أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر زكي الزعزوع - إعدام مدني














المزيد.....

إعدام مدني


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 19:23
المحور: حقوق الانسان
    


عقب خروجي من المعتقل في نيسان ابريل عام 2012 جلسنا في مقهى الحجاز المحامي الرائع والمعتقل في سجون النظام خليل معتوق وأنا وصديق ثالث، سألني خليل معتوق عن وضعي في العمل، كان وزير الإعلام "عدنان محمود" قد أصدر قراراً بفصلي من العمل واضعاً بذلك حداً لأكثر من خمسة عشر عاماً أمضيتها في وزارة الإعلام، وكانت الإخبارية السورية قد طردتني كذلك، وبت عاطلاً عن العمل، طبعاً وبانتظاري محاكمة... وكل ذلك إثر نشري قصيدة وبعض التعليقات، التي انتقد فيها قيام قوات النظام بقتل المواطنين، وإعلاني مناصرة الثورة والعمل سراً في صفوفها.
قال خليل معتوق وقتها: يا إلهي هذا إعدام مدني.
واقترح علي أن أزوده بقرار فصلي من العمل، وكافة الأوراق التي تثبت أن القرار الذي اتخذه عدنان محمود باطل كونه يخالف "قانون العاملين الموحد"، طبعاً لا أنا أعطيته الأوراق، ولا هو رفع الدعوى.
بصراحة لم أكن قد سمعت بهذه العبارة من قبل، وظل رنينها يتردد في مسامعي طيلة الوقت، لأن مدلولاتها تحيل بالضرورة إلى فكرة "التجريد" التي كانت متبعة لدى النظام عقوبة للمعتقلين السياسيين بعد خروجهم، فقد كان المعتقل يجد نفسه مجرداً من كافة حقوقه المدنية، فلا يسافر ولا يعمل ويتحول إلى عالة على المجتمع.
بعد خروجي من سوريا، واستقراري في مصر بحكم العمل مع إحدى القنوات المعارضة، بدا الوضع مختلفاً، هنا يحق لك أن تنتقد النظام، وأن لا تسكت على جرائمه، وبدا العمل بالنسبة لي يحقق مأربين اثنين أولهما مناصرتي وعملي لأجل الثورة، وثانيهما الأمان المادي لي ولأسرتي، لكن شهر العسل بيني وبين القناة المعارضة لم يدم طويلاً، فعلى الرغم من تسلمي بعد شهر تقريباً إدارة الأخبار فيها، وعملي على تطوير قسم الأخبار باعتراف مالكها ومديرها العام وجميع العاملين، إلا أن عدم قدرتي على وضع لساني في فمي والسكوت على بعض الأمور اللامهنية التي تحدث صنع فجوة بيني وبين مديرها العام وبطانته، فاتخذ قراراً دون إنذار بإعدامي مدنياً، تماماً كما فعل من قبله نظام بشار الأسد، فوجدت نفسي للمرة الثانية أعدم مدنياً لكن هذه المرة على يد مناصر للثورة "قولاً" على الأقل، يسمي القناة التلفزيونية التي يديرها شركة، على الرغم من أن المتعارف عليه لدى القاصي والجاني أن التسمية اللائقة بالمكان هو "مؤسسة إعلامية".
في غضون سنة واحدة تم إعدامي مدنياً مرتين بسبب رأيي، بيدين مختلفتين، لكن بالطريقة نفسها، أحاول جاهداً أن أفكر أن ادعاء "حرية الرأي" شيء، والعمل "بحرية" شيء آخر، لكن هل يستطيع إعلامي أو مثقف بعد كل ما حصل خلال سنتين من عمر الثورة أن يعيد إنتاج إعلام "استقبل سيادته" فقط لضمان مصدر رزقه، وكيلا يعدم مدنياً؟؟
فما الذي تغير يا سوريا؟



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهو يترنم
- لاعب الريشة
- هيتو البطل
- سوريا: العلويون.. شركاء أم ضحايا؟؟
- لماذا دخل الجهاديون سوريا؟
- ما الذي تبقى لنا؟
- سرقوا الثورة منا
- ما أجمل آذار
- الشهداء يتقنون اللعب
- سقوط الرجل الأخضر
- تحيا عقاقير الهلوسة ويسقط القذافي وابنه المعتوه
- حكاية مصرية.. من ظل الديكتاتور إلى الحرية
- قل هي الثورة أنتم.. وما لكم كفواً أحد
- بعبع اسمه الدولة الإسلامية
- ثورة مصر تعيد رسم ملامحنا
- البوكمال... سيرةٌ فراتيةٌ جداً
- كم علامة تعجب يحتاج هذا المقال؟
- فنانات يضربن الشغالات... وما المشكلة فهنّ خدامات ليس إلا!!
- اثنان...
- موت والطقس صحو


المزيد.....




- الجمعة.. تصويت مرتقب في الأمم المتحدة بشأن -عضوية فلسطين-
- الأمم المتحدة تقول إن 80 ألف شخص فروا من مدينة رفح مع تكثيف ...
- رماه في بئر فمات غرقا.. السعودية تنفذ الإعدام بوافد وتكشف جن ...
- نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم ...
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام متطرفين إسرائيليين النا ...
- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...
- الصومال يطلب إنهاء عمل بعثة سياسية للأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر زكي الزعزوع - إعدام مدني