسيرة الثورة بإتجاه إسقاط النظام، لکن الاطراف المختلفة للثورة السورية تقف بالمرصاد ضد هکذا مساعي خبيثة و مشبوهة و تتوقع العديد من المصادر المطلعة بشأن الثورة السورية بأن النظام لن يحصد من مساعيه هذه سوى الخيبة و الفشل.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
2013 ليکن عام التغيير في إيران
-
المالکي و الملالي..الخدمات المتقابلة
-
إنه عصر مريم رجوي
-
الاسد خطهم الاحمر..ماذا عنهم؟
-
رسل الحرية و خفافيش الظلام
-
انهم قتلة بحق و حقيقة
-
معسکر للاجئين أم معتقل للنازية
-
إيران تعصف بها الاعدامات و الاحتجاجات
-
التغيير حتمي في إيران
-
ربيع ثورة إيران الکبرى في المنطقة
-
يجب أن تتم محاسبة کوبلر
-
دفاعا عن ليبرتي دفاعا عن الحرية
-
جبهة المهزومين
-
هل سيطاح بکوبلر؟
-
ماذا سيفعل نجاد في بغداد؟
-
کوبلر يمجد المالکي..تصفيق!
-
فتح الطرق کلها الى طهران
-
مريم رجوي تقود نحو التغيير الحقيقي
-
الاعتراف بالمقاومة الايرانية ضرورة إقليمية و دولية
-
إنتصار إرادة الشعوب
المزيد.....
-
الاتحاد الأوروبي يرفع رسوم دخول الزوار إلى ثلاثة أضعاف قبل ب
...
-
-عصير رمان وزيت زيتون-.. الرئاسة العراقية تعلق على هدية من ا
...
-
نتنياهو يتهم حماس -بتجويع متعمَّد- للمحتجزين في غزة، وواشنطن
...
-
أوكرانيا: الكشف عن مخطط فساد -كبير- في صفقات شراء طائرات مسي
...
-
ريبورتاج: درعا تحتضن الفارين من معارك السويداء بجنوب سوريا
-
نتانياهو يعبر عن -صدمة عميقة- بعد نشر حماس تسجيلات لرهينتين
...
-
الكونغرس يقر تعيين مقدمة برامج سابقة في أبرز منصب قضائي بواش
...
-
معظم حالات انتحار الجنود الإسرائيليين مرتبطة بالحرب في غزة
-
مع مفاوصاتها النهائية.. هل تضع المعاهدة الدولية حدا لطوفان ا
...
-
-الأكثر تأثيرًا في هذا القرن-.. شاهد كيف يُعيد ترامب تشكيل أ
...
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|