ثائر زكي الزعزوع
الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25 - 05:41
المحور:
حقوق الانسان
قد يكون غريباً هذا الرقم إلا أنه رقم ورد في العديد من وسائل الإعلام، ولم يتوقف عنده الكثيرون إلاّ للحظات ثم غادروه، ربما بحثاً عن رقم آخر...
فما الذي يعنيه هذا الرقم؟
لطالما استوقفتني الأرقام في الشريط الإخباري لأي قناة إخبارية، أية أرقام؟ إنها أرقام تردُّ يومياً من العراق عن الأعداد الهائلة من الضحايا الذين يتساقطون كل دقيقة وكأنهم فراشات عصفت بهم رياح عاتية، فتساقطت واحدة تلو الأخرى!.
وللمعلومة، فإن الفراشة لا ذاكرة لها، ولا حنين، ولا حب ولا أم أو أخت ثكلى تبكي عليها، ولا أطفال ولا هم يحزنون، على الرغم من أن الشعراء يميلون ميلاً إليها، ويصفون حبيباتهم بها، إلا أنها تظل فراشة ولا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تصير إنساناً.
أما أولئك "العراقيون" فإنهم ليسوا مجرد رقم عابر في شريط إخباري، إنهم ذكريات وأحلام وقلوب كانت تنبض حباً أو كراهية أو أي شيء آخر..
هم دماء نزفت على طرقات حملتهم صغاراً، ورؤوس اخترقتها أحقاد وعداوات...
العراق ينزف أبناءه لا فراشاته، ومع هذا فإنهم ليسوا سوى أرقام ترد في شريط إخباري، كم عزاءً يقام حداداً على هؤلاء؟
روى لي صديق عراقي مهجر هذه المأساة، قال:
"كنت أحادث ابن عمي عبر الهاتف، هو في بغداد وأنا في الشام، سألته عن أحواله فقال: الحال لا يسرّ، والأمور من سيء إلى أسوأ، الملثمون يجوبون الشوارع يقتلون الجميع، دون أي استثناء، وأصوات الرصاص لا تتوقف ليلاً نهاراً... اسمع ألا تسمع؟
ثم انقطع الاتصال، فعزوت الأمر لسوء الشبكات في ظل الأوضاع، في اليوم نفسه، مساءً، تلقيت اتصالاً من قريب يخبرني أن ابن عمي قتل وهو يتحدث معي على الهاتف".
3709 هم فراشات العراق الذين تساقطوا خلال شهر تشرين الأول الماضي... هم رقم مر في شريط إخباري...
فإلى متى أيهذا العراق؟!!
#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