أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - الثواب و العقاب من منظور ديني














المزيد.....

الثواب و العقاب من منظور ديني


سونيا ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 12:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المجتمع و علاقة الوطن بالانسان و فرديته:
لا يمكن أن تكون العلاقة بين الانسان وذاته، و التوافق مع خصائصه، متزنة، و تتجه نحو التلخص من التزمت الديني إلا بتنشئة الأطفال، و اعطائهم الفرصة في التعبيرعن قدراتهم بعيداً عن الشبهات الدينية، في مدارسنا في العالم العربي ينشأ الأطفال في مجتمع يحرمهم من الأحلام، و الرؤية أبعد من منظور العائلة والوالدين، و قد يكون هناك أطفال قلائل محظوظين بتحصيل تعليمهم في مدارس لا تناقش المسائل الدينية في مناهجها. قد يكون التعليم الديني مفيداً في حال المقارنة بين الأديان في المراحل التعليمية اللاحقة؛ في الجامعة، و هذا يحتاج إلى نضج على المستوى التعليمي، منبثقاً من بناء منهج متطور على أسس سيكولوجية، تحفز دافعية الفرد، و توجهه نحو النظر إلى المستقبل، و نقد الذات و تحليلها من أجل تكوين كافة مكونات شخصيته الفكرية، المهارية، و المعرفية بعيداً عن أي تأثيرات تقهره، أو تربط مدى نجاحه و اخفاقه بقربه أو بعده بصلته مع الله!
إن التشجيع على حفظ الأسماء الحسنى و الأحاديث، و النصوص القرآنية واقترانه بنيل المكافآت يرسخ لدى نفسية الطفل/ة الاستسلام، و الخضوع منذ الصغر، بدلاً من الاعتماد على الفهم، و طرح الأسئلة، و المشاركة الفعالة، و تجعل الطفل/ة يصطاد الأخطاء لنفسه، وغيره بدلاً من احترام تجارب الآخرين في الأداء، و الاعتماد على الذات من أجل تقدير الآخرين.
تُكوِن التنشئة الدينية للأطفال منذ الصغر طاقة هائلة؛ فهي مملوءة بالارشادات و التهديد و الوعيد، تتحول هذه الطاقة إلى مخزون تربوي و فكري بنضج صور الطفل الشعورية و اللاشعورية، مما يعرقل تقدمه و تحديه للعراقيل، و يجعله يدور في دوامة الخوف من الله، و اختبار الله المفاجئ، الذي يحب عباده؛ فيبتليهم ليعوضهم بالآخرة!
****
النظرة الدينية للطفل، و للحياة تتعلق بعدم القدرة على الرفض؛ بسبب العقاب الذي يتعلق به حب الطفل للحياة في حال رفض الرضوخ للتعليمات، و الارشادات الدينية؛ فإما ينتج لدينا أطفال تعساء، غير قادرين على التحدي، و إما ينتج لدينا مفكرين دينين لديهم آليات تكفيرية أمنية، من يرفض الخضوع فهو خاضع للابتزاز، و السيطرة على حياته، و نبذه بكل طريقة ممكنة!
****
الصورة، و الاحساس الذي يتولد لدى الطفل/ة، و تطوره مع نمو احتياجات الطفل/ة لتنمية قدراته/ا بالاتصال مع العالم الخارجي عبر حواسه/ا، و تطوير ادراكه/ا المعرفي قد يصبح عائقاً بحد ذاته إذا اقترن التعليم بمفهوم العقاب، و الثواب الذي جاء به الدين، لأنه يُعوّق تكوين الطفل لقدرته النقدية، التحليلية البنائية حتى مراحل متقدمة من نمو الطفل التعليمي، و يصبح حينها عقل الطفل مغيباً، و مخزون طاقته مكبوتاً بسبب هذا النوع من الاحساس بالفراغ، و الشؤم الذي يمنع الطفل من القدرة على التماهي مع أخلاقه، و تكوين هوية شخصية يقرر فيها عبر أحلامه، وقدراته، و استعداداته أن يكون انسانا يبحث عن الصحة النفسية، بعيداً عن توجه الطفل لهدم الأنا لديه، و قمعها، بل و تحليل كافة الأخطاء التي تحدث بحياته بسبب ابتلاء الله له، و اختباره لإيمانه على سبيل المثال!
هل سيستطيع الأطفال أن يقرروا معنى الحياة، وهم في مرحلة صغيرة من العمر يدخلون إلى هذا النوع من الدهليز؟، أنا لا أستغرب كيف كونتُّ صورة لطفولة أخي، و نضجه حتى صار مراهقاً، و من ثم بلوغه شاباً، و هو يحول التحرش بي كأخته، و يقول لي: "ما اجتمع رجلا و امرأة إلا كان الشيطان ثالثهما"، و مثل هذه الأفكار شجعته لأكثر من خمس سنوات، و تطورت محاولات اعتدائه عليّ جسدياً، و جنسياً لأنه بتصوره أن بإمكانه أن يكون قادراً على ذلك، لم يكن المجتمع بحد ذاته يسبب لي خوفاً بقدر ما كنتُ أذهبُ إلى النوم، و أنا أشعر بالرعب، و في مراحل كثيرة من حياتي لم ترافقني سوى الكوابيس، و قناع الاكتئاب، حتى تغيرتُ كلياً من طفلة مثابرة، جريئة، متمردة إلى انسانة تعيش تحت الصدمة النفسية، تخجل من سلطوية مجتمعها، و في نفس الوقت لا تشعر بالأمان على نفسها عندما ترقد في سريرها. هذه الصدمة النفسية تأثرتْ بالانفعال كل مرة كان يقول فيها أخي: "المرأة ناقصة عقل و دين"، و كأنه كان يجبرني على الاستماع إليه، و تصديق ما يقوله. كانت الحقيقة الأكثر إيلاماً أن تنشئة والدتي ساعدته كثيراً على قمعي، و الاعتداء عليّ في حين كانت الأم غارقة باللامبالاة ظناً منها أن يحرص على الأمور بشكل جيد.. حتى لا تصبح مسئولياتها خارج سيطرتها.
****
اعتقدتُ في البداية، و تدريجياً، و هم يجبروني على ارتداء الحجاب، و من ثم يقمعونني فكراً، وجسداً، و رورحاً أنني سأكون ملتزمة بما يرضيهم لأحصل على رضاهم، ولكني اكتشفتُ أن سعادتهم لا دخل لها بسعادتي، و حصولي على تقدير ذاتي لا ينبغي أن ينبع منهم؛ بل من تقديري لعمق تجاربي في الحياة، اعتقدتُ أنهم يريدونني سليمة، و سعيدة؛ و لكنهم كانوا هم التعساء فكيف لهم أن يريدون لي ما لا يريدون لأنفسهم؟ لذلك التعصب، و التزمت، انتظرتُ طويلاً حتى توفي والدي؛ لكي أشبع نوماً بدلاً من ازعاجه لكل من في البيت ليصلوا الفجر، و انتظرتُ طويلاً حتى نلت بعضاً من استقلاليتي حتى يتوقف أخي عن فرض أراءه الشخصية علي، و اعتداءه المتكرر على جسدي و محاولته القذرة بالتحرش جنسياً بي، لقد تحدثتُ أخيراً إلى أحد أصدقائي عن بعض ذكرياتي، و اختصرتُ شعوري بعائلتي، بعد سنين طويلة استغلوني فيها بكلمة واحدة أو كلمتين؛ عائلتي هي العار و الخزي!



