أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر زكي الزعزوع - باراك أوباما وانتصار الأميركيين














المزيد.....

باراك أوباما وانتصار الأميركيين


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 05:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعلي انشغلت شأن سواي بالحالة العراقية، أقصد طبعاً من غير العراقيين أصحاب الشأن، وقد أكون أزيد على سواي قليلاً، كوني عملت ومنذ العام 2000 في وسائل إعلام عراقية مختلفة، سواء أيام معارضة نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين أم بعد احتلال العراق، ولأن الحالة العراقية ليست حالة عادية كما هو معروف للجميع فإن الاشتغال بها يقضي من المشتغل الاطلاع على تفاصيلها وتعقيداتها، فهي كثيرة متعددة، لا مجال للوقوف عليها من خلال دراسة أو دراسات، بل إنها تمضي بالدارس بعيداً، حتى تقوده شاء أم أبى إلى حمورابي، وربما قبله لينهل من إرث تاريخي ضارب جذوره عميقاً في التاريخ، لعله يجد إجابات تفيد في قراءة واقع الحالة العراقية المتردي، واليوم وقد بدا واضحاً أن حلول باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية سيجلب معه التغيير، كونه يعد بالتغيير فإن الحالة العراقية تنتظر التغير بدورها، لارتباطها كلياً بما سيصدر عن الرئيس الجديد، مع الملاحظة أن ثمة إصراراً من إدارة بوش المنصرفة على توقيع الاتفاقية الأمنية مع حكومة نوري مالكي قبل أن تنفرط حبات عقد الجمهوريين، الصقور، ويصير من الصعب لمها أو وضع توقيع عليها...
في تسعينيات القرن الماضي، وحين أودت صناديق الاقتراع بجورج بوش والد جورج بوش هذا إلى خارج البيت الأبيض، أطل الرئيس العراقي السابق صدام حسين من على شرفة قصره وأطلق الأعيرة النارية ابتهاجاً بهزيمة غريمه الذي شن حرباً عليه، واعتبرت وسائل الإعلام القريبة من بغداد وقتها سقوط بوش الأب في الانتخابات كان بسبب "هزيمته" في العراق.
واليوم وقد هزم جون ماكين الجمهوري بسبب إصراره على نهج جورج بوش، واعتباره الحروب التي خاضها الرئيس المنصرف واجباً وطنياً "وعلينا الاستمرار بها" فإنه من المؤكد أن تطل الكثير من الأصوات والأقلام ولن أقول العيارات النارية، لتعبر عن انتصارها على الجمهوريين، طبعاً بسبب الفشل الذريع الذي لاقته القوات الأميركية في العراق، وموت أكثر من 4000 عسكري أميركي، منذ غزو العراق عام 2003، ولا أريد الذهاب أبعد من العراق لأن بإمكاني توصيف حالته، وأما أفغانستان فلها حديث مختلف...
إذن العراق أولاً، كان السبب الرئيس في فشل الجمهوريين في الانتخابات، طبعاً بسبب فشلهم في تحقيق الأهداف...
ولكن أية أهداف؟!
ألم تتمكن القوات الأميركية من إسقاط صدام حسين والقضاء على نظامه وأيدلوجيته، وتنصيب حكام على المقاس الأميركي، ثم ألم تتمكن من احتلال العراق من بابه إلى محرابه، وتدميره تدميراً شبه كلي، وإعادته مئة سنة إلى الوراء، ألم تقتل القوات الأميركية وأعوانها والميلشيات التي أوجدتها وحرستها أكثر من مليون ونصف المليون من العراقيين، وهجرت ما يقارب الأربعة ملايين، ثم ألم توصل الحالة العراقية إلى الحضيض وفي كل شيء تقريباً، وإن كان ثمة حديث عن مقاومة عراقية توجع المحتلين، فهذا ليس طارئاً في التاريخ إذ إن أي احتلال يستوجب بالضرورة بروز مقاومة له، ثم إن أي عمليات تنفذها المقاومة العراقية ضد القوات المحتلة أو أعوانها هو أيضاً ليس بالأمر الطارئ، الذي ينظر له على أنه يحدث لأول مرة في التاريخ الإنساني، إذن فالاحتلال الأميركي حقق مبدئياً أكثر من نصف ما أراده بتحويله العراق إلى بلد محتل ممزق قابل للاشتعال في أية لحظة...
