أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر زكي الزعزوع - فما الذي ستفعله؟














المزيد.....

فما الذي ستفعله؟


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 00:48
المحور: حقوق الانسان
    


لو كنت في محل منتظر الزيدي ووقفت وجهاً لوجه أمام بوش فما الذي ستفعله؟
ستسأله سؤالاً استفزازياً؟
ستخلع نعليك لتقذفه بهما؟
أم ستكتفي بلعب دور الصحفي المهني متخلياً عن مشاعرك وأحاسيسك، وملتزماً بأصول المهنة؟
ولو كنت في مصر ورأيت حسني مبارك يبتسم وهو يصافح تسيبي ليفني، وأنت تعلم تماماً أن ما يحاك في الاجتماع سيسفر عن دماء تسفك وشعب يشرد، وعشرات المنازل تهدم فوق رؤوس أصحابها... فما الذي ستفعله؟
لو كنت مصرياً وسمعت العالم كله يهتف عار على مصر ما يحدث في غزة، وعار على مصر أن تكون شريكاً في هذا القتل اليومي، وعار على مصر أم الدنيا أن تتفرج على نزف الدماء اليومي دون أن تحرك ساكناً، فما الذي ستفعله؟
ولو كنت في غزة، نعم في غزة...
وطلب منك أن تموت كما يموت الكثيرون كل يوم، وطلب منك أن تفقد أهلك وبيتك وصورتك وصوتك، ولو طلب منك أن تظل صامداً لأن الصمود لا يأتي طواعية، بل يأتي بالطلب وبالتوسل أحياناً، وأن تكون صامداً يعني أن تغضب الكثيرين منك، وأن يمنع عنك الغذاء والدواء، وأن تحاصر ليل نهار، وصيف شتاء... فما الذي ستفعله؟
ثم ما الذي ستفعله إذا جلست في قصر جمهوري أو ملكي أو أميري في دولة عربية، وأن تكون حاكماً مطلقاً، بكل ما تعنيه هذه الـ"مطلقاً" من معانٍ، يعني أن تكون أنت الآمر الناهي، والمحيي والمميت، ما الذي ستفعله حين تطالبك الجماهير العريضة بالتحرك، أي تحرك؟
يعني لنصرة القضايا العربية الكبرى أو الصغرى
أو لمساعدة من هم في حاجة للمساعدة
أو لإصدار بيان تقول فيه علانية ودون خوف على الكرسي ومجاملة لأحد إن ما يحدث أياً كان ما يحدث مرفوض، وأنك وعلى اعتبار أنك تمثل هذه الدولة، تقف مستنكراً بغض النظر عن الطريقة التي سيقف بها الآخرون، وأن تخفي ابتسامتك أمام عدسات المصورين..
ماذا ستفعل؟
ماذا ستفعل إذا طلب منك أن تظل متوازناً وأنت تتابع هذه المتواليات من الصور التي لا تكف الفضائيات العربية وغير العربية عن جلدك بها منذ شروق الشمس حتى غروبها، وأنت تصغي إلى أنين الجرحى والمصابين وعويل النساء؟
هل ستظل متوازناً، أم ستنهار انهياراً لا مثيل له وتهوي على الأرض منتحباً، باكياً وتصرخ بكل ما أوتيت من يأس: كفى، كفى؟.
ماذا ستفعل؟
ماذا ستفعل إن فوجئت بالحرب تمتد شئت أم أبيت إلى ذهن ابنتك الصغيرة، وتصير تردد وهي لا تعلم أليس ما يحدث جريمة، هل تأمرها بالصمت؟ أم تقول لها مثل الآباء كلهم نعم هذه جريمة لا تغتفر، وهل ستشرح لها مستفيضاً السبب الذي يدفع بشراً من دم ولحم يقتلون بوحشية بشراً آخرين من دم ولحم؟ أم ستغلق التلفاز وتلعن الصورة؟.
ما الذي ستفعله كي تتخلص من الصورة؟
هل تدعي أنك لم تر شيئاً
ولكنك سمعت
حسناً، لم تسمع شيئاً
ألم تشعر بشيء أيضاً؟







#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقارير استخباراتية... وحروب استباقية
- نحن مبتهجون.. فهل تغير العالم؟
- باراك أوباما وانتصار الأميركيين
- الولايات المتحدة ومحنة الرئيس العتيد
- إيروتيك
- ملامح غير مكتملة
- ما بعد القمة...
- كانوا هنا...
- دمٌ أيها الحب!!
- ماذا تفعل حين تبصر مؤخرة جميلة؟
- حكاية عاشقين!
- أغنية عاشقين
- هكذا يرى الأميركيون بوش... فكيف نراه نحن؟
- بوش فقد عقله... ويصرخ: هل من مبارز!
- ماذا ستفعل أميركا بعد الهزيمة؟
- هنية على المعبر... يا لهذا الموقف المؤلم!
- يا سمير عطا الله العب غيرها
- ويا للأزهار، ويا للماء، ويا لي...
- أطفال العراق لا يعرفون (سانتا كلوز)
- 3709 لا، ليسوا فراشات


المزيد.....




- حركة فتح: قضية الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين تحتل أولوي ...
- نادي الأسير يعلن ارتفاع حصيلة الاعتقالات منذ 7 أكتوبر إلى 78 ...
- الاحتلال يفرج عن 7 معتقلين من الهلال الأحمر ومصير 8 ما زال ...
- الأمم المتحدة: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- تعذيب وتنكيل وحرق حتى الموت.. فيديو صادم يظهر ميليشيا موالية ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص في غزة يواجهون انعدام الأمن ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليون غزي يواجهون انعدام الأمن الغذائ ...
- زاخاروفا تضيف سؤالا خامسا على أسئلة أربعة وضعتها برلين شرطا ...
- مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلس ...
- الأردنيون يتظاهرون لليوم الرابع قرب سفارة إسرائيل ومسيرات بم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر زكي الزعزوع - فما الذي ستفعله؟