#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة يحكمها الشيطان
- قسوة الأم
- لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة – 2-؟
- هل تكره بعض النساء الفلسطينيات أنفسهن؟
- عزيزي أيها الرجل الخائن
- لماذا يخاف الرجل الفلسطيني من المرأة؟
- المحكمة الشرعية و ازدراء المرأة في الإسلام
- الزواج و الاشباع Marriage Satisfaction
- علاقة الجنس و الإنجاب بالنضال الفلسطيني
- هل تزداد نسبة الراحة و الطمأنينة في واقع المجتمعات المتدينة ...
- في الوجه الآخر عملة جديدة
- مثل أي شئ يُفقِد الشهية.. هلوسات غزية ممكنة
- الحقيقة المُرة.. لا أَمَلُّ من المحاولة
- من الحقيقة المُرة ما يسمونها جرأة
- بين مازوشية السلطة الوطنية الفلسطينية و سادية حماس - لا أحد ...
- هل يحتاج الشباب العربي للدولة أم للجنس؟
- رسائل - صريحة - لا أتلوها في وجه النهار
- أنين ( قصة قصيرة من نسج الخيال )
- الشرق الأوسط و باقي الخيانات
- هل ستدق النساء العربيات أجراس الخطر ؟


المزيد.....




- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سونيا ابراهيم - الثواب و العقاب من منظور ديني