ولا أظن، ومرة أخرى، وبعض الظن إثم، أن فشل ما كين في الانتخابات الرئاسية يعد انتصاراً للمقاومة العراقية، بل هو انتصار للأميركيين أنفسهم، الذين قالوا لا للحرب، ولا للاحتلال، ولا لكل ما حدث، ثم جاء دورهم ليقولوا لا لاستمرار النهج، فقالوها عبر صناديق الاقتراع وأسقطوا ما كين والجمهوريين بضربة كاسحة، مفضلين تجربة جديدة بكل ما فيها، على تجربة قديمة مريرة...
كنت حتى قبل أيام شبه متأكد أن جون ماكين سيفوز بالانتخابات، لأنه مجرّب، وربما لعدم معرفتي الجيدة بالمجتمع الأميركي، الذي هو أكثر المجتمعات مغامرة وقابلية للابتكار، بل ولنسف قيم وابتكار قيم جديدة... والأميركيون طبعاً وفي أثناء توجههم إلى صناديق الاقتراع لم يسقطوا من حساباتهم العراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب، وإلى ما هنالك من أسباب تجعلهم يختارون أوباما، لكنهم أيضاً اندفعوا برغبة في تجربة الجديد بكل ما يحمله من معانٍ، وهم على ثقة أن هذا الجديد لن يخذل الولايات المتحدة، وسيظل محافظاً عليها دولة عظمى، بل الدولة العظمى التي تملك مفاتيح الحل والربط في جهات الكرة الأرضية الأربع، ولن يكون أوباما سوى حارس أمين لهذه الدولة العظمى المرهوبة الجانب، ولن يستطيع التفريط بكونه رئيساً للولايات المتحدة الأميركية بكل ما تعنيه هذه العبارة من معان قد تبعث الرعب لدى الكثيرين...
ليس مهماً بأي حال من الأحوال ما قد تسفر عنه سنوات أوباما الأربع القادمة، فهو لن يعمل لمصلحة العراقيين ولا الفلسطينيين بل لمصلحة الولايات المتحدة، ولن يعمل أيضاً لمصلحة إسرائيل كما لا ينفك الكتاب العرب عن التكهن، فالرئيس الأميركي المنتخب سيعمل أولاً وأخيراً منطلقاً من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية التي يؤمن بها أكثر من إيمانه بأي شيء آخر، فهي الدولة الأكثر ديمقراطية في العالم مهما بدا من تصرفات غير ديمقراطية قامت بها في السنوات الثماني الأخيرة، إذ إنه يؤمن وهو ابن المهاجر الكيني أنه ما كان سيستطيع أن يصير رئيساً في أي مكان آخر إلا في الولايات المتحدة، وهذا ليس إعجاباً بالنموذج الأميركي كما قد يظن البعض، ولكنه اعتراف بالآخر...
إذن سيكون على الرئيس المنتخب أن يضع الولايات المتحدة ومصالحها العليا والدنيا أمام عينيه، فهو تفوق على لون بشرته، وعلى قلة خبرته وأثبت للناخب الأميركي أنه مؤمن بالتغيير لمصلحة أميركا...



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة ومحنة الرئيس العتيد
- إيروتيك
- ملامح غير مكتملة
- ما بعد القمة...
- كانوا هنا...
- دمٌ أيها الحب!!
- ماذا تفعل حين تبصر مؤخرة جميلة؟
- حكاية عاشقين!
- أغنية عاشقين
- هكذا يرى الأميركيون بوش... فكيف نراه نحن؟
- بوش فقد عقله... ويصرخ: هل من مبارز!
- ماذا ستفعل أميركا بعد الهزيمة؟
- هنية على المعبر... يا لهذا الموقف المؤلم!
- يا سمير عطا الله العب غيرها
- ويا للأزهار، ويا للماء، ويا لي...
- أطفال العراق لا يعرفون (سانتا كلوز)
- 3709 لا، ليسوا فراشات
- كذبوا فصدّقنا...
- مؤتمر ثقافي... لهذا العراق
- فيروز والعلم والعراق


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر زكي الزعزوع - باراك أوباما وانتصار الأميركيين