أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ثائر زكي الزعزوع - ملامح غير مكتملة














المزيد.....

ملامح غير مكتملة


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 08:24
المحور: كتابات ساخرة
    


فشل اليسار، صار أعرج وأعور وبه لوثة، منذ أن تأبط ذراع الحصّاد الأميركي الشرس للدماء وسار معه تحت قبة البرلمان، ونبح مثله: "من ليس معي فهو ضدي". ثم صلى وصام وقام الليل، حتى صار يساراً يسارياً لا يدري أية وجهة عليه أن يسلكها كي يصل إلى اليسار ومع كل هذا فهو لم يكفّ لحظة عن شتم الإمبريالية والغوغاء الحاملين لغة استعمارية والقادمين من وراء المحيطات لترسيخ ثقافة ديمقراطية استعمارية... فشل اليسار.
وأما اليمين فصار يميناً جداً، لا يفرق بين يده اليمنى وبين يده اليسرى، ولا يدري أينام على جنبه الأيمن أم على جنبه الأيسر، واستطاع لكثرة يمينيته أن ينزوي في اليمين نفسه حتى أدمنه اليمين، ولم يعد قادراً على الإصغاء سوى عبر أذنه اليمنى، فإذا حدثته حديثاً وأنت تجلس إلى يساره هدر دمك، وقذفك إلى بحر لا آخرة له من التكافير التكفيرية المكفرة التي ما أنزل الله بها من سلطان...
فشل اليسار، حتى صرت وإن تحدثت عن جريدة ما يمينياً، وإن قلت إنك تحب فلاناً يمينياً، وأما إن رفرفت بجناحي يمامة إلى دول النفط فإن يساريتك الثورية تزداد رسوخاً، وتصير يسارية لا حدود لها، يسارية تنحو منحى ثورياً وتزداد إيماناً بأن لحية فلاديمير إيليتش لينين توازي بثوريتها لحية الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الرابض على القيم الثورية والداعي للاعتدال الثوري في زمن الانجراف اليميني، حيث يصير السيد بعمامته راعياً للفكر الثوري...
تفقد بوصلتك وتخربش على الجدران باحثاً عن تفاصيلك، عن أشيائك الحميمة عن ذكرياتك حين كانت صورة أرنستو تشي جيفارا تزين جدار غرفتك المطلة من قاسيون على دمشق.
تداعب يساراً كان يعني في أحسن حالاته زجاجة نبيذ وشفتي أنثى ثورية مثلك، قررتما كلاكما أن تطأا المجتمع كله بثوريتكما الجارفة، واتحدتما تحت سقف ينزّ ماء وذكريات، جعلتما الغرف المغلقة على رفاقكما الثوريين تتسع لتشملكما في لحظة عشق صوفية... ثم فجأة تغيرت التفاصيل فتلك المرأة التي كانت فيما مضى تفيض شعاراتٍ صارت "قبيسيةً" ترجمك بنظرات تكفير لا آخرة لها، وصرت لكثرة علاقتك بالسماء أشبه بطائر سماوي.
والآن حين تعيد ترتيب تفاصيلك تجدك يمينياً، وتحار في يساريتك القادرة كل مرة على التقاطك من ذاتك، وحين تعيد ترتيب ملامحك الثورية تجدك يسارياً قادراً بكل بساطة على السخرية من الثورة القابعة تحت عمامة الإمام وبين شعيرات لحيته الضاربة عميقاً في كل انتماءاتك وكل خياراتك...
والآن تجدك وحيداً معلقاً بين يمين ويسار... وبين يسار ويمين
وتبتهل لسماء زرقاء موشاة بالأحمر...
يالهذا الدم
وتبتهل لسماء موشاة بالصورايخ العابرة للقارات...
أبانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك
ليتقدس اسمك
ولتكن مشيئتك في الأرض كما في السماء
دعني أسألك: لماذا ما زلت جالساً هناك في السماوات
ولماذا تتركنا هنا على الأرض؟



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد القمة...
- كانوا هنا...
- دمٌ أيها الحب!!
- ماذا تفعل حين تبصر مؤخرة جميلة؟
- حكاية عاشقين!
- أغنية عاشقين
- هكذا يرى الأميركيون بوش... فكيف نراه نحن؟
- بوش فقد عقله... ويصرخ: هل من مبارز!
- ماذا ستفعل أميركا بعد الهزيمة؟
- هنية على المعبر... يا لهذا الموقف المؤلم!
- يا سمير عطا الله العب غيرها
- ويا للأزهار، ويا للماء، ويا لي...
- أطفال العراق لا يعرفون (سانتا كلوز)
- 3709 لا، ليسوا فراشات
- كذبوا فصدّقنا...
- مؤتمر ثقافي... لهذا العراق
- فيروز والعلم والعراق
- ماالذي تفعله (الثقافة) في غياب النقد؟
- أخشى أن يكون البابا مخطئاً
- قبل وبعد وماذا أيضاً؟


المزيد.....




- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ثائر زكي الزعزوع - ملامح غير مكتملة