أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر زكي الزعزوع - ما بعد القمة...














المزيد.....

ما بعد القمة...


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان الرؤساء العرب اتفقوا في قمتهم الأخيرة التي عقدوها في دمشق على أن الوضع العربي بحاجة إلى معالجة، لأنه وضع في غاية السوء والتعقيد فإنه من المرجح أن تتم معالجة هذا الوضع المأساوي قريباً وقريباً جداً بحيث تزول المشاكل تباعاً، ولا يعود ثمة ما يقلق الشعوب العربية، ولو كنت جالساً في مقهى واستمعت أو قرأت مثل هذا الكلام لركلت الطاولة والكراسي وضربت رأسي بالجدران، ثم لأطلقت الرصاص على رأسي وانتحرت، ولكني لست جالساً في مقهى، بل أنا واقف في الخراب أسميه عاش جلالتكم، كما يقول مظفر النواب، واقف في الخراب أتأمل بشرود ذهني عجيب ما يحدث حولي من تفاصيل لم تكف وسائل الإعلام العربية عن سردها وتحليلات جفّ بسببها ريق المحللين وما أكثرهم.
القمة العربية عقدت في دمشق وهذه ليست نقطة خلاف ولا حتى نقطة اتفاق، ولست معنياً بالحديث بعدائية تجاه القمة فقط لأنها عقدت في دمشق، فمن قبل دمشق عقدت القمة في الرياض، ولم يتشدق أي متشدق ولا متحذلق لينتقد قمة الرياض، بل عدها بعضهم نصراً تاريخياً للقمم العربية ولجامعة الدول العربية، ولأمينها العام وو، بل وذهب بعضهم أبعد من ذلك فاعتبر قرارات قمة الرياض قرارات حاسمة، طبعاً التفسير ليس بحاجة لا لعاقل ولا لمعتوه لتفسيره، فقد أشارت إحصائية لا أدري مدى صحتها أن أكثر من ثمانين بالمئة من وسائل الإعلام العربية مملوكة من قبل شركات ومؤسسات نفطية، وأن أكثر من نصفها تعود ملكيتها لرؤوس أموال سعودية تحديداً، إذن فليس مستغرباً أن يُحتفى بقمة الرياض وتعتبر قمة تاريخية في حين تُهاجم قمة دمشق وتُعتبر قمة فاشلة وقمة لشق عرى العلاقات العربية، وكأن ثمة علاقات عربية أصلاً، بل ودعوني أستعير من القذافي عبارته التي أثارت التصفيق الحاد فقد قال العقيد: إن ما يجمعنا هو هذه القاعة فقط... هل بربكم ثمة توصيف أدق من هذا للواقع العربي...
ما استوقفني كثيراً هو لوحة العشاء الأخير التي رسمها ليوناردو دافنشي والتي نشرها موقع إيلاف الإلكتروني وليس من داع للقول إنه موقع سعودي بامتياز، وإن كان يبدو مغايراً لرأي المشايخ السعوديين في ليبراليته، وحريته ونشره مواضيع فيها شيء من الإباحية والعري، ونشره أيضاً لكتاب ممنوعين، بل وحتى قيامه بين فترة وأخرى بالترويج لهذا أو لذاك من المواضيع المثيرة للجدل، المهم لوحة العشاء الأخير التي نشرها موقع إيلاف الإلكتروني بالتزامن مع اختتام أعمال القمة العشرين، اللوحة تمثل جميع الذين حضروا قمة دمشق جالسين حول مأدبة وتحت تلك الطاولة تدحرجت رؤوس رفيق الحريري وجبران تويني وبيار الجميل وفرانسوا الحاج في إشارة واضحة إلى تورط الجميع في ذبح هؤلاء الأربعة وربما سواهم، وإن يكن الرسام الذكي الذي نفذ اللوحة قد أزاح منها صورة المندوب السعودي والمصري والأردني، فإنه بالغ في إظهار الرئيس السوري والليبي والسوداني ونائب رئيس الجمهورية العراقي بل وحتى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وميّزهم في لوحته ضاحكين يشربون الأنخاب بتلذذ واضح، علماً أن لائحة الاتهام التي جهزتها عائلات ضحايا الاغتيالات في لبنان على مدى السنوات الثلاث الماضية لم تتضمن ليبيا والسودان أو سواها من الأقطار العربية واقتصرت كما هو معلوم للجميع على سوريا، وإن كان التقرير الذي أصدره مؤخراً المحقق الدولي في قضية اغتيال الحريري والذي قدم إلى مجلس الأمن عشية ختام القمة العشرين أشار إلى تورط مجموعة إلكترونية كانت تراقب الحريري حتى قبل اغتياله بكثير، ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد إلى ضلوع سوريا أو غيرها في عملية الاغتيال، بل إنه أشار مثل تقارير سابقه إلى تعاون سوري مع لجنة التحقيق...
