|
جبهة المهزومين
فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 3949 - 2012 / 12 / 22 - 21:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مراجعة التأريخ و إستنطاقه، توضح الکثير من الامور و الحقائق الخافية او غير المفهومة على الناس، حيث أن التأريخ يعتبر أکبر ملهم و مرشد للإنسان فيما لو فهم و استوعب الدروس و العبر التي تتلى من قبله. الحروب الخاسرة و المواجهات الفاشلة و غير المجدية التي جرت على مر التأريخ، تحمل في ثناياها الکثير من الدروس و العبر التي تفهم الانسان و ترشده الى سلوك و إنتهاج أفضل الطرق التي تضمن مستقبله و تحثه کي لايسلك طرقا غير آمنة و محمودة العواقب، لکن هنالك مشکلة کبيرة جدا هنا، وهي أن الطغاة و المستبدين ليسوا من النوعيات التي تستمع و تنصت للآخرين و تسعى للتفقه و اخذ العبر من طروحاتهم، ذلك أن الطغاة و المستبدين کانوا دوما أناس ضيقي الافق المنغلقين على أنفسهم و الذين يعتبرون أن الحقيقة و الواقع و کل الامور محصورة و متعلقة بهم، إذ أن نيرون و هتلر و غيره من طغاة العصر، لم يکونوا من اولئك الذين بمقدورهم إستيعاب الدروس و العبر المستخلصة من التأريخ وانما کانوا يسعون دوما للسباحة ضد التيار و فرض طروحاتهم و مثلهم على الحقيقة و الواقع. احداث الربيع العربي التي لخصت في ثناياها الکثير من الدروس و العبر و الغنية و عبرت و بکل صراحة عن واقع سياسي و فکري بائس للأنظمة الاستبدادية الحاکمة، عکست في نفس الوقت الواقع البائس للأنظمة الدکتاتورية الحاکمة وکيف أنها لاتتمکن من تجاوز أفق تعاملها الضيق جدا مع احداث و مستجدات و تطورات الواقع و تصر على فرض تصوراتها و رؤيتها غير المنطقية للواقع، ويندرج بهذا الاطار النظام السوري القمعي الذي لايزال يصر على مواجهة سنن التغيير و التطور و الوقف ضدها مهما کلف الامر و يشاطره و يدعمه بهذا السبيل غير القويم و المرفوض من اساسه، نظام الملالي في طهران، الذي يسعى لدعم و إسناد الموقف المهزوز لنظام بشار الاسد المتزلزل و الحيلولة دون سقوطه، ومن المعلوم ان النظام الايراني قد سعى عبر مختلف الطرق و بشتى الوسائل المباحة و غير المباحة للوقوف الى جانب النظام الدکتاتوري في دمشق و الحيلولة دون سقوطه، وهو ومن أجل تحقيق هذا الهدف الذي يتناقض مع مصالح و مستقبل الشعب السوري و أجياله الآتية، ألقى بکل ثقله في آتون الصراع الدائر بين ابناء الثورة السورية و القوات القمعية المجرمة لنظام بشار الاسد، وقام بترتيب جبهة مشبوهة لدعم و اسناد نظام الاسد، هذه الجبهة التي تتکون من: ـ النظام الايراني. ـ النظام السوري. ـ حزب الله اللبناني. ـ حکومة نوري المالکي. لکن و على الضد تماما من هذه الجبهة الشريرة التي تقف ضد إرادة الشعب السوري و شعوب المنطقة، تشکلت جبهة ثورية مبدأية أخرى قوامها أبناء الثورة السورية و المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، وهي جبهة تحاول بذل کل مافي وسعها من أجل خير و مصلحة شعوب المنطقة و وضع حد لشرور و عدوانية النظام الديني المتطرف في طهران، ولاريب من أن جبهة طهران ـ حزب الله ـ دمشق هي جبهة مشبوهة تقف على الضد تماما من إرادة الشعوب و خياراتها الوطنية، ولذلك فإنه لامستقبل أبدا لتلك الجبهة الشريرة التي تنتظر مختلف الاوساط السياسية المطلعة بالمنطقة سقوطها و فناءها لأنه لاغد او مستقبل للنظام الدکتاتوري في دمشق، في حين أن المستقبل و الغد المشرق هو لإرادة الشعب السوري التي باتت تترجم في الموقف الثوري البطولي للشعب السوري من النظام الدکتاتوري، وان جبهة طهران ـ دمشق ـ حزب الله ـ المالکي ليست بوسعها تغيير أبجديات و اسس الواقع الذي ستفرضه إرادة الشعب السوري و إرادة جبهة النصر و الصمود و المقاومة المتمثلة بجبهة تتکون من: ـ الثورة السورية. ـ المقاومة الايرانية. ـ القوى المحبة للسلام و الديمقراطية و التغيير في مختلف ارجاء العالم. هذه الجبهة الثورية التي ترفع رايات الحرية و الديمقراطية و التغيير، هي ومن دون أدنى شك جبهة المنتصرين و الذين سيفرضون خياراتهم و إراداتهم على أرض الواقع، وستجبر جبهة المهزومين على الاقرار و الاعتراف بهزيمتهم المنکرة أمام إرادة و خيار الشعوب، وان الايام القليلة القادمة ستثبت للعالم حقيقة الذي نطرحه هنا.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل سيطاح بکوبلر؟
-
ماذا سيفعل نجاد في بغداد؟
-
کوبلر يمجد المالکي..تصفيق!
-
فتح الطرق کلها الى طهران
-
مريم رجوي تقود نحو التغيير الحقيقي
-
الاعتراف بالمقاومة الايرانية ضرورة إقليمية و دولية
-
إنتصار إرادة الشعوب
-
المشروع الاقليمي للملالي على طريق الانهيار
-
لماذا يجب تسمية ليبرتي مخيما للاجئين؟
-
تحالف شعبين في مواجهة تحالف نظامين
-
الربيع الايراني..الحل المنتظر
المزيد.....
-
بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة
...
-
أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية
...
-
الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2
...
-
صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير
...
-
الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط
...
-
تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2
...
-
صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
-
-بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
-
بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|