أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - ماذا تفعل حين تبصر مؤخرة جميلة؟














المزيد.....

ماذا تفعل حين تبصر مؤخرة جميلة؟


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 12:08
المحور: الادب والفن
    


مثلاً...
أنت تقف أمام باب المصعد، تنتظر...
تأتي امرأة ما، مثلاً شقراء الشعر، لا، ليست شقراء بالضرورة، بل إنها تصبغ شعرها باللون الأشقر، مثلاً، وبما إنك لا تحب الشقراوات، ولا اللواتي يصرن شقراوات فلن تلتفت إليها إلا لترمقها بتلك النظرة الغريبة، التي لن تجد لها تفسيراً.
تخرج من جيب قميصك علبة التبغ، تسحب، وبالطريقة الآلية نفسها سيجارة تشعلها تأخذ نفساً عميقاً، ثم تنفث الدخان إلى الأعلى.
بينما يبدو على الشقراء الملل، وهي تراقب ضوء باب المصعد، يبدو أنها تأتي إلى البناء للمرة ألأولى، ولذلك فقد أصابها الملل باكراً...
أصابها الملل، لماذا لم يصبها البلل مثلاً، يعني فجأة هبطت عليها مياه من السماء أو من أحد الطوابق العليا التي مرت تحتها، تلمح في يدها مفتاح سيارة، فتهز رأسك، الفكرة ليست واردة أصلاً، فهي لم تأت سيراً على قدميها، ومع أنها لم تلتفت لتنظر إليك إلا مرة واحدة، إلا أنك شعرت أنها تناصبك العداء، تغلي قليلاً من الداخل، ثم تمج سيجارتك بغضب...
مؤخرتها تتحرك بعصبية مثيرة، تتراجع قليلاً إلى الخلف، وتراقب حركة مؤخرتها وهي تنقبض بفعل التوتر، تستطيع تخيل إليتين بيضاويين تنفلقان برحابة مع كل حركة من قدميها، تستند إلى الجدار وتمعن النظر أكثر، تحاول تحليل حركاتها أكثر، ولكن... يضيء ضوء صغير على الجدار، ويفتح باب المصعد مصدراً أزيزاً كريهاً، تستجمع ذاتك المستغرقة في التفاصيل، وتنفر إلى الداخل، هي سبقتك، تضغط الرقم سبعة بينما هي تنكمش في زاوية المصعد، تنظر إلى هاتفها المحمول، تتأفف ثم تزفر بشدة، تسألها بتهذيب: أي طابق؟
فتقول وكأنها فوجئت: ها، سبعة، شكراً.
تهز رأسك، ويغلق الباب ويبدأ المصعد بالصعود تتواجهان، تنظر إليها تحاول تبين تفاصيلها، جميلة، نعم، صدرها يندفع إلى الأمام قليلاً، ترفع رأسها فتقع عيناها عليك، ترمقك بنظرة غريبة، فتشيح ببصرك عنها، تنظر إلى هناك نعم إلى هناك حيث لا شيء محدداً، يتوقف المصعد ويفتح الباب، تشير لها أن تخرج قبلك تهز رأسها وتقدم ابتسامة صغيرة وتمضي مسرعة.
تحاول أن تتبين إلى أي مكتب ستدخل لكنها تجتاز الممر بسرعة.
تسير ببطء شديد باتجاه مكتبك، تسلك على أم أحمد فتدعوك مشيرة بالركوة: تعال اشرب قهوة، تغريك القهوة الصباحية، فتشعل سيجارة وتجلس إلى جانب أم أحمد تدخن سيجارة سيجارتين، ثم تنهض وتمضي باتجاه مكتبك، تسلم على ربيع، جمال، محمد، عبير، ثم وقبل أن تدفع باب مكتبك لتدخل، تسمع حديثاً: تصوري يا نوال كان ينظر إلى مؤخرتي، وحين صعدنا في المصعد لم يرفع نظره عن صدري. تضحكان نوال زميلتك في المكتب وذات المؤخرة.
تنسحب بهدوء شديد قبل أن تلاحظاك، وتعود إلى أم أحمد، هل بقي لديك قهوة؟



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية عاشقين!
- أغنية عاشقين
- هكذا يرى الأميركيون بوش... فكيف نراه نحن؟
- بوش فقد عقله... ويصرخ: هل من مبارز!
- ماذا ستفعل أميركا بعد الهزيمة؟
- هنية على المعبر... يا لهذا الموقف المؤلم!
- يا سمير عطا الله العب غيرها
- ويا للأزهار، ويا للماء، ويا لي...
- أطفال العراق لا يعرفون (سانتا كلوز)
- 3709 لا، ليسوا فراشات
- كذبوا فصدّقنا...
- مؤتمر ثقافي... لهذا العراق
- فيروز والعلم والعراق
- ماالذي تفعله (الثقافة) في غياب النقد؟
- أخشى أن يكون البابا مخطئاً
- قبل وبعد وماذا أيضاً؟
- صدقوني.. قد أقاضي بوش ذات يوم
- لماذا تضحكون حين يقال: (ثقافة عربية)؟
- العالم كما يراه جورج
- شارعنا الجميل... تصبح على خير


المزيد.....




- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...
- طبول الـ-ستيل بان-.. موسيقى برميل الزيت التي أدهشت البريطاني ...
- بين الذاكرة وما لم يروَ عن الثورة والانقسامات المجتمعية.. أي ...
- كيف نجح فيلم -فانتاستيك فور- في إعادة عالم -مارفل- إلى سكة ا ...
- مهرجان تورونتو يتراجع عن استبعاد فيلم إسرائيلي حول هجوم 7 أك ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - ماذا تفعل حين تبصر مؤخرة جميلة؟