ما يحدث في الجلسات المغلقة أو في الجلسات العلنية شأن، وما يجري داخل كواليس الصحافة شيء مختلف، فكما تحاك المؤامرات سراً، فإن الكثير من المقالات تحاك سراً أيضاً وتدبر عن سابق قصد وترصد، ودون أن يكون في هذا الكلام تجريح لأحد، ما قيل عن القمة ولم يصدقه أحد بسبب التاريخ الطويل للقمم التي تساقطت مقرراتها قبل أن يجف حبر الأقلام الذي كتب به، وإن كنت من مدمني قراءة الأعمدة والزوايا اليومية والأسبوعية فإن أكثر ما لفت انتباهي أن تغيب القمة عن "عيون وآذان" الكاتب المعروف جهاد الخازن وهو الذي يتمكن ببراعة مدهشة من الانتقال بين المواضيع ورصد العالم من خلال ما يكتبه، بينما حضرت دمشق وقمتها وبقوة في مقالات عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس العربي، موقف الخازن في تجاهله مبرر فهو وكما هو معلوم يعمل في صحيفة الحياة التي وإن كان يقال الحياة اللندنية فإنها سعودية مئة بالمئة، وعبد الباري عطوان الذي يترصد حيثما أمكنه أنفاس المقاومة وهو أمر مفهوم كونه عاش معاناة أن يولد المرء في وطن محتل، وهو يرى إلى دمشق الآن على أنها عاصمة المقاومة، وهو الذي هاجمها مراراً قبل ذلك...
إذن القمة العربية أغلقت بابها وودعت ضيوفها، وبدأ الشد والجذب يطفو على السطح إعلامياً بل وسياسياً، فإن كانت الرياض والقاهرة وبعدهما عمان قد قاطعت القمة وإن لم تعلن ذلك بأن خفضت مستوى تمثيلها إلى أدنى مستوياته فإن القمة خرجت بتوصيات ومقررات أظن القابل للتنفيذ منها على أرض الواقع صفراً في أحسن الحالات...
وإن كان سركيس نعوم كتب في النهار اللبنانية إن ما بعد القمة غير ما قبلها، فأظن وبعض الظن إثم أنه مخطئ، إذ إن القمة وما قبلها وما بعدها هي مراحل نقطعها على أمل أن يحدث إعصار يشبه تسونامي فيزلزل منطقتنا ويقتلع عروشاً ويعيد ترتيب بيوتنا المهملة، لا على طريقة فوضى جورج بوش الخلاقة التي أحرقت الأخضر واليابس لكن فوضى ربانية تشبه ما تصنعه الطبيعة في غابة لم تمسها يد البشر ولم تطأها أقدامهم الثقيلة، فوضى تجعل اللون الأخضر يكسو مشهدنا الجنائزي المكسو بالأحمر والمليء حتى ثمالته بالأسود.



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانوا هنا...
- دمٌ أيها الحب!!
- ماذا تفعل حين تبصر مؤخرة جميلة؟
- حكاية عاشقين!
- أغنية عاشقين
- هكذا يرى الأميركيون بوش... فكيف نراه نحن؟
- بوش فقد عقله... ويصرخ: هل من مبارز!
- ماذا ستفعل أميركا بعد الهزيمة؟
- هنية على المعبر... يا لهذا الموقف المؤلم!
- يا سمير عطا الله العب غيرها
- ويا للأزهار، ويا للماء، ويا لي...
- أطفال العراق لا يعرفون (سانتا كلوز)
- 3709 لا، ليسوا فراشات
- كذبوا فصدّقنا...
- مؤتمر ثقافي... لهذا العراق
- فيروز والعلم والعراق
- ماالذي تفعله (الثقافة) في غياب النقد؟
- أخشى أن يكون البابا مخطئاً
- قبل وبعد وماذا أيضاً؟
- صدقوني.. قد أقاضي بوش ذات يوم


المزيد.....




- ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة ...
- ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي ...
- هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟ ...
- وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ ...
- مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
- عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين ...
- إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
- صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت ...
- موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
- زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر زكي الزعزوع - ما بعد القمة...