أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - وهو يترنم














المزيد.....

وهو يترنم


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 07:27
المحور: الادب والفن
    


الهزيمة تثقل ظهري، لا أريد أن أحمل هزائم أكثر، دعوني وحيداً وارحلوا، ارحلوا جميعاً، دعوني ألملم ما تبقى لي من العمر في كيس عتيق وأمضي إلى النهر، هناك سأجد ضالتي، هناك حيث لن يراني أحد، سأخرج خيبتي وألقيها في الماء، لن يراني أحد، لن يراني أحد.
أعلم أني عشت طويلاً، لكني لم أكن أريد ذلك، لم أكن أريد أن أعيش هذه السنوات كلها، كنت أريد أن أزوج أبنائي ثم أغادر الحياة بهدوء كما عشتها بهدوء، لم أكن أريد رؤية أحفادي، لم أكن أريد ذلك، ما الذي سأخسره بعد الآن؟
يا الله، أنا لم أغادر هذا البيت، عشت فيه ثمانين عاماً، يا الله كان بيت أبي، وقد مات فيه، هناك قرب شجرة التين تلك، كان هذا قبل سنوات طويلة، وهناك في الزاوية ماتت أمي، كانت تصلي صلاة الفجر، ركعت ولم تنهض، وهنا، هنا في هذا المكان كنت أقف حين سمعت خبر ولادة أول أبنائي، ابني الأكبر الذي صار جداً، يا الله، يا الله، لم أكن أريد هذا كله، كنت أريد أن أراهم رجالاً فقط، لم أكن أريد رؤية أولادهم، هنا في هذا المكان يا الله سمعت خبر استشهاد ابن ابني الأكبر، وهناك قرب الباب الخشبي سمعت باستشهاد ابن ابنتي، وبعدها بيومين فقط يا الله، أبلغوني بوفاة ابنتي حزناً على وحيدها الذي مات في المعتقل، وهناك هناك قرب شجرة الجوز ماتت زوجتي، سقط عليها صاروخ وقتلها، لقد زرعت شجرة الجوز بيديها منذ ثلاثين عاماً حين رزقنا الله بثالث أولادنا، يا الله، لقد استشهد هو أيضاً وهو يحاول سحب أمه من تحت الأنقاض، يا الله، يا الله، لم أكن أريد أن أعيش هذا الوقت كله، كنت أريد أن أراهم رجالاً، رجالاً، لقد كانوا يلعبون حولي في صغرهم، هنا في الحوش كانت أرضه ترابية وقتها، وكنت أصرخ موبخاً كلما أثاروا الغبار بحركات أقدامهم، هنا في هذا الحوش، هنا في هذا المكان الذي انهمرت عليه القذائف فسقطوا جميعاً بينما كانوا يستعدون لتشييع أخيهم الأصغر الذي استشهد وهو يدافع عن بيته، يا الله، يا الله، لم أكن أريد أن أعيش هذه السنوات كلها، يا الله.... يا الله.



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاعب الريشة
- هيتو البطل
- سوريا: العلويون.. شركاء أم ضحايا؟؟
- لماذا دخل الجهاديون سوريا؟
- ما الذي تبقى لنا؟
- سرقوا الثورة منا
- ما أجمل آذار
- الشهداء يتقنون اللعب
- سقوط الرجل الأخضر
- تحيا عقاقير الهلوسة ويسقط القذافي وابنه المعتوه
- حكاية مصرية.. من ظل الديكتاتور إلى الحرية
- قل هي الثورة أنتم.. وما لكم كفواً أحد
- بعبع اسمه الدولة الإسلامية
- ثورة مصر تعيد رسم ملامحنا
- البوكمال... سيرةٌ فراتيةٌ جداً
- كم علامة تعجب يحتاج هذا المقال؟
- فنانات يضربن الشغالات... وما المشكلة فهنّ خدامات ليس إلا!!
- اثنان...
- موت والطقس صحو
- فما الذي ستفعله؟


المزيد.....




- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - وهو يترنم