أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى الصوفي - لصوص الانسانيه














المزيد.....

لصوص الانسانيه


مصطفى الصوفي

الحوار المتمدن-العدد: 3814 - 2012 / 8 / 9 - 02:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"ليس من العجيب أن يختلف الناس في ميولهم وأذواقهم ولكن بالأحرى العجب أن يتخاصموا من أجل هذا الإختلاف"
علي الوردي

اثبتت لي تجاربي في الحياه ان التفكير الطائفي لايشترط ان يعتنقه متدين ولا يشترط ان تكون العنصريه ضمن مذهب او دين, كنت اكلم أحد الاصدقاء حينما نبهني لمنشور لاحدى الملحدة عراقيات الذي كان لمشهد من (مسلسل عمر) يظهر ابي جهل وهو يعذب المسلمين في بدايه الدعوة الاسلامية وكان تحت عنوان غريب (لترقد روحك بسلام يا أبا الحكم)!!.

واما التعليقات فكانت من قبل الملحدين ايضا,يهتفون ويحيون هذا السلوك (ويمجدون فعل ابي جهل بتعذيب المسلمين وقتلهم )
احدهم قال : ليت كان من ابي الحكم عشرة
واحدهم قال: ليت ابو الحكم موجود الان
واخر يعلق : عاشت يدك يا ابو الحكم انت من كنت تخيفهم.
,تعجبت من تلك الندائات والهتافات والفرح على تعذيب المسلمين هل نسى الملحدين انهم اقليه ومن الممكن باي لحظة ان يكونوا بهذا الحال وفي هذه الصورة ؟ واين ذهبت مبادىء الانسانيه التي يطالبون بها وحقوق الانسان ؟ ..

كما يبدوا لي و للكثيرين ان الملحدين العراقيين (او العرب بصوره عامه) قد هربوا من الطائفية الدينية والعصبيه ليلتجئوا الى طائفيه الحاديه و عصبيه اخرى وكنت قد طرحت هذا بعض الافكار سابقا في مقالي (المُستلحدون) , وربما اكتملت الرؤية بخصوص عقل الانسان العربي, فمن الواضح اننا لا نعاني من مشكلة دين ولا نعاني من مشكلة وجود الله ولا نعاني من تسلط رجال دين , ولا نعاني من اي مشكلة عباديه او مشكلة مع محمد او مع عدم فهم القران او تناقضه ,بل نحن نعاني من مشكلة اخلاقية مشكلة فكرية مشكله انسانيه في تقبل الاخر و التعايش معه , نحن كنا باسلامنا وبعد الحادنا اناس متطرفين لا نقبل الرأي الاخر و نسعى دائما الى ابادته مع فكره..

بعضنا كان منزعجا من الصراع الطائفي المذهبي في الدين وبعد ان خرج من الدين بات يسيء ويزعج المتدينين ويضايقهم و في نفس الوقت يتكلم عن حقوق الانسان وعن الاخلاق الانسانية , و وسط هذا النفاق تبرز العقليه البدويه المتعصبه الباحثه عن الانتصار في كل حديث وحوار مع المختلف معها .

الكثير من الملحدين العرب لايفهمون من الالحاد الا (شتم الله و شتم الانبياء ) و لايدركون انها مؤسسة فكرية انسانويه واخلاقيه قائمه على السؤال والبحث عن جواب وليس على الانكار والشتم والسب والعناد.الالحاد فكر وثقافة وسلوك واخلاق وعلم...واذا جئنا على تجزأة كل على حدة نقول، فكر لانه مبني على الشك والبحث والاستنتاج وليس التقليد والاتباع والتوارث، السلوك هو محاكاة لثقافتك وما اكتسبت من خلال تصرفاتك وسلوكياتك ويومياتك وهنا سيظهر المعدن الحقيقي للشخص: هل جاء الحاده من علم وبحث وفكر وقناعة ام مجرد هروب وتسيب...الالحاد انسانية وخلق ومسؤلية وليس انحلال كما يتصور البعض,واقول خلقا لانه بني على كل ما سبق..وجوهره الانسانية..الاخلاق منظومة مكتسبة بالغالب وبقيتها الانا التي يدفنها الشخص بعقله الباطن والتي يمكن السيطرة عليها وترويضها وتهذيبها ان صح القول ..
لما تفسد العقليه العربيه كل شيء تدخل فيه ؟, حينما دخل العرب الى دين الانبياء فافسدوه وصاروا لصوص لله و رهبان معابد , وحينما دخلوا في الالحاد وافسدوه وصاروا مجرد مجموعه من السكيرين والعاهرات والفاسقين و امسوا لايحملون ذره اخلاق ولا مباديء و لا اي اتزان او عرف اجتماعي.

المستلحدين العرب الذين يعتنفون طائفيه الحاديه ويسعون لتدمير الاديان والمتدينين بدون ان يلتفوا الى الازدواجيه التي هم فيها حينما يتكلمون عن حقوق الانسان وحق التعايش والحريات والتعدديه ..

الدين أو الفكر هو مجرد اداه يحركها الانسان كما تشتهي نفسه وكما يشاء . و الانسان حينما يقع ضحيه لسيطره العقيده ويبرمج منذ الطفوله على تقديس رجل الدين ورموزه المقدسه فأنه لن يدرك انه على خطىء وسيفعل الكثير من الدمار دون شعور لانه يقدس تلك الافكار, البعض كان يعاني من تطرف ودوغمائيه الاسلاميين وربما كان يعاني من مشكلة معهم لذلك ترك الدين والتجيء الى الالحاد لكنه مع الاسف جعل من الحاده عقيده دوغمائية ترفض الاخر بصوره لا تختلف عن المتدين. و جعل من نفسه انسان خطر ايضا بصوره لاتقل شرا من المتدين بالعقيده وهو ايضا مستعد ليسبب الدمار ,وايضا يعاني من مشكله التقديس حينما يقدس افكاره وجعل من عقله اله يتبعه و ينكر كل فكره او رأي تخالفه ..

نحن لسنا بحاجه الى انكار اديان ولسنا بحاجه الى الحاد, , فمشكلتنا ليست مع الله وليست مع دين الله, مشكلنا كانت ولازالت في الانسان الانسان من بنى الجدران بينه وبين الاخر وغذى بذلك مصلحة من له شأن ومنفعة ...و المصيبة ان العرب يتوارثون ذلك عبر الاجيال..لا وبل يحرصون عليه ويقدسونه!
فالى متى نبقى نسيء الى دين الله ؟
و الى متى نبقى نسيء لكل فكر نعتنقه ؟
وكم نبي عليه ان يقتل في سبيل هذا ؟



#مصطفى_الصوفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُستلحد العربي
- اسطورة بغدادية. قصة قصيرة
- كفخة بلجن تصحون يا ال طوريج وال العوجة
- تقبل الاخر يا صاحب الدين
- دع الاخره لما تؤمن به
- دجلة دمنا وفرات دموعنا..(وطن)
- فلكلور المتثيقف
- دجلة دمنا وفرات دموعنا
- الأمن الجامعي ....حلاقين
- بحيرة الفكر
- رجال أصل الشرور
- للناقد أم للبسيط ؟
- فلتر للترشيح
- المتثيقف العربي
- بلاد اللا حرية و اللا تعبير
- 201249
- فوبيا الحداثه


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى الصوفي - لصوص الانسانيه