أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - قانا... عرس الدم














المزيد.....

قانا... عرس الدم


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 1629 - 2006 / 8 / 1 - 07:13
المحور: الادب والفن
    


(كتابة أولى)
(1)
شكراً للعالم وهو يغط في سباته العميق، يسحب أنفاسه صباح كل يوم جديد قائلاً بما يشبه الغزل: ما أحلى القذى في عيون القتلة.
ألهذه الأشلاء المتناثرة هنا وهناك ربٌّ يشبه ربنا القابع في سمائه مختبئاً خلف عباءته!.
أيُّهذي الكائنات المؤمنة بالحب، تمني لنا مساء مضمخاً بالدم...
يطغى على الحضور.
أتشمّون رائحة دمائهم تفوح مبشّرة بعالم جديد!
شكراً لإيمانكم أيها الساهرون بين الصخور بانتظار المزيد
هل العالم قادر على تدوين مذكراته بعيداً من القتل، والدم، والموت المجاني.
أيهذا المحارب
كفاكَ
كفاكَ
أما ترى الساعة الرملية مقلوبة، واللعبة شاملة...
إنهم يغادرون رمالك كي ينغرسوا عميقاً في ذاكرتك.
ولا مسيحٌ يسخِّر معجزة لتحوّل هذا الدمَ القاني نبيذاً، وتحول هذه الأشلاء خبزاً نطعمه من تبقى منا تحت شمس الله الساطعة.
ولا مسيحٌ ينفخ الروح في أطفالنا الجميلين الذين التحفوا صدور أمهاتهم وغطوا في سبات عميق...
أيهذا الشرق...
أيهذا السجن...
أيهذا الحصار...
فلتكن أغنياتنا بوحاً يشبه أنيننا ونحن عرايا مستباحون.
ألم يكن صوتك أيها الصغير مبحوحاً وأنت تنادي أمك: يا أماه، يا أماه... هنالك رعد يهز الغرفة، يهز العالم، يهز الكرة الأرضية!
ألم تكن عيناك دامعتين...
ألم يكن وجهك شاحباً!.
(2)
اسمع...
ذلك همس تحت حجارة بيت
هل هذا طفل
هل هذا كائن حيٌّ
أم حجر يتنفس...
ما هذا اللون الأحمر الينساب على الرمل
أهذا لون شقائق النعمان
أم لون الفجر الدامي!
ما هذا اللون الأحمر؟
اسمع...
خائفة تلك الوردة ترتعش بفعل البرد، وفعل الحب، وفعل الأغنية
أتصغي... اسمع تلك الأغنية تؤديها جوقة القتلة.
ويا للقتلة وهم يرون قداس الرحمة.
ارحمهم... يا الله الكامن هنالك حيث سماؤك واسعة مثل الحزن، ومثل القتل اليومي.
أتصغي... اسمع تأتأة، تلك حروف رضيع تتسرب بين بقايا النار،
أتبصر... انظر هذا الإصبع ليس سوى تاريخ يحتفل بآخر نزوات الحرية.
فلنرقص...
فهذي الموسيقا تجعل شجر الأرز يهتزّ
وتجعل صنين يلوح بذراعيه لما يمضي.
"هذي جثة طفل
عيناه
يداه
هذا وجهه... هل كان يحلم؟
وتلك المرأة المائلة كغصن اللوز أكانت أمه، لا تلك الأخت الكبرى، وأما الأم فكانت تعد الليل لنوم دافئ".
(3)
دوّن في آخر فصل من إنجيلك
(لم تأت ساعتي بعد)
وتمهّل... راقب ما أبقاه الليل
وجرّ قدميك المثقلتين بهذا العشق
تنزه بين الجثث
فالحفلة لا زالت قائمة...
حرّك قدميك قليلاً... ارقص، ارقص
أتدري... ثمة ما يشتعل هناك خلف التلة،
أتبصر تلك التلة!
ثمة عينان تجوسان الأفق، تنيران العالم،
تلك الطفلة تدعو العالم كي يحضر عرساً دموياً صنعته طيور من فولاذ.
فتعالوا يا عشاق، ويا عمال، ويا شعراء،
ولنشعل شمعة تنير ظلام المشهد.



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العراق الجديد لماذا يريد -عمر- أن يصير -همر-؟
- كوندي تبشّرنا فيا بشرانا
- (إسرائيل ترشّ علينا ماءَ الوردِ من الجوّ...)
- لا تقطعوا ألسنتنا!
- مونديالي أنا...
- الجرّاحونَ المهرةُ
- سادتي الزعماء العرب.... هل رأيتم دموع هدى غالية؟!
- تساؤلات
- أليست هذه كذبة!!
- الشيخ صالح كامل.... شكراً يا سارق الفرح
- ألغى، يلغي، إلغاءً
- تحية غير عادية إلى ناوم تشومسكي
- المخرج المسرحي باسم قهار: مليون عرض مسرحي لا يمكن أن توقف إط ...
- في مديح اليمام
- ذات مساء... بلا أقنعة
- الخارجون على القانون**
- كذبة نيسان
- الوباء
- في الحب
- لماذا لا يكون العقل نبياً؟!


المزيد.....




- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - قانا... عرس الدم