هكذا يرى الأميركيون بوش... فكيف نراه نحن؟

ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لا يمكن النظر بأي شكل من الأشكال إلى المظاهرات التي ملأت شوارع المدن الأميركية على أنها حالة عابرة، فمستوى الاحتقان الجماهيري في واشنطن ونيويورك وشيكاغو وفلوريدا وسواها من الولايات الأميركية بلغ أشده، بعد أن أطاح بوش برأي الأكثرية وقرر المضي في غيّه حتى النهاية.
المتظاهرون اعتبروا إستراتيجية بوش الجديدة باباً جديداً من أبواب الجحيم يُفتح في وجوه أبنائهم، وقد كتبت إحدى المتظاهرات على لافتة تحملها العبارة التالية: يا بوش اللعنة عليك... إلى متى سترسل أبناءنا إلى الموت؟ متظاهر آخر كتب وهو يلون وجهه بألوان العلم الأميركي: أيها الديمقراطيون... اقتلوا ذلك المعتوه.
الصحف الأميركية والبريطانية وقف محللوها عاجزين عن فهم الآلية التي تتحكم بتفكير الحاكم الأوحد لهذا العالم، والذي لم يكتشف حتى الآن أن الكرة الأرضية ليست واحدة من ألعاب ديزني لاند، ولا من أفلام الخيال العلمي.
ففي مجلة التايم الأميركية رأى جميع المحللين والقراء الذين أرسلوا رسائلهم إلى المجلة واسعة الانتشار أن بوش مخطئ وأن الإستراتيجية الوحيدة التي يجب العمل عليها هي عودة الجنود إلى الوطن، لا إرسالهم إلى موت محتم.
اللافت في الأمر ازدياد عدد القتلى الأميركيين خلال الأيام القليلة الماضية، أي منذ أعلن بوش عن إستراتيجيته، حتى علق أحد زوار موقع إلكتروني أميركي قائلاً: يا بوش ألا تنظر إليهم... إنهم يموتون.
مجلة "يو إس نيوز" نشرت كاريكاتيراً يصور بوش يقود الجنود إلى مطحنة اللحمة منادياً إياهم: هيا أيها الجنود تعالوا... اقفزوا هنا... وبعدها سأرى ما سأفعله... في جانب الصورة يبدو ديك تشيني ساخراً من رأي المواطنين المحتجين على الخطة قائلاً: ومن سألكم رأيكم؟
مطحنة اللحم في الصورة هي العراق طبعاً، الذي صار مجرد ذكر اسمه يشعر الأميركيين بالخزي، هكذا يعبر كاتب في يومية "وول ستريت جورنال"، ويتابع إن ما فعلناه في ذلك البلد سيء، بل هو أسوأ ما فعلناه في تاريخنا كله.
متظاهر أميركي وقف أمام عدسات الكاميرات وصرخ بغضب والدموع تملأ عينيه: "بوش أيها المجرم، لقد جعلتني أكره أميركا"... وكان يطأ علم أميركا بقدميه.
الصحافة العربية لا تختلف كثيراً عن الصحافة الأميركية في هجومها اللاذع على بوش وخطته، لكن شارعنا العربي من المحيط إلى الخليج لم يحرك ساكناً... تحلّق الجميع حول شاشات التلفزيون تابعوا الأخبار هزوا رؤوسهم ألماً على ما يحدث في العراق، ثم غطّوا في سبات عميق...

#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل