أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مصطفى الصوفي - مع مكاريد الاخرس(ثقافة العنف).














المزيد.....

مع مكاريد الاخرس(ثقافة العنف).


مصطفى الصوفي

الحوار المتمدن-العدد: 4049 - 2013 / 4 / 1 - 20:10
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


من منكم شاهد الفلم الفرنسي(زون 13) ؟.
حيث يسرد الفلم قصة ضابط شرطة ناجح يرسل في مهمة للعمل متخفيا الى منطقة داخل العاصمة تسمى بالمنطقة١٣ المعزولة عن المدينة . بمرور الزمن قامت قوات الامن في المدينة بإحاطة المنطقة١٣ بسياج كونكريتي عازل واسلاك شائكة وقوة عسكرية على منفذها الوحيد لكونها خاضعة لسيطرة العصابات والمافيات وميليشياتها التي تقتتل فيما بينها للسيطرة على الشوارع و ما تبقى من عمران متهدم .. وتركت العصابات والمجرمين يعيثون فسادا كما يشتهون بدون اي تدخل بسبب عجزهم عن حل مشاكلهم ..

لعمري ان هذا الفلم لم يفارق خيالي لعشرات المرات وانا استمع لقصص تصف مدينة الثورة وقطاعاتها وسوك مريدي الشهير حيث يصنع كل شيء من الابرة لجواز السفر المزور ...

يُصَور المكرود على انه ابن مجتمع وبيئة من هذا النوع, فهو المجرم السفاح وصاحب التجارة الممنوعة وهو الخارج عن القانون دائما و حامل السلاح.
لأتذكر مرة‎ ‎حينما نشبت مشادة كلامية قبل سنوات طويلة بين احد اصدقائي ومكرود بعمرنا يبيع المرطبات مررنا به اثناء سيرنا ببوابة مدينة الالعاب في احدى نزهاتنا،
هددنا الاخير على اثرها قائلا بنبرة مملوءة بالفخر و"الهوبزة" ( ترة اني من الثورة ابوية ) يبدوا ان اسم الثورة قد ارتبط بالإجرام والقوة والبطش والدهاء في ثقافتنا الاجتماعية حتى بات المكرود "يزامط" بانتمائه لـ(زون١٣) بغداد حيث تعلم فنون الاجرام على اصوله!!

لا ذنب للطفل او للكبير في كونه انسانا عنيفا فالإنسان هو صنيع بيئته وتجربته و قد ركز الاخرس في (كنايات. الدخول في مكحلة اللغة) على العنف و ارتباطه بالبيئة واول ايام العمر ،وقال :
(ان امهاتنا كن عودن اسماعنا وهيأن خيالنا لتقبل تلك التهديدات وممارستها فيما بعد، تجد الأم في لحظة وقد تحولت الى وحش وراحت تهدد ابنها: اليوم اذبحك ، اليوم أخلصك خلاص، اليوم اودي جلدك للدباغ، اليوم اكطع لوزتك، اليوم اذبك بالبلوعة! واذا تبحث عن أسباب كل تلك التهديدات لن تجدها تعدو عدم تنفيذ أمر بسيط كالذهاب الى الفرن لجلب الخبز أو الامتنا عن دخول الحمام في الموعد المفروض أو حتى الضحك امام الضيوف أو مد اليد لالتقاط ما تبقى من علبة الببسي كولا. اما الاب فحدث ولا حرج، قد يبدأ الأمر باستخدام العقال وقد ينتهي بالتهديد بأطلاق الرصاص، اتذكر تهديدات جدي لي يوم كنت لا أتجاوز الرابعة عشرة بسبب بداية رحلتي مع التدخين. التهديد مضحكا لي فهو يذهب مباشرة الى القتل: ترة ارمييييك ...ترة ارميييك! واذ يتفوه بالعبارة أصرخ به مازحا وأنا اهرب: وانت منين لك مسدس؟!).

اما عن ارتباطه بلغتنا فقد قال الاخرس:(عنف اللغة يتجسد بعشرات الطرق الاخرى. فهو يتمظهر مرة من خلال منطق القسر، ومرة عبر منطق التغالب، وتارة يبرز مع تشبية دموي: اكص ايدي اذا تنجح، واخرى مع عبارة غزل: تلك الفتاة ذابحتني ذبح، بل ان احداهن ترنمت مرة: هذا الحلو كاتلني يا عمة)
ويختم الكتاب بأحاديث عن الجنس اللطيف وتعاملنا معهن لغويا وادوات زينه الريفيات وطباعهن ...

وهكذا ينتهي كتاب المكاريد، كانت لي رحلة مهمة معه، فقد فتح عيني على قضايا كنت اجهلها، ونبهني على اشياء لم اكن منتبهاً لها، صرت اقرب لفهم المجتمع والمكاريد ووصلت من خلاله الى افكار عظيمة، وضعت الكتاب في مكتبتي وسأعود اليه لقراءته مرة اخرى في المستقبل....



#مصطفى_الصوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع مكاريد الاخرس(لن تصبح زيونه منطقة للشروكية).
- مع مكاريد الاخرس(الحان مكَرود)
- مع مكاريد الاخرس (بين الوردي و الاخرس ).
- مع مكاريد الاخرس (ذكرياتي عن المكاريد).
- مع مكاريد الاخرس( المكَاريد في تكريت).
- مع مكاريد الاخرس( هل ليلى مكَرودة؟.)
- السيد المسئول جاسب المجيد حفظة الله ورعاة
- حَدَوث و عُربان
- الحريق العربي
- لصوص الانسانيه
- المُستلحد العربي
- اسطورة بغدادية. قصة قصيرة
- كفخة بلجن تصحون يا ال طوريج وال العوجة
- تقبل الاخر يا صاحب الدين
- دع الاخره لما تؤمن به
- دجلة دمنا وفرات دموعنا..(وطن)
- فلكلور المتثيقف
- دجلة دمنا وفرات دموعنا
- الأمن الجامعي ....حلاقين
- بحيرة الفكر


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مصطفى الصوفي - مع مكاريد الاخرس(ثقافة العنف).